بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آب 2023 12:00ص طفولة مستباحة..

حجم الخط
مرَّ الحر من أمام أعينها أغمضت نظراتها
رفضت الأخبار المتواترة
أمسكت ذاتها متلبّسة
والحقيقة أمامها عارية
جرائم وجرائم تُرمى في وادي العدالة
والانتهاكات تتوالى
والكل فاتح حساب في دكانة يبيع ضميره
المهترئ أساساً
وينك لين وين أطفال الحضانة
وين طفلة رضيعة في كيس أسود
تجرّها كلبة جائعة
والبلد نايم
والليل ساكت
ساكن بهواجس القهر والغم والفقر
كأننا في بلد يشبه قالب الكيك
عندما تذوب الكريما فقط نعرف مكوناته
لأننا لا نستطيع تذوّقه
بلد داخله دوامة
الكل يسعى ويهرول
والشر ينط ويقفز
وليش لأ طالما لا محاسبة ولا عقاب قاسي
ما معنى السجن لسفاح
أهدر دم الطفلة وماتت من الخوف وفقدان الدم
وهي في عمر غير مسؤول
لا تكليف ديني عليها ولا محاسبة
عمر يقول للورد
أنا وردة مثلك
أي مجرم فَقدَ عقله أمام شهوته
وهو أصلاً فاقد الأخلاق والتربية
أهو الفقر
لا يا سادة فهناك فقر كثير وأوادم كُثر
أهي البيئة وعدم التربية
وفلتان
ربما
إنما أكيد
تلك السياسة الذكورية
التي تسمح لذاتها بالسيطرة على الأنثى
في كل مراحل حياتها
بالتربية وسحق الشخصية
بالسيطرة على ملابسها واعتبارها عورة
بتحديد الزواج ممن ولمن
باعتبار الأولاد ملكية
سواء بتفلّت الغضب أو العنف
أو الحرمان من التعليم
أو الزواج الباكر
ليأتي الزوج ويكمل مرحلة التعنيف
أنت لي أو لا أحد
ومن قال ان الأنثى
ليست أمانة ووديعة
في هذه الحياة
وكيف لمجرم أن يرى نظرات
طفلة الـ ٦ سنوات
ويتابع
أم انه أغلق عينيه وباع ضميره
كله كلام لا ينفع
أمام فقدان الحلول
الحل ليس بسجن المجرم
أي مجرم
لانه كل ثانية هناك مجرم يولد
وهناك قبائل تعتبر
ان السجن للرجال
وهو رجل لا يعيبه أي شيء
الحل هو بقانون استباقي
يحمي الأطفال
يحمي الأم
يحمي الزوجة
وأكون في عالم الأحلام لأقول
يا ريت هناك مؤسسات توجيهية
تدرّب الأم
وتدرّب الزوج
يا ريت
أيها السادة والسيدات
سيبقى البلد مسرح تمارس فيه كل أنواع
قلّة الأخلاق
طالما الوطن ممزّق
والامكانيات غير متوفرة
وطالما الحقيقة عارية
إنما العدالة عمياء
لين
لا كلام أمام وحشية المدان
يا بلد عُدْ للاتزان
ارحم شعبك
واعترف اننا
في دوامة الهذيان
ضربة تؤلم
ضربة توجع
وأخلاق في الحضيض
هيك ومش بس 
في كتير وكتير 
...
يا بلد 
الله يرحمك...