بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الثاني 2020 12:00ص بعبدا: «صفقة القرن» تصفية للقضية الفلسطينية

حجم الخط
في التاسع والعشرين من آذار من العام 2017 كان التحذير الرئاسي الاول من صفقة القرن دون تسميتها ويومها كان الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اول رئيس عربي يشير امام القمة العربية في البحر الميت في الاردن عن امكانية ذهاب جميع العرب عمولة حل لم يعد بعيدا ما لم يتوحد الموقف العربي. صحيح أن خطابه نال اعجاب الحاضرين لكن هذه الوحدة بقيت عاجزة عن التحقيق. لم ير رئيس الجمهورية مانعا من تكرار حضه للقادة العرب لاتخاذ الموقف المناسب فنادى بإنقاذ القضية الفلسطينية من خلال الوحدة العربية.

تدرج الموقف الرئاسي وحضر في القمم العربية واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لدى مشاركة عون مترئسا الوفد اللبناني اليها، سرد الوقائع وأدخل مصطلحات تتصل بالعمل العربي المشترك وفق ما اوضحت مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء»، وأشارت الى ان ختم كلمته في قمة الاردن بعبارة: «اللهم أشهد اني بلغت», مؤكدة انه لطالما دعا الى الحوار ووقف الحروب بين الاخوة بجميع اشكالها العسكرية والمادية والإعلامية والدبلوماسية.

واوضحت ان رئيس الجمهورية لن يتوانى عن اعادة التأكيد على موقفه في أي تحرك عربي جديد أو قمة تتم دعوته اليها، وقالت انه من البديهي ان يشير الرئيس عون الى الموقف من صفقة القرن في خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اول من امس، والذي أتى منسجما مع مواقف سابقة له، واعلنها في مشاركته في القمم العربية.

في القمة العربية التي عقدت في منطقة الظهران السعودية في الخامس عشر من أيار العام 2018 تكرر الخطاب اللبناني الرسمي، فكانت الدعوة الى ضرورة عدم التغاضي عما يجري في فلسطين من اعتداءات وتهجير وسلب الحقوق، لافتا الى ان الدعم العربي انحسر يوما بعد يوم والقدس توشك ان تضيع رسميا بعد وضع اليد عليها على الرغم من الارادة الدولية الجامعة وخلافا لكل القوانين وقرارات مجلس الامن، وجدد يومها دعوته الى تفادي المزيد من الخسائر. 

اما في الدورة الـ٧٣ لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2018 فقد تحدث الرئيس عون عن القرار٤٢٥ وقبله القرار 194 الذي يدعو الى عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. وقال انه بقي حبرا على ورق داعيا الامم المتحدة إلى التزام تطبيق قراراتها، لافتا الى مطالبة لبنان بحق العودة للفلسطينيين، وحذر من اعلان القدس عاصمة لاسرائيل بالرغم من تصويتين للامم المتحدة عكسا ارادة المجتمع الدولي الرافض، وقال من اعلى منبر دولي: «هناك شعب وجد نفسه بين ليلة وضحاها من دون هوية ووطن بقرار ممن يفترض ان يكَونوا المدافعين عن الدول الضعيفة. هذه هي حال الشعب الفلسطيني فهل يقبل بها العالم». ولدى صدور القرار الاميركي بالاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان بعد القرار السابق بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل, حمل رئيس الجمهورية القضية الى قمة تونس العربية في العام الفائت، وسأل وقتها ما هو مصير المبادرة العربية للسلام بعد الذي يحصل وكيف ستترجم الاعتراضات الدولية، داعيا الى استعادة الدول العربية المبادئ للتلاقي والحوار لايجاد الحلول لاستباحة الدول العربية من قبل اسرائيل والولايات المتحدة، وحذر في حينه من محاولة فرض تسوية علي حساب حق العودة لابقاء الفلسطينيين حيث هم وتصفية حقوقهم. لم يكتف الرئيس عون بإلقاء الضوء على هذا الواقع في الخارج بل اطلق مواقف في الداخل تحذر مما يخطط للقدس خصوصا وفلسطين عموما، من صفقات تهدف الى ضرب الهوية الجامعة للارض المقدسة عبر اعتماد القدس عاصمة لاسرائيل واعلان يهوديتها، معتبرا ان كل هذه الاشارات تنذر بالخطر ولا تنهي الحروب القائمة بل تؤسس لحروب جديدة. واعتبر يومها ان ما يؤسس للسلام ليس الجدار ولا الاسوار ولا الدبابة ولا الطائرة بل الحوار، وعدم اللجوء الى الصفقات لان السلام لا يقوم بضرب الحقوق المشروعة للشعوب ولا التلاعب بالديموغرافيا وتغيير معالم الدول جغرافيا واجتماعيا.

كما لا يقوم السلام على الامعان بالعنصرية ورفض الاخر، وذلك كما جاء في كلمته امام السلك الدبلوماسي عام ٢٠١٩، وكان حذر ايضا من صفقة القرن امام مؤتمر اللقاء المشرقي وامام وفود عربية واجنبية زارت لبنان. ورأت المصادر ان ما قاله الرئيس عون للرئيس عباس في اتصاله هو تأكيد متجدد لما قاله امام الامم المتحدة في ايلول الماضي حيث طرح علامات استفهام حول ابعاد تهويد القدس والسياسة الاستيطانية الممنهجة والتشريعات المخالفة لحقوق الانسان، مشيرا الى ان كل هذه الممارسات تناقض المبادئ التي قامت عليها الامم المتحدة، اضافة الى ان صفقة القرن هي تصفية للقضية الفلسطينية وابقاء الفلسطينيين حيث هم، والضرر سيلحق بلبنان لانه يضم قسما كبيرا من اللاجئين.