بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 نيسان 2024 12:56ص مدرسة «اللواء»

حجم الخط
صحيفة «اللواء» ليست مجرد مطبوعة سياسية يومية... بل هي في واقع الحال مدرسة ونهج في صحافة الاعتدال والتسامح والانفتاح والموضوعية، بكل ما للكلمة من مسمّى ومدلول ومعنى، دون أي مهادنة أو تنازل أو مساومة فيما يتعلّق بالحق والحقيقة والعدالة.
لقد اختارت «اللواء» المنحى الصعب طريقاً لها، فابتعدت عن سُبُل استثارة الغرائز والعصبيات وانتهجت طريق الحوار والتفاهم، ونأت بنفسها عن أسلوب الزعيق والصراخ واعتمدت الخِطاب الهادئ الرزين، ونبذت وسائل التشهير والشتائم واختارت الكلمة الطيّبة العطرة، ودَعَتْ وسَعَتْ مراراً وتكراراً إلى كلمة سواء بين اللبنانيين، وكانت وتبقى واسطة صلح ووئام بين المتخاصمين.
وها هي «اللواء» اليوم تحتفل بستين عاماً من عمرها المديد وقد فاض سجلّها الذهبي بأمثولات الصدقية والوطنية والعروبة والإسلام والوسطية... وتحتفل بيروت، بل لبنان، بستينيّة صحيفة لعبت وتلعب دوراً هاماً ومؤثراً في الحياة السياسية والاجتماعية، والتزمت قيماً ومثلاً عليا كاد الزمن الغادر المتقلّب أن يغيّبها، لولا نهج القائمين على «اللواء» وعلى رأسهم رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الأستاذ صلاح سلام، ومحرريها والعاملين فيها، وثباتهم على الحق.
رحم الله مؤسس الصحيفة الأستاذ عبد الغني سلام، ونعاهده على الاستمرار رغم كلّ الصعوبات التي تُعيق عمل الصحافة، ولا سيّما الورقيّة منها، والصعوبات والمحطات المصيرية التي يمرُّ بها لبنان، وكلنا ثقة أن الصحيفة التي لم تتخلَّ يوماً عن قرّائها وعن التعبير عن تطلّعاتهم وأفكارهم ومشاعرهم، والنضال من أجل إيصال صوتهم، سيكونون بجانبها ولن يتخلّوا عنها، ولن تكون وحدها في وجه الصعوبات والتحديات والأزمات وتقلّص الإمكانات.
ونداء خاص لأبناء بيروت... بادروا لدعم وتعزيز «اللواء» قبل فوات الأوان... وضياع صوتكم وخسارة متنفّسكم الوحيد.