بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تشرين الثاني 2017 12:03ص مأزق مصيري

حجم الخط
 بعد قرابة اسبوع على استقالة الرئيس سعد الحريري المدوية، ما زال الاستنفار السياسي بحثاً عن حل ينقذ الوضع الداخلي من تداعيات هذه الاستقالة على وتيرته العالية من دون أن تلوح في الأفق المنظور أية بوادر حل، ما من شأنه أن يترك الساحة مفتوحة على كل الاحتمالات.
وإذا كان القصر الجمهوري تحوّل إلى خلية نحل لا تهدأ مع مشاورات واجتماعات مكوكية بين رئيس الجمهورية والرؤساء السابقين للجمهورية والحكومة والمجلس النيابي ورؤساء أحزاب وفاعليات سياسية لبحث التداعيات، فإن ما ظهر منها إلى العلن لا يشي بأن هناك حلولاً جاهزة للخروج من هذا المأزق إلا بعودة الرئيس الحريري عن استقالته، وان تعددت السيناريوهات كمثل اللجوء إلى حكومة تكنوقراط أو حيادية تكمل مهمة الحكومة الحالية للاشراف على الانتخابات النيابية وإعادة تكوين السلطة، لكن مثل هذا الحل يبدو بعيد المنال قياساً على حجم المشكلة التي طرحها الرئيس الحريري في بيان الاستقالة الذي وجهه إلى الرأي العام اللبناني والذي اتهم فيه صراحة إيران وحزب الله بالقبض على قرار الدولة اللبنانية والتمادي في تدمير العالم العربي وزرع الفتنة بين دوله وأبنائه، ذلك لأن الرئيس الحريري لا يبدو، بأي شكل من الاشكال، في وارد العودة عن الاستقالة أو القبول بأي تسوية سياسية جديدة، ما لم يتخل حزب الله عن سلاحه وعن مشروعه الإيراني الذي كان السبب الرئيس الذي دفعه إلى رمي الاستقالة في وجه جميع المسؤولين بعدما «طفح الكيل» على حدّ قول المثل اللبناني المعروف.
ومن هنا يبدو تعويل رئيس الجمهورية على تفهم الرئيس الحريري لخطورة تداعيات الاستقالة على مجمل الأوضاع الداخلية سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، والعودة عن استقالته يبدو من المستحيلات حتى الآن، إلا في حالة واحدة وهي عودة حزب الله إلى الوطن، والتخلي عملياً وليس نظرياً عن مشروعه السياسي المكمل للمشروع الايراني التدميري.فهل يُدرك رئيس الجمهورية الذي حسناً فعل وتصرّف كرجل دولة عندما قرّر التروي في إعلان موقف من الاستقالة، الا بعد عودة الرئيس الحريري إلى بيروت والاطلاع منه على حقيقة الأسباب والدوافع التي دفعته إلى تقديم استقالته كل هذه الحقائق؟ لكنه يحاول التعمية عليها حرصاً على استمرار الاستقرار الداخلي، وعلى مسيرة العهد الذي نجح في السنة الأولى، بالرغم من المآخذ الكثيرة، في إعادة انتظام عمل المؤسسات الرسمية التي مرّت قبل التسوية الرئاسية بشلل كبير، كاد أن يطيح بكل مقومات الدولة.
إذا كان رئيس البلاد الذي أبدى حتى الساعة حرصه الشديد على وحدة اللبنانيين وعلى تعاونهم في ما بينهم جميعاً على النهوض ببلدهم وابقائه بمنأى عن النار المشتعلة في المنطقة، وما يحيط بها من خطط ومشاريع جهنمية، فلماذا لا يدخل في صلب المشكلة التي فجّرت استقالة الرئيس الحريري ويطرح الحلول الجذرية لها لإعادة التوازن إلى البلاد، وعدم غلبة فريق على آخر بقوة السلاح الإيراني، ويدعو كما طرح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى طاولة حوار وطني يكون عنوانها الوحيد سلاح حزب الله وعودته إلى الوطن بدلاًً من الهاء الرأي العام اللبناني، الذي يعيش قلقاً حقيقياً على مصير الوطن، وأي تقدير خلاف ذلك يكون بمثابة طبخة بحص؟

Amermashmoushi@hotmail.com