بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تموز 2018 12:00ص من ذكريات بلدية بيروت

حجم الخط
أتناول في هذا المقال بعضاً من ذكرياتي خلال توليّ عضوية المجلس البلدي من العام 1961 ولغاية العام 1998 ومنها:
1- قضية شارع بشارة الخوري في بيروت.
2- قضية المخرج الجنوبي غربي لمدينة بيروت.
1- قضية شارع بشارة الخوري في بيروت:
يمتد هذا الشارع من ساحة البرج إلى مطار بيروت جنوباً وكان محافظ مدينة بيروت في الستينات قد أصدر قراراً بتعييني رئيساً للجنة تخمين العقارات التي يطلب أصحابها رخص بناء عليها.
وكان هدف أعضاء المجلس البلدي ان يكون هذا الشارع بأبنيته المستقبلية نموذجاً للشارع الجميل. أذكر حينها، ان اللجنة تسلمت طلباً من إحدى شركات توزيع المحروقات يرمي إلى منحها رخصة بناء محطة في شارع بشارة الخوري لبيع مختلف المشتقات النفطية كالبنزين والكاز والفيول أويل وغيرها من معلبات الزيوت. ما إن عرفتُ مضمون الرخصة حتى رفضتها.
وعلى إثر رفضي، زارني في مكتبي أحد موظفي تلك الشركة وأعلمني ان شركته قد خصصت مبلغ عشرة آلاف ليرة لبنانية لتسهيل حصولها على الرخصة، وقدم نفسه على انه من آل بيضون. عندها أمرته أن يخرج من مكتبي وقلت له لو لم تكن من آل بيضون لكنت قد مسحت حذائي في مؤخرتك، فسارع إلى الخروج. عندها طلبت القصر الجمهوري وتحدثت مع مديره العام شارحاً له ما حصل معي، وطالباً منه ان يصدر عن رئيس الجمهورية مرسوم يقضي بمنع إنشاء محلات من الفئة الثالثة التي تضم فيما تضم إنشاء محطات توزيع المحروقات وغيرها وذلك لإنقاذ الشارع منها. وكم أسعدني صدور هذا المرسوم بعد أيام.
أمر آخر يتعلق بهذا الشارع وهو ملاقاته بالشارع الممتد من مستشفى البربير، إلى المتحف شرقاً فرأيت  إبقاء الشارعين على مستوى واحد يعني توقف السير عليهما كلما أضيء اللون الأحمر في الجانبين.. من هنا كان اقتراحي ان يمرّ شارع بشارة الخوري في نفق تحت الشارع الآخر. قُبل اقتراحي وتم التنفيذ على أساسه.
2- المخرج الجنوبي غربي لمدينة بيروت:
يمتد مشروع هذا الشارع من ساحة رياض الصلح صعوداً فوق تلة المصيطبة ثم نزولاً إلى مستوى مستديرة الكولا فيتقاطع مع عدّة شوارع تصب عليها، مما يؤخر متابعته السير دون توقف.
وحلاً لهذه المشكلة اقترحت على المجلس البلدي في جلسة مشتركة مع أعضاء مجلس تنفيذ المشاريع الكبرى لمدينة بيروت (وهم الصحافي صاحب جريدة «الأوريون» الفرنسية المهندس جورج نقاش وأستاذ الهندسة المدنية في الجامعة الأميركية البروفسور خسروف يراميان والمهندس أنيس الشعار). قام المهندس جورج نقاش بوضع مخطط على لوحة خشبية معلقة على الجوار يشرح فيه مسار الشارع المقترح. وبعد انتهائه من الشرح، قلت له ان التقاءه مع شوارع أخرى في ساحة الكولا يعيق سرعته وفقده صفة الخط السريع نحو الجنوب ثم اقتربت من المخطط وبيدي عصاً طويلة اخذتها منه وقلت إذا كانت الغاية من هذا الشارع هو ان يكون خطاً سريعاً يتجاوز أي عائق، فالحل هو إنشاء نفق تحت تلة المصيطبة ثم امتداده بجسر فوق مستديرة الكولا يصب قبل المدينة الرياضية على بوليفار كميل شمعون.
ناقش المجلس اقتراحي فأقره. عندها اقترح أحد الأعضاء تسمية الجسر «بجسر محمّد يوسف بيضون» فرفضت.
هذه بعضٌ من ذكرياتي كعضو في مجلس بلدية بيروت.

* نائب ووزير سابق.