بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 حزيران 2023 12:00ص جانب المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي Mr Jean-Yves Le Drian

حجم الخط
سيّدي الكريم، بصفتي كاتب وباحث سياسي وناشط سياسي ضمن مجموعة من الأكاديميين اللبنانيين أوّد التوضيح لجانبكم وإنني على يقين أنّ بعثتكم الدبلوماسية في لبنان تعلم علم اليقين أنّ الشعب اللبناني يعيش حالياً ظروفاً صعبة للغاية، خاصة بعد تزوير الإرادة الشعبية بموجب قانون إنتخاب إعْتُمِد لمرتين متتاليتين رغم إعتراض العديد من اللبنانيين وأختصر لأشير أن الانتخابات الأخيرة بلغتْ نسبة المقاطعة فيها حوالي 59% وهذا الرقم صدر عن أعلى مركز حكومي ألا وهـو وزارة الداخلية اللبنانية، لأزيد أنه في الدول الديمقراطية في حالة من الحالة التي شابت الانتخابات النيابية يُعاد النظر بها، ولكن تمّ تمرير الأمر بدون أي حسيب ولا رقيب ومن دون تحريك ساكن للبعثات الأجنبية العاملة في لبنان.
سيّدي الكريم، النظام السياسي في لبنان يُعاني من إنحدار كبير في كل الشؤون السياسية - الأمنية - الإقتصادية المالية - الإجتماعية - الصحية - التربوية، ومن غياب لمشروع إنقاذي يتُّم الإتفاق عليه لإيجاد المخارج الملائمة لحل الأزمات المستفحلة الناتجة عن سوء الإدارة السياسية القائمة في البلاد.
سيّدي الكريم، من المؤكد ان بعثتكم الدبلوماسية والإدارة الفرنسية على علم بأنّ الأزمة اللبنانية هي خليط من عوامل مركبّة داخلياً - إقليمياً - دولياً، وكلها تتحرك وفقاً لمصالحها الخاصة لتضرب مقومات الإستقرار اللبناني معطوفة على تسويات غالباً ما تأتي على حساب السيادة الوطنية وعلى حساب مؤسسات الدولة الشرعية المدنية والعسكرية وعلى حساب الشعب اللبناني. ومن المؤسف أن يكون هناك علاج غير مجدي للأزمات تنتهي بإتفاق قوى الأمر الواقع، ومن الخطأ أنْ تعتبروا أنّ هكذا حلول هي حلول ناجعة، فأي حل يُبنى على التسويف هو حل عرضي غير مفيد.
سيّدي الكريم، كثيرة هي الأسباب التي تجعلنا نُخاطبكم ولأننا نؤمن بالدور الريادي للجمهورية الفرنسية وللعلاقة التاريخية التي تربط جمهوريتكم بالجمهورية اللبنانية، ولأننا وصلنا إلى ما نحن عليه بسبب هذا النظام السائد الذي يتناقض عملياً مع الأُسُس الديمقراطية التي نشأت عليها جمهوريتنا، ولأننا محكومين بقادة رأي غير مسؤولين هدّدوا مصير الوطن وما زالوا لغاية تاريخه يتمادون بالتهديد وبتجيير السيادة الوطنية ويمعنون بزرع الفتن بين مكوّنات الشعب اللبناني، ويعملون لمصالح خارجية وإقليمية غالباً ما تكون على حساب لبنان.
سيّدي الكريم، ممّا تقدّم وإيماناً منّا بضرورة معالجة الأزمة من جذورها بالطرق العلمية والدبلوماسية وبيان مدى فعاليتها لإحداث تغيير جذري في مسار الأمور، وفي حالة جولتكم اللبنانية يجب تسليط الضوء على حقيقة الأزمات القائمة وإعطاء صورة جدّية عن التعامل الإقليمي - الدولي - المحلّي للتأثير وإيجاد المخارج اللائقة كي لا يفشل مسعاكم.
سيّدي الكريم، بكل محبة وثقة ووطنيّة لبنانية نأمل أنْ تُشكِّلْ زيارتكم مدخلاً فعلياً لحل الأزمة الحاضرة بكل أوجهها الدستورية والقانونية وبما أنّ أحد مسببات هذه الأزمة قادة الرأي الحاليّون نأمل منكم توسيع مروحة مشاوراتكم مع القوى الحيّة بدءاً من الصرح البطريركي الماروني الذي يحتضن قادة رأي شرفاء يؤمنون بالوطن وبمؤسساته الشرعية ولديهم القدرة والجرأة على مقاربة كل المواضيع التي تحملون في جعبتكم أسئلة عنها وإنني على يقين أنّ من ستقصدوهم من الساسة على الأغلب لا يملكون أجوبة كافية وشافية عمّا ستطرحونه عليهم. وإنني على يقين أنّ أغلبية طاقم سفارتكم في لبنان على علم بكل تفاصيل هؤلاء السّاسة ومكرهم وعدم إحترامهم للجمهورية ومؤسساتها الشرعية المدنية والعسكرية.
سيّدي الكريم، إنّ الجمهورية اللبنانية أضحت بلا سيادة وبلا مؤسسات شرعية ترعاها وهي تعاني عملياً وفعلياً من أزمات كثيرة ومعقّدة والتي تتميّز بصعوبة حلّها لأنها تُدار بعقلية إستنسابية وإعلائية وتبعية.
سيّدي الكريم، بما أنكم تقصدون لبنان لإيجاد مخرج للأزمة الرئاسية نحيطكم علماً وبطلب من الأكاديميين اللبنانيين بالعناوين العريضة المفترض مناقشتها مع أي مرشح رئاسي وهي على الشكل التالي:
1- الإلتزام التام بمضمون شرعة الكنيسة للعمل السياسي. 2- التعهد بإعلان حياد لبنان. 3- العمل الصادق على إستعادة قرار الدولة المركزي. 4- الإلتزام بالثوابت الوطنية وتعزيز عمل الميثاق الوطني. 5- البحث في تطبيق وتعديل بعض بنود وثيقة الوفاق الوطني لناحية تحديد الفترة الزمنية لإنتخاب رئيس وتشكيل الحكومة. 6- إستقلالية السلطة القضائية. 7- المؤسسات الأمنية وتطبيق قانون الدفاع الوطني. 8- الإصلاحات السياسية - الإقتصادية - المالية - التربوية. 9- تفعيل الأمور الحياتية للمواطنين. 10-إعتماد اللامركزية الإدارية الموّسعة. 11- العلاقات اللبنانية - العربية العلاقات اللبنانية - الدولية. 12- منع أي تدخّل في الشؤون اللبنانية تطبيقاً لمندرجات القانون الدولي. 13- أهمية حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية. 14- تحويل لبنان إلى مركز دولي لحوار الحضارات من خلال تطوير وتفعيل أكاديمية حوار الحضارات التي أقرّتها الأمم المتحدة.
سيّدي الكريم، كي تنجح زيارتكم عليكم وبصيغة أخوية سماع الصوت الحر الذي من شأنه المُساهمة في إعادة بناء الدولة من جديد على أُسُس متينة، وللبحث صلة.
بالإنابة؛

* كاتب وباحث سياسي