بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تموز 2019 12:00ص تهافت الصفقة وتصاعد المشروع

حجم الخط
تكاد الأقلام والأصوات أنْ تُجمِع على أنّ «صفقة القرن» قد فشلت، لأنها لم تكن واقعية، ولم تأخذ بعين الاعتبار حقائق التاريخ، ولا حقوق الشعب الفلسطيني، الذي اعتبرته «صفقة القرن» مجرّد مجموعات تبحث عن تعويضات، لا تساوي بالنسبة له ذرّة من تراب فلسطين، وحتى لا تأخذنا نشوة الانتصار، ننبّه الى أننا ما زلنا في وسط المعركة، فإذا كانت «صفقة القرن» تتلخّص باجتماع البحرين، فلا شك في أنّها تهافتت وتهاوت، ولكن إذا كانت «صفقة القرن» مشروع سياسي متجدّد للحركة الصهيونية وحلفائها، فإنّ هذا المشروع لا يزال قائماً ومستمراً ومتصاعداً، ويستمد قوته من الضعف المخزي للأنظمة العربية، ومن التأييد المطلق للادارة الاميركية الحالية.

لذلك علينا ان نغتنم هذه الفرصة التي توحّدنا فيها بوجه غطرسة العدو وعدوانه، كما بوجه غبائه واستهتاره من أجل تصعيد النضال ضد المشروع الصهيوني الدائم النابض بالحركة منذ مئة عام، والذي يطل علينا كل فترة بوجه جديد او صورة جديدة.

فالمقصود من هذه الصفقة، لم يكن التوصل الى تسوية جديدة، فهم يعرفون استحالة الأمر، بوجود شعب فلسطيني يستشهد كل يوم على أرضه المقدّسة، بل كان المقصود منها تفجير وحدة الشعب الفلسطيني، عن طريق الاغراءات والتهديدات، لكن تنبّه القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني أحبط المحاولة.

كان المقصود منها تفجير الأوضاع في البلدان العربية المحيطة بفلسطين عن طريق بعض الطروحات السياسية الخبيثة الملتبسة، كالقول بدمج  الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، مما يثير حساسيات فئوية ومخاوف وجودية لا بد من احتوائها قبل ان تتوسّلها بعض القوى للمتاجرة والاستفادة بما يصب في مصلحة الكيان الصهيوني.

لذلك لا بد من تبديد الاوهام التي روّج لها سمسار الصفقة جاريد كوشنير وسواه، ولا بد من الاستعداد لخوض معركة طويلة الامد تحتاج الى نفس أصيل ونفس طويل.

هذا غيض من فيض ممّا يترتّب علينا من مهمات في المرحلة الحالية ان «صفقة القرن» ما زالت قائمة، وإنْ سقط اجتماع البحرين.