بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 نيسان 2020 12:01ص «أبويا وأمي» لـ «إيهاب توفيق» يساوي بين الوالدين بإحترام

أغنية تردُّ الإعتبار للأب وتُحيي إقتراح «عيد الأبوين»..

ملصق الأغنية... إيهاب توفيق ملصق الأغنية... إيهاب توفيق
حجم الخط
كل التحية للفنان «إيهاب توفيق» وفريق عمل أغنية «أبويا وأمي» الجديدة (الشاعر رضا المصري، الملحن والموزع فارس فهمي) لأنهم ببساطة تجاوزوا الإحتفاليات الفانتازيا التي تقام للأم في عيدها وينسون تماماً الأب النصف الثاني المغيّب عن الأغاني والإحتفالات البانورامية، وحتى ذكر محاسنه ودوره، فقط لأنه لا يتكلم، لا يعترض ولا يعاتب، إنه يعمل وحسب بعيداً عن الأضواء، حتى بات كأنه يعيش في عتمة.

من زمان ونحن نطالب بعيد واحد للوالدين، للأم والأب، ولو أردنا أن نكون أكثر إنصافاً فليكن عيداً للعائلة كلها بحيث نضمن أن الألفة ما تزال موجودة حفاظاً على الرباط الذي يشدّ أهل البيت الواحد إلى بعضهم البعض بعدما فرّقت بينهم ظروف وتداعيات كثيرة جداً، أسهم في بعضها الإعلام وغالباً ما دخلت الأغاني على الخط منذ «ست الحبايب» التحفة الغنائية الخالدة للأم إلى كل المهرجانات الإحتفالية بالأم في 21 آذار/ مارس من كل عام، بينما لو خصصت جائزة لمن يعرف أن عيد الأب في 21 حزيران/ يونيو فلن يفوز بها أحد، لأن أحداً لا يهتم بالأمر، فيما الآباء يضحكون ربع ضحكة عندما يفتح أحد أمامهم هذا الموضوع.


فايزة أحمد وأغنيتها الخالدة «ست الحبايب»

هدايا، سهرات عامرة، حلويات، ملابس، مصاغ من ذهب وألماس وعقيق، وكلمات لا حصر لعاطفتها.. كله للأم، ويجري كل ذلك أمام ناظري الأب الذي بالكاد يُحسب حسابه بقطعة كاتو ليلة الإحتفال بزوجته من قبل أولادهما، فيما هو في الغالب يراقب يتأمّل ويحزن، من دون أن يفتح سيرة، في وقت يفكّر أن كل ما يجري أمامه من صرف هو من تعبه، من المال الذي حصّله من عمله لكي تتنعّم العائلة وتعيش في راحة وإطمئنان، مع إستقرار في كل شيء.

الراحل وديع الصافي غنّى «صرت متلك بيّ يا بيي» رحمه الله مع شاعر الأغنية الرقيق مارون كرم، وغير ذلك ما ذكره الموسيقار محمد عبد الوهاب في أغنية «خيي خيي» ليقول في مقطع «يا غالي عليّ زي أمي وأبويا»، وغير ذلك تكفي الآباء كلمة «بابا». وعدا ذلك بعض الإستثناءات التي تفرض نفسها من أوفياء بالسليقة، سواء كانوا من الشباب أو كن من الصبايا الذين يقدّرون تعب وجهد وعاطفة وقلق الوالد على بيته وعائلته كحارس أمين يبذل الغالي والرخيص بصمت من أجل من هو مسؤول عنهم، وإذا كنا نخرج عن صمتنا اليوم فلكي نفي هذا الإنسان بعض حقه على عائلته ومجتمعه.


الموسيقار عبد الوهاب: «خيي خيي»

نعم لقد لمسنا في أغنية إيهاب توفيق مشاعر وفاء ونقاء، فيكفي أن يفكّر بوالديه معاً، لا أن يغدق بالكلام المعسول عن تضحيات أمه متجاهلاً والده، لا لقد فعلها إيهاب وكسر قاعدة ظالمة بحق الآباء تُغيبهم عن الإهتمام في كل الأعمال الفنية، وفي وسائل الإعلام، وفي الممارسة اليومية في كل بيت.

«أبويا وأمي.. يا زمان حلمك عليّ». ويخاطب والده: ألاقي مين من بعدك إنتا يسأل عليّا، أروح لمين أشكيله همّي يشيل شوية، هم السنين ده فوق كتافي بين يوم وليلة، أبويا وأمي.. يا زمان حلمك عليّا.

ويضيف: حضنك كان بيسع ملايين وواخدني لوحدي، ده أنا على حسّك إنتا عشت سنين دلوقتي لوحدي، إنت الضحكة اللي راحت مني وسايبة مكانها مراح، قسمة وغصب ومش بإيديا همشيها لوحدي.. روحي رايحة وغايبة عني، دنيا شايلة وعينها مني، بعد أبويا ببقى ماشي، شكلي ما يشبهش سني.

لا نضيف أكثر، بل نعيد التأكيد على عبارة «وبالوالدين إحساناً» يعني كلاهما.