بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 آذار 2019 12:00ص «بعقلين» افتتحت مسرحها الوطني بكلفة 5 مليارات ليرة

التأكيد على أنه كما المكتبة لكل لبنان.. وليستقبل العروض قريباً...

حجم الخط
بعدما صارت القرى مدناً حضارية، رحبة المساحة، تتوفر فيها كل مقومات الحياة كما العاصمة، لم  يعد هناك من مبرر لعدم إستكمال صورتها بمعالم الترفيه كما يحصل مع تمدّد الصالات السينمائية إلى عدد من المحافظات اللبنانية، والثقافة كما واكبنا منذ أيام وبسعادة بالغة إفتتاح مسرح في بعقلين، نموذجي في مساحته، وعدد مقاعده (400 مقعد)، مع تجهيزات كاملة تولّت الصرف عليها وزارياً الثقافة والأشغال العامة، بعدما قدّم السيّد وليد جنبلاط البناء المبني على مساحة كافية، وصرفت وزارتا الدولة ما قيمته خمسة مليارات ليرة لإنجاز هذا الصرح الثقافي الفني الرفيع إلى جوار «مكتبة بعقلين الوطنية» كما طالب مديرها النشيط والوفي بدأب وحب غازي صعب إطلاق هذه التسمية عليها لتكون في معناها مكتبة لكل لبنان، فيما تسميتها الحالية يراها البعض تخص أهل المدينة أو الجبل فقط: المكتبة الوطنية في بعقلين.
تزامن هذا الحدث، مع إحياء مناطق الجبل للذكرى 42 لإغتيال الزعيم الوطني كمال جنبلاط، وقد حضر حفل الإفتتاح النائب تيمور جنبلاط ومن حوله وجهاء المنطقة ورجالات الحزب التقدمي الإشتراكي، من دون أن تغلب الصورة السياسية على الحفل الذي حضره وزير الثقافة الشاب الدكتور محمّد داوود، والذي نحضره متحدثاً لأول مرّة منذ تولّيه الوزارة، حيث بدا هادئاً، طيب الحديث، واضحاً، مع لغة فصيحة متميّزة، مبدياً إهتمامه بالحضور شخصياً مشيراً إلى أنه يُؤكّد ذلك بوصوله مع زوجته ليعطي صورة عائلية لمشاعره تجاه هذا الحدث الثقافي المتميّز.
وطغى على الكلمات التي ألقيت إستشعار قيمة وحجم الخدمات التي أدّاها ويتابعها مدير المكتبة غازي صعب، والذي واكب كافة التحضيرات والمطالبات والأشغال المتعلقة بالمسرح عى مدى خمس سنوات، معتبراً أن هذا الإنجاز هو تكملة للحضور النوعي الذي تمثله المكتبة الضخمة التي تضم في رفوفها وقاعاتها 150 ألف كتاب، أضافت عليها 6 آلاف كتاب العام المنصرم 2018 وهي إعتمدت بجرأة محسوبة نظام الإعارة المجانية لكل راغب في القراءة على إمتداد مناطق لبنان، تأكيداً لإسم المكتبة... الوطنية، لذا فقد بلغ عدد الكتب المعارة حتى الآن (17 ألف كتاب).
وكانت مناسبة حقيقية لأن تكون الثقافة عنواناً رئيسياً في كل الكلمات التي ألقيت من ممثّل وزير الأشغال، إلى وزير الثقافة، إلى السيّد صعب، إلى النائب تيمور جنبلاط (بادلته الصالة إحتراماً ووداً كبيرين)، وصولاً إلى تقديم رئيس بلدية بعقلين درع تكريم إلى صعب عربون إعتراف بجهده وفضله في خدمة المكتبة وصولاً الى المسرح، مما فتح الباب على إستعراض لبرمجة هذه الخشبة في الفترة المقبلة، وتم تقديم مشهد تمثيلي من مسرحية قيد الإعداد لعرضها لاحقاً جماهيرياً.
وحتى لا تكون الاحتفالية مقتصرة على برمجة آحادية، فقد تعاقب على الخشبة فنانون من العازفين المميّزين قدموا مقاطع شرفية تقديراً منهم لإطلاق هذا المشروع الكبير والحيوي، والذي سيشكّل منبراً فنياً وثقافياً تتعاقب عليه مواهب كثيرة من المنطقة وكل لبنان، وقدّم المايسترو باركيف تسلاكيان أول ظهور لكورال الفيحاء - فرع بعقلين، وإصطف أمامنا على الخشبة ما يزيد قليلاً على 60 شابة وشاباً قدموا وبعد ثلاثة أشهر فقط من التمارين الأسبوعية ثلاثة نماذج من الأغنيات التي لاقت صدى طيباً بين الحضور: حلوي ويا نيّالها - لـ زكي ناصيف، وله أيضاً: طلوا إحبابنا، و«موطني» النشيد الأحب من الأخوين فليفل.
الحضور كان كبيراً. الزحام كان كثيفاً، لكن كرم الوفادة أعطى نكهة أليفة عند جموع الضيوف الوافدين من المنطقة وباقي لبنان، كما شكّل الحضور الإعلامي ثقلاً في الإفتتاح، وبدا كم أن الثقافة قادرة على جمع النّاس، براحة وحب ورغبة في تعزيز صورة هذا الوطن، المعروف بصفة المعرفة والصور الحضارية الابداعية في كل المجالات، فلماذا لا نعيد الألق إلى موروثنا هذا بكل ما نملك من طاقات.