بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2017 12:03ص فرصة يجب أن لا تفوت

حجم الخط
أمام لبنان فرصة ذهبية تتمثل في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يوم الأحد المقبل الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية للبحث في الاعتداءات الإيرانية على الدول العربية واتخاذ موقف حاسم منها. فإما أن يقتنص هذه الفرصة ويؤكد لوزراء الخارجية العرب التزامه سياسة الحياد تجاه النزاعات التي يشهدها الإقليم، ورفضه التام الدخول في أية محاور، وإما ان يفوت هذه الفرصة، ويتهرب من التزامه سياسة النأي بالنفس التي قامت على اساسها التسوية التاريخية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وسعد الحريري رئيساً لحكومة ائتلاف وطني تضم حزب الله.
حتى الساعة لا يبدو أن لبنان الرسمي اتخذ موقفاً بالنسبة إلى هذا الاجتماع الطارئ، إلا ما نشرته وسائل الإعلام من تصريحات لوزير الخارجية والتي تُشير إلى موقف لبنان مرتبط بعودة الرئيس الحريري قبل يوم الأحد المقبل. الموعد المقرّر للاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء العرب، ومثل هذا الموقف لوزير الخارجية، فتح علامة استفهام كبيرة حول النوايا التي يبيّتها لبنان الرسمي في ما يتعلق بالأسباب التي دعت المملكة العربية السعودية إلى الدعوة لعقد هذا الإجماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب، إذ سواء عاد الحريري إلى بيروت قبل الاجتماع العتيد أم لم يعد، يفترض أن يُشارك لبنان فيه علی أعلى مستوى ويلتقط الفرصة الذهبية لتأكيد تمسكه بسياسة النأي بالنفس والحياد عن صراعات الإقليم وبمعنى أدق للابتعاد بشكل قاطع عن سياسة المحاور الذي أدخله حزب الله فيها بتدخله السافر في سوريا والعراق واليمن، فيرسل بذلك إشارات حسن نية إلى محيطه العربي عموماً وإلى السعودية خصوصاً. ويؤكد بموقفه هذا ان الدولة اللبنانية لا تغطي تدخلات الحزب ولا توافق عليها، وهذا بالضبط ما طلبه الرئيس الحريري في مقابلته التلفزيونية مساء الأحد الماضي واعتبره الشرط الأساسي وربما الوحيد الذي يطالب به للعودة عن استقالته من رئاسة الحكومة. أما أن يربط الوزير باسيل موقف لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان، فذاك هروب إلى الامام أو محاولة الهروب من التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس والدخول في المحاور كحاله اليوم بالنسبة إلى الصراع المحتدم بين الدول العربية وإيران والذي وصل إلى ذروته بعد إطلاق الحوثيين على المملكة صاروخاً بالستياً صنع إيراني وبتدريب من خبراء في حزب الله في اليمن.
أما إذا كانت الاشكاليات التي طرحها الوزير باسيل حول ما سيكون موقف لبنان الرسمي في اجتماع وزراء الخارجية العرب يعكس حقيقة رأي رئيس الجمهوري الذي حسناً فعل في تعاطيه مع قنبلة استقالة رئيس الحكومة، فمن أولى مسؤولياته في هذه الخطة المفصلية وانطلاقا من حرصه على عودة الامور إلى نصابها داخلياً ان يُؤكّد قبل يوم الأحد التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة ورفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من أي جهة كانت، أو إطلاقه من على المنبر العربي بحيث يُشكّل لبنة أولى في هيكل التسوية السياسية الجديدة التي حدّد رئيس الحكومة المستقبل إطارها بشكل لا لبس فيه، أما إحجام لبنان الرسمي عن إطلاق مثل هذا الخطاب الصريح والواضح تماماً فستكون له عواقب وخيمة على علاقة هذا البلد الصغير بمحيطه، غير أن الصورة التي ارتسمت في الأذهان قبل أربعة أيام من اجتماع مجلس وزراء الخارجية تشي بأن الأمور تسير نحو الأسوأ، وأن لبنان وضع نفسه في عين العاصفة.