بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2024 12:00ص كلمة حق في عيد الأم

حجم الخط
بدأ عيد الأم (بالأحرى يوم الأم) يتحوّل تدريجياً، أسوة بعيد الميلاد، إلى مناسبة لترويج وبيع مختلف الأصناف والأغراض. ومما يثير السخرية أن يتم مثلاً اقتراح الأدوات المنزلية هدية للأم في عيدها، تحت ذريعة «راحة الأم»، بينما إذا أمعنا التفكير نجد أن هذه الهدية تخفي في طيّاتها النيّة في «تحسين أداء» هذه الأم «المعتّرة»، وليس تأمين سبل الراحة لها!  
هذه الأم التي يُهديها أولادها أدوات ماكياج، حبذا لو يتولون عنها مهام المنزل بين الفينة والأخرى، كي تتمكن من الخروج من المنزل «وتشوف الشمس» ... ولو من غير ماكياج!
أو يُحضر أولادها مأكولات جاهزة (مما يُفضلون هم مذاقه وتناوله)... «معليش، خلّيها ترتاح من الطبخ هاليوم»!
جُلّ ما ترغبه الأم في عيدها (وفي كل يوم) أن ترى فلذات أكبادها، بخير ونجاح وتوفيق واكتفاء وأمان وأتمّ صحة، وأن تراهم خارج إطار المناسبات والأعياد والزيارات الموسمية. 
الأم التي أعطت الكثير الكثير لا تحتاج إلى هدايا، ولا إلى شهادات تقدير وثناء، أو أغان وأشعار وبطاقات ملوّنة، وقالب حلوى، وهي حتماً لا تحتاج إلى عيد سنوي، بل تحتاج إلى ابتسامة صادقة ولمسة محبّة ونظرة وكلمة صادقة تنبع من ثنايا القلب، وحبذا أن لا يتحول عيد الأم إلى مجرد واجب يجب تأديته وقضاءه.
للأسف أن «عيد الأم» هو يوم في السنة يَصِل فيه بعض الناس أمهاتهم ويبعثون لهن الهدايا والرسائل الرقيقة، فإذا انتهى هذا اليوم عادت الأمور لما كانت عليه من القطيعة والعقوق!
رحمك الله يا أمّاه... ورجاءً سامحيني واغفري لي تقصيري بحقك.