بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تموز 2018 06:23ص «التيار الحُرّ» لم يعد متمسّكاً «بالخارجية» وعينه على «الداخلية» أو «المالية»

حجم الخط
برزت في الساعات الماضية حركة اتصالات سياسية لافتة في اطار المساعي الجارية لحلحلة العقد وازالة العقبات امام تشكيل الحكومة العتيدة، فالرئيس المكلف سعد الحريري الذي سيكون في اجازة عائلية لايام قليلة خارج لبنان، كثف من لقاءاته السياسية والتي تمحورت حول تقريب وجهات النظر بين الافرقاء السياسيين كافة من اجل ولادة قريبة للحكومة، كما ان الزيارة التي قام بها رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الى قصر بعبدا خصصت ايضا لبحث كل المستجدات على صعيد التأليف ولحلحلة العقد وللتأكيد على موقف الحزب بالعمل على تسهيل ولادة الحكومة.
مصادر نيابية في «التيار الوطني الحر» اعتبرت لـ«اللواء» ان حلحلة العقد اصبحت في مراحلها النهائية ولكنها استغربت المماطلة باعلان تشكيل الحكومة، رغم الايجابيات التي تم التوصل اليها في الساعات الاخيرة الماضية، واعتبرت ان هناك عملاً جدياً للدفع باتجاه التفاهم بين القوى المسيحية كذلك بالنسبة لحل العقدة الدرزية، مشيرة الى ان الامور سائرة نحو الايجابية.
وتوقعت هذه المصادر ان تتبلور صورة الحكومة العتيدة نهاية الاسبوع الحالي او بداية الاسبوع المقبل مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من اجازته، كذلك الرئيس المكلف الذي سيكون خارج البلاد هذا الاسبوع، وذلك من خلال اعادة تقييّم كافة المواقف السياسية ومطالب القوى السياسية من اجل الوصول الى الحلول المطلوبة.
واعتبرت المصادر ان تصعيد السجالات السياسية لا يجب ان يفسد الايجابية، خصوصا ان بعضها مرتكز على بعض المحطات السياسية.
من هنا، تشدد المصادر على ان الامور غير مغلقة، ولو كانت هناك بعض الافكار المختلفة ضمن الحزب السياسي الواحد، مشيرا الى ان ما صدر من مواقف انتقادية «للقوات اللبنانية» عبّر عنها وزير الدولة بيار رفول لا يجب ان تعطى اكثر من حجمها ولا التشويش على الايجابيات، ورأت المصادر انه من الطبيعي لدى الاحزاب ان يكون لديها مسؤولون تصدر عنهم مواقف هادئة، وبعضهم تكون مواقفه حادة، كذلك قد تكون هناك ردات فعل مختلفة.
وإذ أبدت المصادر تفاؤلا حيال حلحلة الاوضاع اشارت الى انه قد تكون هناك قطبة مخفية خارجية تؤخر تشكيل الحكومة.
ولفتت المصادر الى ان الرئيس الحريري هو من يؤلف الحكومة وهناك امكانية لديه لارضاء جميع القوى دون استثناء خصوصا ان هناك عدة طروحات مقبولة من الجميع في ما خص عدد الوزراء وتوزيع الحقائب.
واشارت المصادر ردا على سؤال حول ما قاله الوزير رفول بان الوزير جبران باسيل قد لا يكون وزيرا للخارجية، تقول المصادر «الوزير رفول كونه وزيرا لشؤون رئاسة الجمهورية قد يكون على اطلاع اكثر من غيره على الموضوع، والوزير باسيل اعلن اكثر من مرة انه غير متمسك بحقيبة الخارجية، ولكن نحن نطالب بحقيبة سيادية، لذلك لا مانع لدينا ان نتولى حقيبة الداخلية او المالية بدلا من حقيبة الخارجية»، ولكن المصادر تؤكد «بأن الطبخة ما استويت بعد».
وعن رأي «التيار الوطني الحر» بالاجتماع الذي عقد في «بيت الوسط» يوم السبت الماضي والذي ضم رؤساء الحكومة السابقين، تعتبر المصادر ان كل اجتماع يعقد يجب ان يكون ايجابيا.
وتمنت المصادر ان تحمل الساعات المقبلة المزيد من الانفتاح والايجابية بعيدا عن اي تشنجات حتى لا يدفع البلد ثمنها، خصوصا ان على المجلس النيابي واجبات كثيرة لم يبدأ بتنفيذ اي منها بسب تأخير تشكيل الحكومة، لا سيما ان البلد بحاجة الى العمل بعد ان اصبح الوضع الاقتصادي ضاغطا جدا.
اما مصادر «القوات اللبنانية» فاعتبرت لـ«اللواء» ان لقاء بعبدا بين رئيس الجمهورية والدكتور جعجع وضع خارطة طريق بالنسبة لموضوع تشكيل الحكومة ومن اجل حل العقد على طريق تأليف الحكومة وتذليل العقبات، كذلك من اجل وضع طريق اعادة التهدئة بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» لوقف الهجومات  والحملات السياسية بانتظار الظروف المؤاتية لاعادة معالجة الخلل في العلاقة بين الفريقين لتعديل المسار غير الطبيعي الذي شهدته العلاقة منذ الانتخابات حتى اليوم، لا سيما ان القوات ملتزمة بموقفها بوقف السجالات السياسية.