بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آذار 2020 12:01ص ما بين أميركا والصين لا وجود لرمانة بل لقلوب ملآنة

حجم الخط
منذ ولوج وباء كورونا ربوع لبنان وفتكه بأجساد أبنائنا بفعل سرعة العدوى، سؤال بات على كل شفة ولسان في كل المناطق اللبنانية ومفاده هل أن الولايات المتحدة زرعت هذه الجرثومة أو هذا الوباء في الصين انتقاماً من اقتصاد بكين الذي بدأ بالتفوق على الاقتصاد الأميركي في عدة مجالات اقتصادية؟ 

عملياً من الصعب بالنسبة لكل الأطياف والمشارب اللبنانية الجزم في هذا التساؤل جزماً قاطعاً عبر الاجابة بنعم أم لا، لكن بعض السوابق الأميركية تاريخياً في التعاطي مع الاوطان والشعوب التي كانت تشكل حسب واشنطن خطراً داهماً على مصالحها وأمنها القومي تجعل الشبهات تحوم حول القيمين على سياسات ادارات من اداراتها المتعاقبة، بامكانية اللجوء إلى مثل هذه الأساليب خصوصاً إذا كانت عاصمة السوبرمان تعاني ضيقاً شديداً على صعيد ما، «إقرأ كتاب أميركا والإبادات الجنسية لمؤلفه منير العكش». 

لقد تحدثت شبكة الـBBC البريطانية في 9 شباط 2020 عن تقرير بثته إحدى البرامج التلفزيونية الروسية يقول بأن ظهور وباء كورونا في الصين هو عمل من نتاج المخابرات الأميركية، علماً بأنّ شبكة الاناضول كانت قد قالت من موسكو بتاريخ 25/1/2020 نقلاً عن النائب الروسي وزعيم الحزب الديمقراطي الليبيرالي فلاديمير جيرنوفسكي بان فيروس كورونا انتشر في سياق الحرب الاقتصادية الضروس بين واشنطن وبكين وقال: يخشى الأميركيون من عدم قدرتهم على تجاوز الصين أو أقله البقاء على درجة المساواة معها. 

وفي 9 شباط 2020 ذكرت مجلة ناشيونال انترست بأن فيروس كورونا يعتبر سلاحاً بيولوجياً يستهدف موسكو وبكين.

لكن أهم ما يجب أن أذكر به هو انه بتاريخ 6 شباط 2020، أعلنت الصين العثور على مستوعبات لمواد بيولوجية في فناء القنصلية الأميركية في مدينة وهان مدفونة على عمق متر ونصف المتر وطلبت أي الصين تفسيراً أميركياً لوجود هذه المستوعبات كما طلبت عبر وزير خارجيتها اجتماعاً عاجلاً لمجلس الامن. 

وهذا ما جعل المتحدث باسم الخارجية الصينية شارليجيان بتاريخ 13 آذار 2020 أن يعمد إلى اتهام الجيش الأميركي بجلب فيروس كورونا إلى المدينة الصينية الموبوئة، وقد نشر تشارلي تغريدة بالانجليزية في حسابه على تويتر قال فيها: متى ظهر المرض في الولايات المتحدة الأميركية؟ 

كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ 

ما هي أسماء المستشفايات؟ 

أيها الصينيون تحلوا بالشفافية أعلنوا بياناتكم أميركا مطالبة بتفسير ما الذي حصل للصين وكلام جيان هذا نقله موقع RT الروسي. 

أما الخبير العسكري الروسي فيكتور بارانيتس فقد قال بأن الحرب البيولوجية أصبحت سلاحاً جديداً تستخدمه واشنطن من أجل التفوق على خصومها الرئيسيين. 

يُذكر أنه بتاريخ 3 شباط 2020 قالت وكالة رويترز بأن التكاليف الاقتصادية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا تصاعدت وجعلت قيمة الأسهم الصينية تنخفض بنحو 400 مليار دولار، وقد هبط مؤشر شنغهاي بنحو 8 % في أسوأ آداء ليوم واحد في أكثر من أربع سنوات رغم ضخ البنك المركزي الصيني أكبر قدر من السيولة المالية منذ عام 2004، 1.2 ترليون يو وان أي ما يعادل 173.8 مليار دولار في الاسواق. 

لقد ذكرت في مستهل مقالي هذا، بأن ما بين واشنطن وبكين قلوب ملآنة أنجبتها ضراوة التنافس الاقتصادي الحاد وتراكماتها في النفوس أقله منذ سنة 2014 والزاخرة بالحقد والغضبو البغضاء، لهذا أعود لتاريخ 9/12/2014 عندما ذكرت وسائل اعلامية عالمية وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي بأن الصين أطاحت بأميركا لتصبح أكبر اقتصاد في العالم، وقد أشارت هذه الأرقام إلى أن حجم الاقتصاد الصيني يعادل 17.6 ترليون دولار مقارنة ب 17.4 ترليون دولار للولايات المتحدة الأميركية. 

