بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الثاني 2019 12:09ص مجرّد أوهام

حجم الخط
عادت الحركة السياسية مع دخول العام الجديد تشهد نشاطاً ملموساً، يترك انطباعاً عاماً، وكأن هناك جدية لدى المسؤولين كافة للخروج من الأزمة الحكومية التي بات استمرارها يُهدّد بكارثة حقيقية لا يمكن تجنبها، إنما يبدو من سياق المعلومات المتداولة على غير صعيد أن هذه الحركة ينطبق عليها قول المثل اللبناني العامي بلا بركة، خصوصاً وأن المحرك الأساسي لها هو رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي أثبتت كل التجارب فشله الذريع في اجتراح الحلول للمشاكل التي يقع فيها لبنان، وإنما العكس هو الصحيح لا سيما على صعيد تدخله في تشكيل الحكومة الذي كان يؤدي في كل مرّة يكون هو فيها صاحب المبادرات إلى تصعيد الأزمة بدلاً من إيجاد مداخل لحلها.
وكما تشي المعلومات التي تسربت عن الزيارة الأخيرة للوزير باسيل إلى بيت الوسط، فـإنه لم يطرح أفكاراً جديدة على الرئيس المكلف تُفضي إلى حلحلة في المواقف المتشددة بل كرّر أفكاره السابقة، كمثل اقتراح رفع العدد المقترح لأعضاء الحكومة من ثلاثين وزيراً إلى 32 وزيراً وكمثل إعادة الطلب الى النواب السنة الستة رفع عدد أسماء جديدة إلى رئيس الجمهورية ليختار واحداً منها، وغير ذلك من الأفكار التي بقيت حتى الآن في الكتمان.
ويدل التزام الرئيس المكلف بالصمت على أنه يصل إلى قناعة بأن مثل هذه الاقتراحات التي طرحها الوزير باسيل لا تساعد في حل الأزمة والتبشير بولادة قريبة للحكومة، بقدر ما تساعد على جعل التأخير مفتوحاً إلى أمد طويل قد يأخذ ما تبقى من ولاية الرئيس عون إلا إذا كان هدف الوزير باسيل هو إبقاء البلد من دون حكومة إلى ان يُقرّ الجميع بانتخابه رئيساً خلفاً للعماد عون وهذا أمر أشارت إليه عدّة وسائل اعلام داخلية وغربية، وربطت استمرار أزمة تأليف الحكومة به.
وبمعزل عن كل هذه التحليلات فالوضع بات معروفاً ولا حاجة إلى أية تحليلات بعد الكلام الذي صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي في لقاء الأربعاء النيابي حول مطالبته بتفعيل عمل الحكومة المستقيلة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن رئيس المجلس بات مقتنعاً بأن أزمة تأليف الحكومة ما زالت طويلة وطويلة جداً، وأن لا بدّ من عمل استثنائي لإنقاذ النظام والبلد.