بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الثاني 2018 12:00ص المبادرة المطلوبة

حجم الخط
كل خطاب يطعن في كرامة الآخر مرفوض ومدان، فكيف عندما يطعن في الصميم رئيس السلطة التشريعية المؤتمنة على الدستور وسن القوانين ومراقبة السلطات.
إنّ خطابا من هذا النوع لا يستطيع تغيير أحوالنا المتداعية الى الاحسن، وإنما يأخذنا الى الأسوأ، إذ يشد العصب الطائفي ويهدّد الوحدة الوطنية التي يحتاجها لبنان اليوم اكثر من اي وقت مضى، لحماية كيانه وفتح نافذة على المستقبل، بعدما أرهقته الحروب وعقلية الميليشيات التي عشّشت فسادا لا يطاق في معظم اجهزة الدولة.
وإذا كان من الضروري إبداء الرأي الحر وممارسة النقد البناء، فينبغي ان يتم ذلك تحت سقف الوحدة الوطنية وآداب التخاطب الحضاري التي ترتقي بالمواطن وترسخ إيمانه بدولة يتبارى حكامها على الخدمة العامة وصون الاموال العمومية.
أما الانجراف تحت تأثير الغريزة واعتماد خطاب التوتير الذي ينزّه الذات ويشيطن الآخر، فمن شأنه تمزيق عرى الوحدة وأخذ البلاد الى حافة الهاوية واقتناص مكاسب انتخابية تزيد من حصته في الكعكة المستباحة..
أما ردود الفعل التي تتجاوز الرد القوي الرصين والتحرك الاحتجاجي المسؤول، فهي بدورها مرفوضة لتأثيراتها السلبية على العلاقات الداخلية بين ابناء الوطن الواحد، كما على الوطن نفسه، الذي من حقه ان يتطلع الى الاستقرار وحكم القانون ومحاصرة الفساد.
وبعد فكل كلام او فعل ينال من السلم الاهلي مرفوض، وكل كلام او فعل يمس وحدة المجتمع مردود، وكل كلام يخرق الميثاق الوطني مذموم.
أما كبار القوم الذين زادتهم الايام خبرة وحكمة، فالبلاد تنتظر منهم المبادرة لتصحيح الوضع وإنقاذ المسيرة حتى لا تخسر البلاد جراء كلمة ما شيدته الاجيال على مدى عهود.
 وزير ونائب سابق