بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 نيسان 2023 12:05ص لا تقولوا المسيح «ليس مَلِكنا» ولا تقفوا إلى جانب «باراباس»

حجم الخط
قرأتُ رمزيّات عيدِ الفصح المجيد كعادتي في كلّ المناسبات الدينيّة المسيحية كما الإسلامية، قرأت اليوم تاريخ وادي قنّوبين في شمال لبنان، وادي القدّيسين، وتاريخ دير مار قزحيا الذي لجأ إليه المضطّهدون المظلومون الثائرون والجائعون ملاذاً كريماً آمناً للتزوّد بالقدرة على الصمود ومقاومة الجور والطغيان، فظَهَرَ لي جانب إنسانيّ عميق من تضحيات المسيحيين لأجل لبنان فجعلتهم ينزرعون في أرضه بحقّ ابديّ راسخ متمسّكين به وطناً نهائياً.
قرأتُ سابقاً مثل هذه المآثر الإنسانية عند كلّ الطوائف اللبنانية في حقبات اضطّهادها وظُلمها، وفصح اليوم أوجب عليّ المعايدة بنداءٍ وطني وجداني إنسانيّ إلى رجالِ الدّين والدّنيا في وطني المظلوم لأقول لهم:
ألا ترون اكليل الشّوك على رأس وطنكم المعذّب؟ 
ألا ترون دماء سياطكم على ظهره المنكسِر؟ 
لا تقولوا «المسيح ليس مَلِكُنا» ولا تقفوا الى جانب «باراباس»،
لا تصرخوا وحوشاً: أصلبوه!
ولا تغرزوا المسمار في الواهب الحيّ السرمدي المقدّس...
حتّى الجلّاد مسح الدّم عن فم الفادي المصلوب، فإمسحوا دم خطاياكم عن فم لبنان الآن!
أزيحوا الصخرة عن صدره الآن!
أحبّوا «عبد الله» وبشرته السوداء الطاهرة حين خاطب المضرّج المصلوب: يا ربْ!.. وحُبّ المصلوب يلمع في عَيْنَيْه الجريحتين!
أحبّوا الربّ مثله، أحبّوا أبناء وطنكم وأخوتكم في اللّه وموعظة الصَّليب ومآثر أُحُد وآلام القِربة الجريحة وفوزوا فوزاً عظيما!
فلبنان حمل «الصخرة» و«كربلاء» و«غار ثور» منذ نصف قرن وأكثر، بربّكم ألا يكفيه؟ أليس من نهايةٍ لـ«جريمة التاريخ»!
قريباً، وإذا لم تؤمنوا بالواحد الأحد القدّوس الصمد، وبسبب ظلمكم وطغيانكم: سيأتي الزّلزال الأكبر ويقوّض الهيكل فوق رؤوس «القياصرة والكهنة وأعوانهم» إلى «لا قيامة!»، وإلى أن يقضي الله صحوةً  وثورةً وعدالةً وأمراً كان مفعولا!

(*) أستاذ جامعي.
رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والإعلام.
عميد ركن سابق