بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 حزيران 2020 12:02ص مصادر تقرأ في «قيصر» و«أحجية» تاج الدين ونفور الخارج: الأشهر المقبلة صعبة

«الكلام عن الشرق للإستهلاك المحلي ولتُسأل الشركات الصينية عن مُوقفها مما يطرح»

إمرأة تقف جانب ثلاجتها الفارغة في طرابلس (أ.ف.ب) إمرأة تقف جانب ثلاجتها الفارغة في طرابلس (أ.ف.ب)
حجم الخط
مع تصاعد وتيرة الازمات على المستويات كافة في البلد سياسيا واجتماعيا، وبالتزامن مع التدهور غير المسبوق لسعر صرف الليرة مقابل الدولار، فإن الغريب هو أن كل ذلك يحصل والقيادات المسؤولة غائبة عن ايجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها المواطن اللبناني، مكتفين بالتلهي بالإعلان عن مواقف تتزيد تعميق الأزمة وتدخل البلد في المجهول مع غياب أية بارقة أمل في الأفق.

مصادر سياسية متابعة للتطورات الديبلوماسية المتعلقة بلبنان تؤكد لـ «اللواء» أن «لا بديل عن استمرار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولا خيار آخر غير ذلك، مشددة على ضرورة أن تتخذ الدولة موقفا موحدا من خلال توحيد أرقامها في مفاوضاتها مع الصندوق، والقبول بشروط معينة، قبل السير بشكل نهائي باتجاه الانهيار الكامل الذي أصبحنا قريبين من الوصول اليه، حسب المصادر، كما هو الحال عليه في سوريا وايران، مذكرة بأن لبنان لا يملك الطاقات الموجودة في ايران مثل النفط وغيره».

المصادر تشبه وضع الحكومة في الوقت الراهن بوضع مريض «الكورونا» الموضوع على جهاز التنفس وذلك بسبب خطورة وحراجة وضعه. من هنا، ترى ان «الاشهر المقبلة ستكون أصعب وأقسى، خصوصاً أنه لا يمكن الاستمرار بما هو متبع اليوم اقتصاديا وماليا، لا سيما بالنسبة لموضوع صرف الدولار».

إسألوا بكين

وتأسف المصادر للعلاقات السيئةالسائدة حاليا مع الدول المانحة الاساسية الداعمة للبنان وهي، الولايات المتحدة الاميركية والمانيا بعد التعامل مع حزب الله كمنظمة إرهابية، واليابان فيما يتعلق بقضية كارلوس غصن، وتؤكد المصادر انه «لا يمكن ان ينال لبنان دعم ومساعدات من قبل الدول المانحة في حال عدم القيام ببذل جهود ديبلوماسية»، معتبرة ان «العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة تدار بشكل سيىء جدا، وهذا الامر ينعكس سلبا على الاوضاع الداخلية»، وتلفت  المصادر الى وجود تعثر في العلاقة ايضا مع الجانب الفرنسي، وسوء إدارة هائل للملف الديبلوماسي حتى مع الاتحاد الاوروبي.

وترد المصادر على دعوة الامين العام السيد حسن نصر الله بالتوجه نحو الشرق فتقول: «لا يمكن للصين ان تمنع لبنان من الانهيار وهي لن تفعل ذلك، وهذا ما حصل أيضاً في سوريا»، معتبرة ان «ما اعلنه السيد نصر الله في هذا الاطار هو مجرد كلام للاستهلاك المحلي فقط». وتنقل المصادر معلومات ديبلوماسية عن ان السفير الصيني يعلن في مجالسه الخاصة ان «الشركات الصينية ليست في وارد توظيف أموالها في لبنان إذا لم تجني ربحاً من ذلك، وفي تقديرهم ان الوضع الحالي ليس وضعا مربحا للاستفادة منه ماديا».

بين دياب.. وموسكو

وتشير المصادر الى ان «علاقة لبنان مع الاتحاد الروسي أيضا ليست علاقة جيدة، خصوصا بعد موقف رئيس مجلس الوزراء حسان دياب في «الواشنطن بوست «عندما أعلن ان لبنان سيجوع لان روسيا اوقفت تصدير القمح اليه».

وتستغرب المصادر «موقف السيد نصر الله الذي هاجم الولايات المتحدة الاميركية لأن شرطي أميركي تسبب بموت رجل أسود بريء، بينما يطلب التعامل مع الصين التي قتلت عشرات الآلاف من المسلمين الايغور، وهي تحتجز قرابة مليوني شخص منهم»، متسائلة «كيف يطالب بالتعامل مع دولة تعاطت بأبشع الصور مع الاقلية المسلمة؟».

أحجية تاج الدين!

وحول اطلاق المعتقل في الولايات المتحدة قاسم تاج الدين واذا ما كان الموضوع متعلقاً بصفقة ايرانية-اميركية، تكشف المصادر ان «تاج الدين أجرى صفقة مع الاميركيين حيث دفع لهم 50 مليون دولار بعد ان كان حُكم عليه بـ 5 سنوات سجن وهو قضى فترة زمنية من حكمه». وتشير المصادر الى أن «تاج الدين أصبح الان لا يخاف من الاميركيين، بل يخاف من العودة الى لبنان، بعد ان أعطى معلومات للأجهزة الاميركية تتعلق بتبيض الاموال وتقديم المساعدات لحزب الله ادت الى توقيف العديد من الشخصيات واتهام اخرين». 

«قيصر» ولبنان

وعن امكانية ان تشمل العقوبات الاميركية المزيد من اسماء الشخصيات اللبنانية تقول المصادر «هناك أسماء اقترحها الحزب الجمهوري الاميركي، من اجل وضعها على لائحة العقوبات، وهي اصبحت جزءاً من الضغط على ايران»، وتشير المصادر، الى ان «العقوبات قد تشمل شخصيات مختلفة من عدة طوائف وليست شيعية فقط»، وتلفت الى ان «المرحلة الراهنة هي مرحلة انتخابات اميركية مهمة للحزب الديموقراطي، وان أهم شخصية داعمة للتيار الوطني الحر في الولايات المتحدة هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي إليوت أنجل صاحب قانون محاسبة سوريا وله علاقة بوضع قانون قيصر، ويعرف عنه قربه من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لذلك فانه في حال خسر الحزب الديموقراطي الانتخابات فسيخسر التيار الوطني داعماً كبيراً ضمن الادارة الاميركية مما يعني ان هناك شخصيات كانت محمية من العقوبات لن تعود كذلك، لذلك فمن غير المستبعد ان تشمل العقوبات حلفاء حزب الله».