بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تموز 2023 12:00ص عبد الغني سلام في الذكرى السادسة لرحيله.. حامل لواء فلسطين والعروبة ووحدة لبنان

حجم الخط
لا أنسى اللقاء الأول مع القامة الوطنية والإعلامية الكبيرة للراحل عبد الغني محي الدين سلام، عميد اسرة «اللواء» ومؤسّسها في مجلس ضمنا بحضور قادة فتح الشهداء أبو عمار، أبو جهاد، أبو إياد، أبو صبري، أبو علي إياد، أبو الهول في منزل المهندس الشهيد خالد اليشرطي في بيروت وبحضور رفاق أعزاء في لبنان هم: بشارة مرهج، وعماد شبارو، والراحلين الدكتور رغيد الصلح، والسفير جهاد كرم، والمهندس نقولا الفرزلي أطال الله في عمره.
في تلك الجلسة التي جرت بعد معركة الكرامة في آذار/ مارس 1968، للبحث في سبل استثمار الانتصار الكبير الذي حققته الثورة الفلسطينية يومها، سياسياً وشعبياً وإعلامياً، لفتني يومها في هذا الشاب البيروتي العروبي الذي كان يرأس مجلة «اللواء» الأسبوعية قبل تحوّلها الى جريدة يومية عام 1970، عمق التزامه بقضية فلسطين وثورتها وعمق علاقته بقيادتها، وشديد حرصه على بناء الجسور بينها وبين كافة القوى الفلسطينية الأخرى واللبنانية الرسمية والشعبية، ودوره في حل العديد من المشاكل التي تواجهها، حتى أن الرئيس الشهيد ياسر عرفات أطلق عليه لقب «الاطفائي» لكثرة ما ساهم في إطفاء العديد من الحرائق داخل الصفوف الفلسطينية وداخل القوى السياسية اللبنانية، ناهيك عن دور لم يتخلّف عن أدائه بفتح جسور التواصل على المستوى العربي والإسلامي.
ولفتني أيضاً بعدها في مسيرة الصحافي الكبير عبد الغني سلام هو ذلك الإيمان العميق بالتلازم بين وطنية لبنانية عصيّة على التهاون في وجه مطلقي العصبيات المريضة على أنواعها، وبين العروبة الحضارية الجامعة الحريصة على بناء تضامن عربي متين يتجاوز الانقسامات التي كان في يقع في شباكها الواقع الرسمي العربي، وبين الإسلام المستنير الرافض لمحاولات تجاوزه من قبل أعدائه التاريخيين أحفاد الفرنجة، أو لمحاولات تحويله الى مصدر للتطرف والتعصب والإرهاب، مؤكداً على علاقة متينة بين الرسالات السماوية الروحية، لا سيّما العلاقة بين الإسلام والمسيحية التي تشكّل الوطنية اللبنانية ساحتها، والعروبة الجامعة مداها.
وعلى مدى ثلاثة وستين عاماً، استمرت «اللواء» مجلة أسبوعية فجريدة يومية، ليغادرها عميدها ومؤسسها عبد الغني سلام وقد تركها مؤسسة زاهرة صامدة رغم الصعوبات الضخمة التي تواجهها، وأدار دفّتها الصحافي الكبير الأستاذ صلاح سلام الذي لم يكتفِ بالقلم مدافعاً عن فلسطين، بل أمضى أسابيع عدة في قواعد الفدائيين في سبيل تحريرها في أواخر ستينات القرن الماضي...
ولعل من أبرز إنجازات عبد الغني سلام انه ترك ورائه مؤسسة لم تختفِ بعد رحيله بل واصلت حمل الرسالة نفسها، «لبنان واحد، عروبة جامعة، إسلام مستنير، وانفتاح الواثق من نفسه».
رحم الله الأستاذ الكبير عبد الغني سلام..
وأطال بعمر الأستاذ صلاح سلام حامل رسالة «اللواء» التي باتت مشعلاً من مشاعل النور في دنيا لبنان ورحاب العروبة.