يُذكر أن موقع المصري اليوم كان قد كتب بتاريخ 7 حزيران 2016 تحقيقاً عنونه بلماذا تخاف أميركا من الصين؟ 

لا يزال اقتصاد أميركا يحتل المرتبة الاولى عالمياً بحوالي 17 ترليون دولار والصين المرتبة الثانية بحوالي 10 ترليونات دولار ولكن الصين تصدر بضائع بقيمة 2342 مليار دولار سنوياً وهي الاولى من ناحية التصدير عالمياً، فيما تصدر أميركا بضائع بقيمة 1688 مليار دولار سنوياً ما أدى إلى ازدياد الاحتياطي الاجنبي للصين ووصل إلى 3.3 ترليون دولار. 

وكل ما انخفض اليوان الصيني زادت الصادرات الصينية في العالم لذا طالبت أميركاو الغرب الصين برفع قيمة اليوان، وعندما حاولت شركة كيم شاينا الحكومية الصينية شراء شركة سينجينيتا السويسرية ب 44 مليار دولار فإن من حاول وقف هذه العملية لم تكن الحكومة السويسرية بل الحكومة الأميركية، والشيء عينه عاد وتكرر في عمليات أخرى. 

وفي أواخر العام 2016 كشف الكونغرس الأميركي النقاب عن مخططه بتحطيم النفوذ الصيني وذلك عبر خطة ثلاثية الأبعاد تهدف إلى تطويق هذا النفوذ ومواجهته سياسياً وأقتصادياً وعسكريا. 

وفي 12 كانون الثاني 2018 قالت شبكة RT الروسية الناطقة بالعربية، أن خبراء عدة قالوا بأن المنتجات الأميركية في الأسواق العالمية بات من الصعب عليها منافسة المنتجات الصينية اما موقع الجزيرة فقد أشار بتاريخ 9 آذار 2020 إلى ان الخبراء يعتقدون بأن الحظر المفروض على شركة هواوي الصينية يعبر عن خوف الولايات المتحدة من فقدان مكانتها الاقتصادية ومن رغبة الصين في مواجهة الاحتكار التكنولوجي لواشنطن التي تمتلك الكثير من الشركات العملاقة على غرار google وapple وfacebook وamazon . 

وفي تقرير نشرته صحيفة إل باييس الاسبانية قال الكاتب كارلوس مولينا بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، شن حرباً تجاريةً غير مسبوقة على الصين واتهمها بكل المشاكل التي عان منها الأميركيون ومنها العجز التجاري. أما أستاذ التحليل الاقتصادي في جامعة فلانسيا الاسبانيا فرنشيسكو بيريز فقد قال أن أنعدام الثقة بين العمالقة الاقتصاديين قد ظهر لأن نمو الصين وسعيها لقيادة الاقتصاد العالميو المجال التكنولوجي، جعل واشنطن تشعر بأن نفوذها مهدد. 

أما الخبير الاقتصادي محمد زكريا فقد أفاد بتاريخ 13/4/2019 حسب وكالة سبوتنيك بأن واشنطن تحاول وقف عمليات الاغراق التي تقوم بها الصين في مختلف أنحاء العالم وأن عملية رفع الجمارك على الواردات الصينية ستؤثر بشكل كبير على الجانبين، إلا أن الولايات المتحدة ستكون خسارتها أكبر وأوضح زكريا أن عملة الصين أصبحت جاهزة بقوة في البنوك ما يجعلها تنافس الولايات المتحدة بقوة في الميزان التجاري وهو ما تخشاه أميركا وتحاول تعطيله بأي طريقة لضمان صدارتها في العالم. 

وبما أن المعلوم عن واشنطن سعيها الدؤوب منذ القدم إلى السيطرة الأحادية القطب على كل مقدرات وثروات العالم وادعائها الدائم بأنها عاصمة العالم الحر بمفردها، لم يخطئ مؤلف كتاب أميركا والابادات الجنسية منير العكش عندما قال في كتابه، إن كل من يهدد مصالح أميركا الاقتصادية وأمنها القومي يعاقب بالقتل من قبل مخابراتها ويورد أنه في 22 نيسان 1977 كشف الدكتور رايمرت رافنهولت مدير مكتب الحكومة الاتحادية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، عن برنامج تطهير عرقي وطبقي يقضي بتعقيم ربع نساء العالم القادرات على الحمل والانجاب وذلك لحماية مصالح أميركا الاقتصادية. 

وفي هذا الصدد رصدت الحكومة الأميركية مليارين ونصف المليار دولار لجامعة واشنطن لتدريب نخبة من الأطباء على تقنيات التعقيم المتطورة، لاستهداف قطع نسل شعوب 23 دولة من العالم الثالث وقد أزيلت السرية التامة عن هذه المذكرة في العام 1989، وهي بعنوان عواقب النمو السكاني العالمي.

أما الدول التي استهدفت شعوبها بالاخصاء والتعقيم فهي بنغلادش وباكستان ونيجيريا وأندونيسيا ومصر وتركيا والهند والمكسيك والبرازيل والفيليبين وتايلاند والحبشة. 

وقد قال كسنجر في مذكراته بأن استهداف أميركا لهذه الدول مرده لاهميتها الجيوسياية للمصالح الأميركية وأن زيادة السكان فيها يهدد الامن القومي الأميركي !