بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آذار 2018 12:10ص برّي يتحفظ على مضمون المباحثات والنواب يربطونها بالانتخابات العامة

أبعاد زيارة الموفد السعودي إلى لبنان تتصدر تحليلات لقاء الأربعاء النيابي

حجم الخط

حرص المملكة على العودة بفاعلية إلى لبنان ليس من أجل مشروع سعودي أو خليجي بل من أجل مشروع لبنان كدولة ذات سيادة كاملة وغير منقوصة

غاب الشأن الداخلي بكل مشاكله ومشاغله عن لقاء الأربعاء الأسبوعي الذي يلتقي فيه الرئيس نبيه برّي النواب ويتواصل واياهم في شؤون الدولة، ومشاغلها الكثيرة والأزمات التي تلاحقها ولا تجد حلاً لها بسبب التناقضات داخل الحكومة، وكان حاضراً في اللقاء زيارة نزار العلولا موفداً من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وما تعنيه هذه الزيارة التي أتت في عز التحضيرات الداخلية للانتخابات النيابية العامة من أبعاد سياسية بعد الفتور الذي مرّت به العلاقات بين البلدين إثر استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض اعتراضاً على تغاضي الدولة عن تدخل حزب الله في الشؤون الداخلية للدول العربية ومساهمته الفعالة في زعزعة الأمن القومي العربي تنفيذاً لسياسة الجمهورية الاسلامية في إيران.
الرئيس برّي حسب ما نقل عنه النواب تجنّب الدخول في أي تحليل سياسي يتناول أبعاد زيارة الموفد الملكي السعودي إلى بيروت على مسافة قريبة من الانتخابات النيابية العامة التي يجري التحضير لها على قدم وساق، واكتفى كما نقل عنه النواب بنقل أجواء وديّة سادت مباحثاته مع الموفد الملكي وانه سمع كلاماً ايجابياً للغاية عن لبنان ودوره التاريخي والحضاري وان الزيارة تسعى لترميم العلاقة مع لبنان، وهذه العبارة بالذات استوقفت عدداً من النواب الذين شاركوا في لقاء الأربعاء لما تحمله من أبعاد سياسية عن مرحلة مرّت فيها العلاقات بين المملكة ولبنان في ما يشبه الأزمة الحقيقية.
أوساط سياسية تسنّى لها الاطلاع على مضمون الزيارة اعتبرت ان المملكة حرصت في الشكل على تأكيد وجودها في معادلة التوازن السياسي في لبنان مستندة في ذلك الى ما صرّح به ولي العهد محمّد بن سلمان عندما سئل عن رأيه بالرئيس الحريري، فيما رأت أوساط أخرى ان المملكة أرادت من هذه الزيارة التأكيد لكل من يعنيهم الأمر بأنها لم ولن تخرج من لبنان وانها ستظل لاعباً أساسياً حفاظاً على مشروع الدولة.
أما في المضمون فقد توقفت هذه الأوساط عند كلام الموفد الملكي وتركيزه على ضرورة تقوية الدولة واستعدادها الكامل لتقديم الدعم للقوى التي تدور في الفلك السيادي وتضع نصب أعينها هدف قيام الدولة القوية على كامل تراب الوطن، لإيمانها بأنه إذا فقدت الدولة قوتها وفاعليتها وتأثيرها وسيطرتها الكاملة يصبح لبنان لقمة سائغة في فم دول لها أطماع توسعية مثل إيران، وهذا ما لن نسمح به، من هنا يأتي حرص المملكة على العودة بفاعلية إلى لبنان ليس من أجل مشروع سعودي أو خليجي كما تروّج بعض الأوساط اللبنانية بل من أجل مشروع لبنان كدولة ذات سيادة كاملة غير منقوصة، وكعضو مؤسس في جامعة الدول العربية.
ولم تستبعد هذه الأوساط أن يكون الموفد الملكي قد نبّه في لقاءاته التي شملت معظم القوى التي تسمي نفسها سيادية، إلى أهمية عودة هذه القوى إلى تجميع نفسها تحت الثوابت التي كانت تجمعها بما يكفل تماسكها وتكاملها لأنها تشكل كذلك ضمانة للبنان وسيادته وللمشروع العربي في مواجهة الاختراقات الخارجية التي تعمل على إبقاء لبنان ساحة مفتوحة تستخدمها لمصلحة أطماعها التي باتت مكشوفة.
وفي هذا السياق تُشير الأوساط نفسها إلى أن الموفد الملكي اختصر مهمته عندما شدّد على أهمية سياسة النأي بالنفس التي شكلت البوابة لعودة لبنان إلى الحظيرة العربية، ومن ثم اشارته الصريحة إلى ان المملكة تنتظر ان تشكل الانتخابات النيابية مدخلاً لإعادة إطلاق تيّار سيادي وطني، فإن كلام الرئيس برّي عن عودته المتوقعة الى بيروت لاستكمال اتصالاته ومشاوراته كان القصد منه التصويب على ان هدف المملكة رصّ صفوف قوى 14 آذار بعد تبديد سوء التفاهم القائم حالياً والتفاهم على خوض الانتخابات النيابية القادمة تحت العنوان السيادي الذي جمعهم بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولاً إلى إعادة التوازن الداخلي المفقود حالياً والذي يعمل فريق الثامن من آذار تحت قيادة حزب الله ليصبح ثابتاً بعد الانتخابات النيابية.
وترى هذه الأوساط أن الملف الانتخابي كان حاضراً في لقاءات الرئيس الحريري في الرياض وعلى ضوء النتائج التي لا بدّ وأن تظهر خلال الأيام القليلة المقبلة تبدأ الاتصالات الجدية لتشكيل التحالفات الانتخابية في كل الدوائر التي نص عليها القانون الانتخابي الساري المفعول، رغم الصعوبات التي فرضت نفسها على التحالفات الانتخابية بحكم التعقيدات التي أوجدها هذا القانون.