لا شك في ان ملامح البرنامج الفني The voice kids لا تزال غير واضحة بعد، فنحن ما زلنا في المراحل الأولى، ولكن يبقى الإنطباع الأول عن مستوى المتبارين والمتباريات، وعن تفاعل أعضاء لجنة التحكيم معهم، وحيث بدا، للوهلة الأولى، انه من غير الطبيعي أو المنطقي ان تُقدَّم The voice kids من دون لجنة تحكيمه الحالية، المؤلفة من نانسي عجرم وتامر حسني وكاظم الساهر، وحيث لكل من هؤلاء دوره..
ولأن البرنامج يهدف إلى إكتشاف المواهب الغنائية - الادائية عند الأحداث، فمن المؤكد ان حضور من يستطيع استقطاب محبتهم، بالعطف والحنان والحب والكلمة الطيبة، ضروري، بل وضروري جداً لأننا نتعامل مع «أحداث طريي العود» وقابلين للكسر بأسرع مما نتصور؟!..
ولا اعتقد ان هناك من هم أفضل من الثلاثي: عجرم، حسني، والساهر على تحمل هذه المسؤولية بنجاح.
وفي الحلقة الأولى من البرنامج، فإن أكثر ما لفتني، الأزياء التي ارتداها أعضاء لجنة التحكيم.. أزياء شبابية بكل ما للكلمة من معنى، ما منح المتبارين والمتباريات الثقة والطمأنينة بأنهم يقفون امام أصدقاء واحباء وليس أمام لجنة تحكيم، وكذلك التعاطي مع هؤلاء، بالأسلوب الإنساني الهادئ وليس بطريقة إصدار التعليمات وكأنها «أوامر»، لذلك وجدنا حتى من لم ينالوا فرصة النجاح، خرجوا من الاستديو وهم سعداء، مصممون على الإستمرار في الغناء والعودة إلى البرنامج في العام المقبل.
النجمة نانسي عجرم، بزيها الشبابي اللافت، وبتحركها العفوي، ولغتها الانيقة الراقية في مخاطبة المتبارين، وحواراتها الظريفة مع زملائها في لجنة التحكيم، إضافة إلى تعليقاتها الواقعية على أصوات المتبارين، ونصائحها الأخوية لهم، منحت أجواء البرنامج بكل تفاصيله الطمأنينة والإستقرار، وأن كان يتبقى ان الملاحظ بالمواهب الغنائية في هذه الدورة، جاءت أضعف بعض الشيء من إمكانيات مواهب المتبارين في الدورة السابقة والتي استمعنا فيها لاغنيات «طربية» لكبار مطربي ومطربات لبنان والوطن العربي، وربما سيفعل التدريب فعله، وتتحسن الأصوات في القادم من الحلقات، فنحن - كما ذكرنا - ما زلنا في مرحلة البدايات...
صحيح ان تامر حسني محبوب من الجيل الشاب...
وصحيح أيضاً ان الساعين للعلم الغنائي ينحازون إلى كاظم الساهر...
ولكن الصحيح أيضاً هو ان نانسي عجرم تبقى فاكهة البرنامج وجوهرته الفنية كما وصفها متسابق طفل، واليها ينحاز كل محب ومحبة للغناء الشبابي الطربي اللبناني والعربي...
abed.salam1941@gmail.com