بدأت المنطقة تعيش أجواء الحرب الحقيقية، ولا سيما أن الصورة التي تقصّد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله نشرها مع مسؤول منظمة الجهاد الإسلامي زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد العاروري، فإنها لدليل واضح على أن هناك قرارا متخذا بالمشاركة في الصراع مع العدو الإسرائيلي إذ تطورت الأوضاع الميدانية في غزة، وخصوصاً ما يحكى عن إقتراب الهجوم البري وحيث فصوله بدأت تظهر علناً. فيما الحراك الدولي الأخير باتجاه لبنان كانت لتحذير اللبنانيين من مغبة مشاركة بلدهم في أجواء هذه الحرب، ما يعني أن هناك كارثة كبيرة ستحلّ وهذا ما بدأت معالمه تظهر من خلال خليات الأزمة المنتشرة في معظم المناطق اللبنانية. أضف إلى معلومات تشي بأن بعض الدبلوماسيين العرب أبلغوا أصدقاء لبنانيين بأن تعليمات وصلت إليهم لمغادرة لبنان ومعظم البعثات الدبلوماسية الغربية والعربية تركت في ساعات الماضية منازلها واتجهت إلى بلدانها عبر عملية إجلاء بقيت بعيداً عن الأضواء لأسباب أمنية واتخذت إجراءات مشددة لهذه الغاية.
فهذه المعطيات والمؤشرات تدلّ بأن الأمور ذاهبة إلى تصعيد، الأمر الذي أشار إليه سفير أوروبي في مجالسه أمام بعض الأصدقاء السياسيين وقال لهم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أبلغ المسؤولين اللبنانيين عبر سفير بلده في بيروت، باسم الاتحاد الأوروبي وحتى تحدث بإسم لواشنطن، إذ قال نحن أبلغنا القيادات اللبنانية وعليها فهم الرسالة، من هذا المنطلق، الأمور ذاهبة نحو كارثة حقيقية إذ لم تحصل معجزة تجنّب لبنان الحرب، وهذا ما ستظهر معالمه خلال الأيام القليلة المقبلة.