بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 نيسان 2024 12:49ص سلام «اللواء» صرخة حق يُراد بها حق

حجم الخط
لم يكد رئيس تحرير صحيفة «اللواء» الأستاذ صلاح سلام يدق ناقوس الخطر لا بل جرس الإنذار في ما يتعلق بالمخاوف والهواجس بشأن مصير وسائل الإعلام في لبنان بشكل عام والصحف الورقية منها بشكل خاص، وذلك في مقالته القيّمة التي تصدّرت الصفحة الأولى من صحيفة «اللواء» في التاسع والعشرين من آذار الماضي تحت عنوان: «انه العام الستون…»، حتى اتجهت أنظار المعنيين من صحفيين وإعلاميين ورأي عام إلى المخاطر والتحديات التي تعترض سبيل السلطة الرابعة في هذا البلد، لا سيما الصحف الورقية منها، مما يؤكد مرة جديدة بأن معاناة اللبنانيين على مختلف الصعد بدأت برسم معالم مرحلة جديدة، أو بالأحرى مستجدة من الصعوبات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والإعلامية ناهيك بالتشنجات السياسية والأمنية مما بات يحمّل الجميع دون استثناء تبعات انهيار البلد، وتداعيات أكثر خطورة إذا لم يتم تدارك الأسوأ، لا سمح الله، قبل فوات الأوان.
وما إعلان بعض الصحف الورقية التوقف عن الصدور إلّا دليل قاطع على وصول الجميع الى الخط الأحمر، وبالتالي طرح السؤال بإلحاح: وماذا بعد؟؟
وإذا كان الأستاذ صلاح قد شاء من خلال تلك المقالة وضع النقاط على الحروف بشأن تزايد المخاطر في هذا الزمن الرديء، إلّا ان الأهم ومن خلال تلك الكلمات المعبّرة والصادقة التي صاغها رئيس تحرير «اللواء» بدراية وعناية وتمعّن، بحيث زان كلماتها «بميزان من الذهب» وهذا إن دلّ على شيء فإنه يؤكد مراراً وتكراراً على ان ما يشغل بال المخلصين والقيّمين على شؤون هذه المؤسسة الإعلامية العريقة أي صحيفة «اللواء» والذين تفانوا في خدمتها على مدى سنواتها الستين بجهد وإخلاص ودون ملل أو كلل، فكان بالنسبة إليهم نقل الخبر الجريء والصريح والصادق مرفقاً بالصورة المعبّرة تجعلنا بدورنا نطرح السؤال، نحن الذين واكبنا «اللواء» في كل مراحلها منذ سنوات وسنوات، هل ان صرخة الأستاذ صلاح المدوية ستصل إلى آذان الذين يفترض بهم أخذ تلك المخاطر بعين الإعتبار والتي ستترك ذيولها سلباً على الساحة الإعلامية ككل وعلى الكثير من الأسر والعائلات العاملة في اللواء وغيرها من الصحف الورقية، مع يقيننا أن الأمل ضعيف وضعيف جدا، بأن يعي ويتدارك كل المسؤولين من السياسيين وغيرهم في هذا البلد ذيول ومخاطر الأسوأ في حال حصوله-لا سمح الله-؟!
انطلاقاً من كل ذلك فإن مسيرة «اللواء» الطويلة، منذ إشراف العميد عبد الغني سلام (رحمه الله) على نهضة هذه المؤسسة واستمرارها، وأداء دورها الوطني والإعلامي بكل موضوعية وتجرّد حتى خلال كل السنوات العجاف التي عصفت بلبنان إبان الحروب الأهلية المشؤومة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على هذا الوطن وأهله إلى سائر الأحداث الأخرى من اقتصادية واجتماعية ومعيشيّة وغيرها، وكل ذلك أتى نتيجة الانقسامات والخلافات والمهاترات السياسية التي أوصلت البلاد والعباد إلى هذا الدرك الخطير منذ نشأته وحتى يومنا هذا.
من هنا، نحن العاملون في أسرة «اللواء» نشارك الأستاذ صلاح هذه الصرخة ونعبّر من خلال مشاعرنا وأحاسيسنا الصادقة والمخلصة لهذا الصرح الإعلامي الزاهر، ولنا ملء الثقة بأن جهده ورعايته وسهره الى جانب سائر القيّمين على شؤون وشجون «اللواء» سيجعل من هذه المسيرة الإعلامية ومن تلك الصحيفة الغرّاء أن تستمر في عطائها الإعلامي المميّز، مع يقيننا أن عمل الأستاذ صلاح ومعاونيه سيأتي ثماره في وقت قريب جداً لما فيه خير «اللواء» وجميع العاملين فيها لكي تبقى نبراساً مشعّاً في عالم الصحافة الورقية والإعلام ولكي يبقى وهجها يشعّ في أروقة الوطن الجريح تحت شعار الإعتدال والوطنية الصادقة، في وطن بات فيه الإعتدال يغيب في غياهب المجهول.
حمى الله «اللواء» وأسرتها جميعاً من إداريين وإعلاميين وتقنيين ومصورين وكل من له علاقة بهذه المؤسسة الإعلامية الغالية على قلوبنا جميعاً.