بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 كانون الأول 2017 12:05ص تحية إلى مجلس النواب

حجم الخط
تحيّة لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، تحيّة إلى المجلس النيابي ولكل أعضائه، تحية وألف تحية لهم جميعاً للوقفة التاريخية المجيدة التي وقفوها في وجه الغطرسة الأميركية، والاستخفاف بكل العرب والمسلمين في العالم، هذه الوقفة التي عبّرت عن مشاعر كل العرب وكل المسلمين، وكل الأحرار في العالم الواسع، وعكست كل غضبهم على الإدارة الأميركية ورئيسها المقاول على القرار الذي اتخذوه بإعلان القدس عاصمة لدولة إسرائيل المزعومة.
لقد عبّر المجلس النيابي بوقفته المجيدة استنكاراً وإدانة  لهذا القرار الأميركي الجائر وغير المألوف باللغة التي تفهمها هذه الإدارة الاستعمارية والاستكبارية، وبالاسلوب الذي يليق بها، وبسياستها المدمرة التي لا تعرف الحدود عندما يكون الأمر متعلقاً بصنيعتها وربيبتها الدولة العنصرية التي زرعوها في قلب الأمة العربية في فلسطين، وشردوا أهلها في كل أصقاع العالم.
إن هذه الخطوة للمجلس النيابي ولرئيسه الذي هبّ إلى دعوته لجلسة عامة غداة القرار الذي وقعه الرئيس الأميركي المقاول عند اللوبي الصهيوني، إنما تعبّر خير تعبير عن هذا  اللبنان السبّاق دائماً إلى احتضان القضايا العربية المحقة، وفي المقام الأوّل قضية فلسطين التي اغتصبتها الصهيونية العالمية وشردت أصحابها وأهلها الاصليين بدفع من رأس الاستعمار القديم والحديث الولايات المتحدة الأميركية، وتؤكد لكل العالم بأن هذا اللبنان وبشعبه الأبيّ، هما النصير الشرس لكل القضايا العادلة والمحقة في العالم، فكيف بالحري القضية الفلسطينية بحدودها الدولية، كموطن لكل الأديان السماوية، وهذا ليس بالكثير على هذا الوطن الصغير بحجمه، الكبير بتأثيره على الرأي العام، فهو البلد الذي التقت تحت سمائه كل الديانات والطوائف والمذاهب، لتتعايش معاً بسلام، وتشكل نموذجاً فريداً يُحتذى به في العالم.
إن المواقف التي صدرت عن المجلس النيابي اللبناني، يفترض بل يجب ان تكون حافزاً لكل الدول العربية والإسلامية ومجالسها النيابية وحكوماتها الشرعية لتحذوا حذو لبنان، فتهب هبّة الرجل الواحد انتصاراً لكرامتها وكرامة شعوبها وانتصاراً لقضيتهم الأم القضية الفلسطينية المحقة وذلك في وجه الغطرسة الأميركية، وضد القرار الجائر الذي اتخذه رئيسها المقاول ترامب إرضاء للصهيونية العالمية ولدولة إسرائيل المزعومة وضرورة وضع حدّ لهذه الغطرسة، ولهذا الاستخفاف بالعرب والمسلمين الذين يشكلون أكثر من ثلث العالم، طالما ان هذه الإدارة الأميركية لا تفهم الا بمنطق القوة، بمنطق السن بالسن، ولا تقيم أي وزن لثلث عدد سكان الكرة الأرضية، ولا أي اعتبار لمشاعرهم وكراماتهم.
إن كل الدول العربية والإسلامية مدعوة اليوم الى التصدّي قلباً وقالباً للولايات المتحدة الأميركية بإتخاذ كل الإجراءات المتاحة لردعها وحملها على التراجع عن هذا القرار، ولا تكفي وحدها المواقف المنددة بهذا العدوان الأميركي الجديد ولا المواقف اللفظية الخجولة، بل يجب ان تقترن بإجراءات عملية تكون كفيلة بردع هذا العدوان وإجبار الإدارة الأميركية على التراجع عن قرارها الجائر، والقاضي بجعل القدس، التي تضم المقدسات الإسلامية والمسيحية، عاصمة لدولة اغتصبت أراضي غيرها بدون أي وجه حق وشردت شعبها، هذا الشعب المنتفض في وجه المغتصب لأرضه وحقه المشروع  في العودة وإقامة دولته السيدة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مهبط كل الأديان السماوية.
تحية إلى المجلس النيابي ورئيسه على موقفه المشرف، ودعوة إلى جميع البرلمانات العربية لأن تحذوا حذوه، وأن يقتدوا بقول الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة».