بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تشرين الثاني 2020 12:02ص وصول بايدن إلى الرئاسة الأميركية لن يغيّر موقف الإدارة تجاه «حزب الله»

أولويات الرئيس الجديد في علاقاته مع الدول ستستند إلى مدى مكافحتها للفساد

حجم الخط
خروج الرئيس الجمهوري دونالد ترامب من البيت الابيض ووصول الديموقراطي جون بايدن الى سدة الرئاسة الاميركية والذي راهن الكثير على فوزه من خلال معرفته بلبنان الذي زاره في العام 2009 حيث اجتمع مع عدد كبير من الشخصيات اللبنانية حينها، لن يغيّر من موقف الادارة الجديدة تجاه «حزب الله» الذي سيبقى على لائحة العقوبات الاميركية مع عدم استبعاد تبديل سياسة تنفيذ هذه العقوبات بحيث يكون وقعها اخف من عهد الرئيس ترامب حسبما ما يتوقع مصدر ديبلوماسي ملم بالسياسية الاميركية «للواء» والذي يذّكر بأن وزير خارجية الولايات المتحدة المقبل انطوني بلينكن الديبلوماسي المحنك زار لبنان ايضا في العام 2015عندما كان نائبا لوزير الخارجية في عهد الرئيس باراك اوباما مطلعا على تفاصيل الوضع اللبناني حيث كانت له مروحة من اللقاءات مع شخصيات سياسية وعقد حينها اجتماعا مطولا مع الوزير جبران باسيل في دارته في اللقلوق عندما كان الاخير وزيرا للخارجية، ويشير المصدر بأنه من المعروف عن بلينكن انه ديبلوماسي اممي محنك شغل مناصب عدة في عهد اوباما وقبله في عهد بيل كلينتون وتتلمذ على يد والده الذي كان بدوره ديبلوماسيا بارزا تولى مراكز رفيعة، ويلفت المصدر الى ان الوزير الجديد سيعمل على اعادة ترتيب ادارة وزارته من خلال فريق عمل كفوء خصوصا ان الرئيس الجديد للولايات المتحدة يعتبر ان موقع وزارة خارجية بلاده ضعيف حاليا.

ويتوقع المصدر ان يكون التعامل مع الملفات في الادارة الجديدة مختلفا عما كان عليه في السابق، بما في ذلك تجاه «حزب الله» وايران، ويقول المصدر:«علينا عدم النسيان ان العقوبات على«حزب الله» بدأت في عهد الرئيس اوباما، بعد ان اتخذ الكونغرس الاميركي القرار بفرض العقوبات على الحزب، واستمرت هذه العقوبات حتى بعد الاتفاق النووي مع ايران، مع اصرار الكونغرس عليها، بحيث لم يستطع اوباما حينها وضع الفيتو بعد ان اتى القرار من قبل الاغلبية ساحقة في الكونغرس اي ان قانون ماغنتسكي قد أُقر بموافقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ويؤكد المصدر ان لبنان واوضاع منطقة الشرق الاوسط ستحظى بطبيعة الحال على اهتمام الرئيس الجديد، ولكن الاولوية في الادارة الاميركية ستكون للوضع الداخلي وانعكاس فيروس كورونا على مجمل القطاعات من خلال العمل لايجاد الحل للحد من انتشار الوباء والذي نتج عنه ازمات اقتصادية وبطالة والعديد من المشاكل.

وشدد المصدر الى ان الرئيس الجديد يسعى الى تحسين علاقات بلاده مع القارة الاوروبية، كما مع جيرانه مثل كندا والمكسيك، كذلك مع اسيا، وتوقع المصدر ايضا ان يكون هناك ربما اعادة نظر بالعلاقة مع روسيا خصوصا اذا لم يغيّر فلاديمير بوتين نظرته الى نتائج الانتخابات الاميركية. 

ويرفض المصدر نظرية ربط تشكيل الحكومة بنتائج الانتخابات الاميركية ويشير الى ان اكبر دليل على ذلك انه مرّ اكثر من اسبوعين على ظهور النتيجة ولا تزال الطبقة السياسية اللبنانية على خلافاتها بالنسبة الى تشكيل الحكومة بسبب المصالح الداخلية البحتة والتجاذب والسعي للهيمنة والسيطرة على قرارات الحكومة المقبلة، مع وجود توقعات بأن يشهد لبنان فراغا رئاسيا على اثر انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، لذلك هناك من يريد ان تكون الحكومة شبية بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة في العام2005 حيث تولت امور البلاد بعد خروج الرئيس اميل لحود من الحكم، وفريق اخر يسعى لان تكون الحكومة صورة عن حكومة الرئيس تمام سلام التي شكلت بداية العام 2014 واستمرت بحكم البلاد الذي عانى فراغا رئاسيا بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان.

