بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 أيلول 2020 07:36ص زمن حكومات ما بعد الطّائف والمحاصصة ولّى

حجم الخط
تركت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان أكثر من علامة إيجابية، على الرغم من ‏أن وضع لبنان يبقى مشوباً بالحذر والقلق والمخاوف، نظراً إلى التجارب السابقة، إلا أن المطلعين ‏على ظروف الزيارة وأجوائها، وخصوصاً بعض أصدقاء ماكرون، يؤكدون أن بعد اليوم ليس كما ‏قبله وأن زمن حكومات ما بعد الطائف والمحاصصة قد ولى، وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي أمام ‏رؤساء الأحزاب في اللقاء الأخير في قصر الصنوبر وخلال مؤتمره الصحافي، وإنما الأمر البارز ‏الذي كُشف عنه أن ماكرون تحدث أمام رؤساء الأحزاب بعبارات قاسية استفزت البعض ولكن ‏يجب أن تقال، حيث أشار لهم إلى أن العقوبات على السياسيين وحتى عائلاتهم ستكون صعبة ولن ‏ترحم أحداً، لأن ما استشفه في لبنان أن غياب الشفافية والثقة واستفحال الهدر قد أودوا به إلى ‏الإفلاس. وتكشف المصادر أن عملية تأليف الحكومة محسومة في المدة المحددة، لأن ذلك كرره ‏ماكرون أمام كل من التقاه، داعياً الجميع إلى التعاون في عملية التشكيل، لأنه ليس هناك متسع من ‏الوقت أمام ما يعانيه لبنان من أزمات كبيرة، وبالتالي إن عودته في كانون الأول المقبل إنما هي ‏للاطلاع على كل التفاصيل ومراقبة كل الملفات التي تحدث عنها، إذ عُلم أن فريق عمل خاص ‏تابع له كُلف بهذه المسائل لمراقبة ومتابعة الوضع اللبناني بتفاصيله الدقيقة ورفع تقارير إليه حول ‏كل الملفات السياسية والاقتصادية والمالية والصحية والتربوية.‏

وفي مجال السياسة، فإن ماكرون لم يغازل حزب الله وترك سلاحه وشأنه أو جاء لتغطية هذا ‏السلاح، كما ردد البعض، بل دعاهم في لقائه معهم إلى العودة إلى لبنان من سوريا والعراق وكل ‏المناطق التي يقاتلون فيها، وإنما في السياسة فإن الرئيس الفرنسي يعتبر أن حزب الله لديه كتلة ‏نيابية كبيرة حازت ثقة الناس وجاءت بأصواتهم ولا يمكن شطبهم من المعادلة، وإنما في المسائل ‏الاستراتيجية والسلاح غير الشرعي وتقويض الدولة فإنه لن يتردد في اتخاذ موقف تجاههم إذا ‏اقتضى الأمر، وهذا ما أكده خلال مباحثاته ولقاءاته مع الكثيرين في لبنان.‏

وعلى خط آخر، فإن ماكرون سيتابع أيضاً اتصالاته الدولية مع الأميركيين والأوروبيين لوضعهم ‏في صورة الوضع اللبناني، بحيث باتت لديه معلومات دقيقة جداً وتفاصيل عن كل ما يحيط ‏بالأزمة اللبنانية بصلة وعلى كافة المستويات والأصعدة وسيطلب دعمهم ومساعدة لبنان، دون ‏إخفاء أن هناك وجوهات نظر قد تكون متباعدة بين باريس وواشنطن وبعض الدول الأخرى بشأن ‏الموقف من حزب الله، على اعتبار أن موقف الإدارة الأميركية هو الأكثر تشدداً، وهي مستمرة في ‏وضع العقوبات على الحزب وتغطية إسرائيل في هجومها على مواقع لحزب الله في سوريا وعلى ‏الحدود اللبنانية، إنما ذلك لم يمنع من تفويض ودعم واشنطن وآخرين لباريس في جهودها الآيلة ‏لمساعدة لبنان وإخراجه من أزماته الكثيرة، وعلى هذه الخلفية هناك تقارب فيما بينهم حول عملية ‏الإصلاح ودعم الحكومة العتيدة والشفافية ومحاسبة الفاسدين ووضع اليد على كل من تسول له ‏نفسه الاستمرار في الارتكابات والإخفاقات، لأنّ المجتمع الدولي ولا سيما ماكرون واكبوا شخصياً ‏بعد انفجار بيروت المآسي المحيطة بالناس وبكل اللبنانيين بفعل السياسات التي أدت إلى أكثر من ‏كارثة. وعلى هذه الخفية بات هناك نمط دولي بإدراة فرنسية لمراقبة الوضع اللبناني بكل تفاصيله.‏