أظهرت جلسة انتخاب الرئيس الأربعاء المنصرم، أنه لا مناص إلّا بالحوار الوطني الجامع الهادف لخروج البلد من أزماته ومعضلاته كافّة.
وعلى هذه الخلفية لا يمكن لأي طرف أن يسجل انتصاراً على الآخر، وهذا جوهر صيغة الرئيس صائب سلام « لا غالب ولا مغلوب».
ولبنان لا يعيش إلّا على السياسات التوافقية، والديمقراطية التوافقية هي التي تجمع في ظل ما يتميّز به من تعددية وخصوصيات مذهبية وطائفية وسواها، ما يعني أن الأهم هو اللجوء الى كلمة سواء في المفاصل الاستحقاقية والسياسية وسواها.
وعليه ان جلسة انتخاب الرئيس أكدت المؤكد أنه ليس بوسع أي فريق مهما كان حجمه ودوره وحضوره أن يدّعي قدرته على إلغاء الآخر، فهذه الصيغة التوافقية للبنان هي العنوان الجامع لكل الاستحقاقات والأزمات، لذا فالحوار هو الملاذ الأخير لانتخاب الرئيس أياً كان لأن المهم الجمع وليس التفرقة، والحوار هو العنوان الأساسي لأي منحى في وقت أن الانتخابات الرئاسية مفصل ديمقراطي يأتي بالتوافق والإجماع على رئيس يوحّد ويجمع ولا يفرّق.