ويذكّر المصدر بإختلاف التعاطي بين حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي مارس صلاحيات الرئاسية في فترة الفراغ بينما كان الرئيس سلام رئيسا بين المتساويين، خصوصا ان صلاحيات الرئيس تصبح بعهدة مجلس الوزراء مجتمعا، من هنا يؤكد المصدر ان موضوع تشكيل الحكومة مرتبط بشكل اساسي بموافقة «حزب الله» على اعضاء الحكومة جميعا، لانه كان المتضرر الاكبر من ممارسات حكومة الرئيس السنيورة وفي هذا المجال اعترف الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في احدى خطاباته بأن الحزب لا يريد استعادة تجربة 2005، لذلك فهو مصمم حاليا لمعرفة الشخصيات التي ستتشكل منها الحكومة.

اما مصلحة الوزير جبران باسيل فيرى المصدر بأن تكون حكومة الرئيس سعد الحريري شبيهة بحكومة الرئيس سلام حيث كان الاول اي باسيل مسيطرا ومهيمنا على قراراتها، كما انه لا يريد ان يؤلف الحريري الحكومة كما شكلها الرئيس السنيورة الذي هو من سمى الوزراء المسيحيين حينها بحيث لم تنل الاحزاب المسيحية سوى ثلاث وزارات هزيلة وهي الصناعة والسياحة والشؤون الاجتماعية، رغم ان الرئيس عون كان فائزا ب75% من اصوات المسيحيين بالانتخات ولكن لم يتمثل عندها في حكومة السنيورة.

وعن مصير المساعدات الاميركية للبنان مع فوز بايدن يذكّر المصدر بأن أولويات الرئيس الجديد في علاقاته مع الدول الخارجية، ستستند إلى مدى مكافحة هذه الدول للفساد في مؤسساتها من أجل مصلحة شعوبها. وهو اكد على هذا الامر خلال ما كشف عنه في نيسان الماضي في مجلة «فورين أفيرز»، تحت عنوان إنقاذ السياسة الأميركية الخارجية بعد ترامب، من خلال كتابته لمقال كانت بمثابة خارطة طريق لبرنامجه الانتخابي ومما جاء في المقال:«من هونغ كونغ إلى السودان، ومن تشيلي إلى لبنان، يذكرنا المواطنون مرة أخرى بالتوق المشترك إلى الحكم الصادق والبغض العالمي للفساد...».

بحيث ربط تقديم المساعدات الأميركية لهذه الدول وغيرها ممن سيتعامل معها، بمكافحة الفساد، والدفاع ضد الاستبداد وتعزيز حقوق الإنسان. وتعهد ايضا في مقاله بإصدار توجيه رئاسي في السياسة يحدد مكافحة الفساد كمصلحة أمنية وطنية أساسية، ومسؤولية ديمقراطية. وقال:«سأقود الجهود الدولية لتحقيق الشفافية في النظام المالي العالمي، ومصادرة الأصول المسروقة وجعل الأمر أكثر صعوبة على القادة الذين يسرقون من مواطنيهم للاختباء خلف شركات واجهة مجهولة».

وعن ملف ترسيم الحدود يتوقع المصدر استمرار المفاوضات دون تحديد موعد لانتهائها مع تأكيده ان مهمة المفاوضين محددة فقط لهدف ترسيم الحدود، ويشدد المصدر على انه لا يمكن للبنان ان يوقع اي اتفاقية سلام مع اسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية وقيام سلام عربي-اسرائيلي شامل حتى ولو شهدنا مزيداً من التطبيع للعلاقات بين دول عربية واسرائيل ويلفت المصدر الى ان الامارات العربية المتحدة والبحرين لم يكونا يوما بحالة حرب مع اسرائيل.

ويلفت المصدر الى ان تأييد بايدن جاء بشكل اساسي من قبل معظم اليهود الاميركيين الذين يتفقون معه على ضرورة الوصول الى حل الدولتين، بخلاف سياسة نتنياهو وحليفه ترامب الذي يعتبرونه عنصرياً بعد ان نزع عدد من المراكز الاساسية اليهودية في اميركا.

وفي الختام فإن الايام المقبلة ستكون كفيلة لبلورة الاتجاه العام لسياسة الادارة الاميركية الجديدة تجاه المنطقة ككل وباتجاه لبنان وبالتالي «حزب الله» بشكل خاص.