بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الأول 2017 12:02ص لا خوف على التسوية

حجم الخط
رغم بعض الاهتزازات التي حصلت في الفترة القصيرة التي أعقبت بيان النأي بالنفس الذي صدر بإجماع مكونات حكومة استعادة الثقة كزيارة زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» العراقية قيس الخزعلي الحدود الجنوبية، وكلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في طهران قبل أن ينشف حبر البيان الوزاري ومؤخراً ما صدر عن الأمين العام السيّد حسن نصر الله في حق مملكة البحرين رغم هذه الاهتزازات يبقى قرار النأي بالنفس ساري المفعول ومعتمداً كأساس للتسوية الجديدة بين كل مكونات الحكومة وكل الأفرقاء على الساحة الداخلية.
ومن شأن صمود هذه التسوية الجديدة، أن يُشجّع الحكومة على رفع وتيرة تفعيل عملها لإنجاز كل الملفات العالقة والتي نشأت عن أزمة الاستقالة، وفي مقدمتها إنجاز كل الإجراءات والترتيبات الإدارية واللوجستية وتوفير الأرضية لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها بعد ما سقط اقتراح الرئيس نبيه برّي تقريب موعد اجرائها شهرين أو ثلاثة أشهر، إضافة إلى ملف النفط الذي سيعرض على جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد يوم الخميس في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس عون وحضور الرئيس سعد الحريري، إلى جانب ملفات أخرى أبرزها استكمال التعيينات في المراكز القيادية التي لا تزال شاغرة، بسبب استمرار الخلاف حولها بين مكونات الحكومة.
وينسب نواب مقربون إلى رئيس مجلس النواب، تأكيده على ان لا يوجد حتى الساعة وفي المستقبل المنظور أي سبب يمنع حصول الانتخابات النيابية في موعدها المقرّر في شهر أيار من العام المقبل، بل إن كل الأجواء أصبحت مهيأة لأن تجري حتماً في موعدها بدعم من المجتمع الدولي، عبر عنه بشكل صريح في مؤتمر الدعم الدولي للبنان الذي عقد مؤخراً في باريس بمشاركة الرئيس سعد الحريري. وإذا كان رئيس المجلس مطمئناً الى إجراء الانتخابات في الربيع المقبل، فهو وفقاً لمصادره مطمئن إلى تبعات التسوية الجديدة التي أعادت الاستقرار الداخلي إلى مساره الطبيعي واستعادت حكومة الحريري وجودها الطبيعي على أرض الواقع، وما يُحكى في بعض الدوائر السياسية عن حصول خرق لبيان النأي بالنفس يُمكن أن يُهدّد هذا الاستقرار ويعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل حصول التسوية لا يتعدى تمنيات البعض من الذين يعتبرون أنفسهم متضررين من هذه التسوية. والرئيس برّي نفسه يعتبر أن الإشكالية التي أثيرت حول زيارة الخزعلي إلى الحدود، لا تتعدّى زوبعة في فنجان ولن تؤثر لا من قريب ولا من بعيد على مسار التسوية، خصوصاً وأن الزيارة تمت قبل اجتماع مجلس الوزراء وصدور بيان النأي بالنفس.
رسالة رئيس المجلس جاءت وكأنها موجهة إلى الجهات التي حاولت استغلال هذه الزيارة للأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» إلى الجنوب والتي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالتزام حزب الله النأي بالنفس عن الصراعات والنزاعات العربية - العربية، وعن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الأخرى، والمرجح في حال أثيرت في مجلس الوزراء ان يبقى إيقاع المباحثات خصوصاً بحرص مشترك من الرئيسين عون والحريري تحت سقف عدم هزّ التفاهم الحاصل. من هنا يصح القول ان المشهد السياسي الداخلي، يمر في أفضل حالاته منذ أن صدر بيان النأي بالنفس، وأن ما من أحد من المكونات السياسية العاملة داخل الحكومة وخارجها يعمل للتعكير على هذا المشهد الذي يحظى باهتمام وارتياح دولي واسعين، عبر عنه بيان مجموعة الدعم الدولية بشكل واضح تماماً.