بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 شباط 2023 12:00ص حراك سنّي من خارج مجلس النواب ... ودخول قطريّ على الساحة

حجم الخط

منذ انسحاب زعيم "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري من الحلبة السياسية، سواء تم الأمر برغبته أم بضغط خارجي، لم تتمكن الأطراف على الساحة السنية، مجتمعة أو منفردة، من ملء الفراغ الحاصل رغم جهود كثيرة تُبذل على هذا الصعيد.

والحال أن المشهد السني تمخض عن أقليات في مجلس النواب تحاول قدر الإمكان الاتفاق "على القطعة" حول مواضيع الساعة، تواكبها محاولات لتيارات ولمجموعات من خارج المجلس لم تحظ حتى اللحظة بالجديّة اللازمة لاعتبارها قوة حاضرة على الساحة وجاهزة لمواكبة هذا الفراغ.

ثمة أسماء عديدة حضرت في الآونة الأخيرة لمحاولة تشكيل حيثية ما، لكنها لم تخرج عن التقليدية وعدم امتلاك المشروع الوطني غير المقتصر على الحيثية السنية، مهما تحدث هؤلاء عن تلك الحيثية كونها خطوة أولى على طريق مثيلتها الوطنية.

أهم المحاولات من خارج المجلس النيابي تتمثل في حراك تقوده شخصيات سنية ذات تمثيل ما في الشارع لو اجتمعت على كلمة واحدة، لكن يبدو أنها ما زالت في إرهاصات تحركاتها.

تبرز هنا أسماء كالرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق حسن منيمنة والنائب بلال الحشيمي، إضافة إلى نواب سابقين خارجين من عباءة الحريرية لكن متشربين رؤيتها وعاطفتها كمصطفى علوش وأحمد فتفت وعمّار حوري وغيرهم..

شرع هؤلاء بجولات على الأرض شملت مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والنوادي السنية مثل "جمعية المقاصد" و"دار الأيتام الإسلامية" و"كلية الإمام الاوزاعي" و"نادي خريجي الجامعة الأميركية" و"تجمع العائلات البيروتية" المحسوب على الحريري..

ويجهد السنيورة في لقاءات، بعضها منفرد، بتيارات على الساحة بعضها من المجتمع المدني. وبينما يتهمه البعض بمحاولة وراثة الحريرية كما حاول في الانتخابات الماضية، ينفي المقربون منه هذا الأمر مع رفض فكرة الوحي الخارجي لحراكه.

قبيل أيام من ذكرى 14 شباط، سيكون على اكثر من طرف العمل لاستثمار الظرف، ويترقب الجميع حضور الرئيس الحريري في ذكرى استشهاد أبيه، ويواكبه ما يحضر له شقيقه بهاء بعد لقاءاته القبرصية، ومنه أيضاً ما تحضر له زوجة السنيورة لإقامة ندوة في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بينما يقف الجميع مترقباً مصير سعد الحريري غير الواضح والمُستبعدة عودته الى الساحة.

لذا، ووسط كل هذا الفراغ، يبدو صعباً في هذه اللحظة السياسية ترتيب البيت السني وتنظيمه على رأي واحد ومرجعية واحدة بعد أشهر على لقاء دار الفتوى. وإلى جانب المذكورين أعلاه ثمة حراك يقوم به النواب أشرف ريفي وفؤاد مخزومي وإيهاب مطر وعماد الحوت، لكنها كلها تعمل على شرعية محلية تتخذ لها حصة في ما تبقى من الحريرية التي يعلم الجميع أنها لم تمت بعد، حسب اكثر من مراقب لما حلّ بهذه الساحة.

وفي لقاء مع شخصية سنية قيادية كان لها صولاتها وجولاتها على الساحة، يسمع المجتمعون أن ثمة مواكبة خارجية للساحة السنية، قطريّة على وجه التحديد، لا تتناقض بالضرورة مع المرجعية السعودية المفترضة والتاريخية مهما قيل عن انكفاء سعودي عن سنة لبنان.

من المستبعد أن تكون الدوحة قد حلّت بديلة عن الرياض، وقد تكون تسير بعلم سعودي شبيه، من دون القياس المحدد، مع الضوء الأخضر الأميركي للمساعي الفرنسية في لبنان على صعيد ابتكار التسوية العجيبة فيه.

لكن حتى اللحظة تلعب قطر في الملعب السني من دون أوهام ومن جهوزية لقوى سنيّة جديّة تقابل هذا الحضور المستجد وسط الغياب الحريريّ. في هذا الوقت يعمل كل حزب أو قوة أو شخصية على قاعدة "يا رب نفسي" لانتزاع المُستطاع من إرث الحريرية وهي قاعدة أنانية تشمل الجميع بمن فيهم معظم قوى التغيير التي لم تتمكن من ولوج المجلس النيابي.