بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 حزيران 2023 04:31م عن تهويلات جعجع على الكتل السنّية والتغييرية

حجم الخط
كلنا يذكر سمير جعجع وهو يعلن إمتلاكه الأكثرية عقب الانتخابات النيابية الأخيرة، وكيف خرج منتشياً وهو يرفع شارة النصر بهزيمة حزب الله.

وكلنا يذكر أيضاً الفشل الانتخابي الذريع الذي مُنيت به لوائح فؤاد السنيورة في كل لبنان باستثناء بعض المنخرطين في لوائح القوات. فشل سببه إحباط بعض القواعد الشعبية السنية، وتصويتها الإنتقامي جراء إقصاء سعد الحريري عن المشهد السياسي، الذي تحوّل فيه النواب السنة الى جزر متباعدة.

وكلنا يذكر يومها كيف صدّق السفير السعودي وليد بخاري نصر جعجع الموهوم وتبنّاه، بل وأهدى هذا "النصر" الى روح المفتي الشهيد حسن خالد. اليوم أحسنت السعودية صنعاً، بعدم تدخلها في الإنتخابات الرئاسية الحالية، التي لن يفك أسرها إلّا تسوية كبرى، ترسم خرائط وتضاريس النفوذ الجديدة في المنطقة، ما بعد المصالحة السعودية الإيرانية، وهذا ممّا ستناقشه قمة باريس، بين ولي العهد السعودي، والرئيس الفرنسي الذي سبق له أن تهاتف مع نظيره الإيراني لمدة 90 دقيقة.

كما نذكُر جميعاً إعلان زعيم حزب الله عدم امتلاك أي طرف للأكثرية النيابية. هذا الإعلان الحزبلّاهي، دفع جعجع الى تشبّثه وإعلان تمسّكه بالأكثرية الوهمية التي كرّستها انتخابات هيئة مكتب المجلس بأكثرية الخمسة وستين صوتاً لنبيه بري ونائبه ومفوضي المجلس.

رغم هذا استمر جعجع بالقول لقد ربحنا، وخسر حزب الله نيابياً. والحقيقة أن حزب الله خسر كتلة الأربعة وسبعين نائباً، التي سبق وأعلنها الجنرال قاسم سليماني. ويقف تحالفه اليوم عند عتبة الواحد وخمسين صوتاً صوتوا لصالح سليمان فرنجية.

ينطلق جعجع، في تمسّكه بأكثريته الوهمية، من معادلة تقول بأن كل من صوّت ضد حزب الله، هو معه. وهذا ليس صحيح مطلقاً. هكذا ببساطة متناهية أراد جعجع مصادرة موقف الرافضين لحزب الله، وضمّهم ترهيباً وترغيباً الى معسكره. وعشية الجلسة الانتخابية، تركزت مروحة تهديدات جعجع وتهويلاته على النواب السنّة ونوّاب التغيير (ووصلت حتى الى جبران باسيل الذي يعاني مأزقاً خيانياً داخل كتلة لبنان القوي) وكانت النتيجة رضوخ بعض التغييريين وتقاطعهم خلافاً لقناعتهم مع من كانوا يتظاهرون ضدهم.

رغم هذا كانت النتيجة، واضحة ومدوية، إذ بيّنت النتائج أن هناك كتلة نيابية وازنة تضم نحو ستة نواب من صيدا وجزين والإقليم رافضة لحزب الله، لكنها صوتت لزياد بارود. كما بيّنت، أنّ هناك كتلة نيابية وازنة ايضاً، بين عكار والضنية وبيروت، تضم نحو ثمانية نواب صوتوا بأجمعهم لصالح "لبنان الجديد". أي أنّ الكتلتين لم ترضخا لضغوط جعجع وتهويلاته.
اذن ثمة خيار نيابي ثالث عبر عن رفضه بالاصطفاف وراء أيّ من طرفي الاستقطاب الطائفي الثنائي الشيعي، أو ترويكا الأحزاب المسيحية. هذا الخيار الثالث معني باستمرار التصويت على هذا النحو طالما الإصطفاف العامودي بقي على حاله.

ينبغي على اللبنانيين وتحديداً النواب السنة، ألا يبلعوا الطعم ويأكلوا الضرب، ويستمرّوا في إعلان رفضهم لتخييرهم بين دويلة الحزب الحالية، ودويلة القوات السابقة، وربما المقبلة، وفق ما عبّر جعجع بقوله "بعدم إمكانية استمرار الدولة اللبنانيّة، في ظل تركيبتها الحاليّة". ما يعني استحضاره لمشاريع سابقة على وزن "حالات حتماً" وحنينه لها.

راقبو زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى العاصمة الفرنسية. وتوقفوا باهتمام أيضاً، أمام الزيارة التاريخية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون الى روسيا.

وللحديث بقية.