25 آذار 2024 12:00ص حريق استوديو الأهرام: عراقة السينما وموطنها..

حجم الخط
مؤسف خبر الحريق الذي إندلع في واحد من أعرق الأستوديوهات المصرية في القاهرة على مدى 5 ساعات وطال حارة كاملة من ديكور حلقات: المعلم، أحد الأعمال الرمضانية للفنان مصطفى شعبان.
بوشرت التحقيقات لمعرفة أسباب الحريق الذي إمتد سريعاً إلى صفوف طويلة من الأشجار العتيقة، بينما سلمت المعامل من النار، خصوصاً وأن عمر الأستوديو الذي صمم أبنيته وأشرف على بنائه مهندسان يونانيان قبل 80 عاماً بالتمام والكمال، وهو شهد تصوير مجموعة كبيرة من الأفلام الخالدة لكبار النجوم أمام وخلف الكاميرا.
الأستوديو ضخم جداً تبلغ مساحته 27 ألف متر مربع، ويحتوي 3 بلاتوهات رحبة المساحة يتسع كل منها لعدد من الديكورات العملاقة، مع معامل مونتاج وتحميض وصالات عرض، وهذا نعرفه من مواكبة ميدانية بداخله منذ أوائل الثمانينات وحتى أمس القريب حيث أمضينا أوقاتاً لا تنسى ما بين الحارات الخاصة بالأفلام والمسلسلات، وبين الديكورات الداخلية وبينها أعمال لـ أحمد زكي، محمود عبد العزيز، نور الشريف، مديحة كامل، فريد شوقي، يسرا، عادل إمام، نادية الجندي، وصولاً إلى النجم العالمي عمر الشريف، وغيرهم.
والواقع أننا لا ننسى تصوير: «درب الهوى» لـ حسام الدين مصطفى، و«المواطن مصري» لـصلاح أبو سيف، «قاهر الزمن» لـ كمال الشيخ، و«خمسة باب» لـ نادر جلال الذي جمع عادل إمام ونادية الجندي، والأخيرة صوّرت العديد من أفلامها في هذا الأستوديو الذي يحافظ في الكثير من التفاصيل على عراقته مع المساحات الرحبة وغرف الكواليس الخاصة بالماكياج والشعر أو الغرف الخاصة بالممثلين، بينما تتوسط كافيتيريا شعبية البلاتوهات تحوّلت إلى مكان أنيس لإستراحة الفنانين والفنيين.
ولأن معرفتنا به عن كثب ولسنوات طويلة نورد أن هناك محطات نموذجية في هندسته بدءاً من المدخل الرئيسي حيث يمنع مكتب الإستقبال وهو يتسع لعدد غير قليل من الضيوف أي شخص من الدخول من دون صفة عمل فنية أو إستدعاء من الداخل، حيث تزدحم شوارع الأستوديو الكثيرة بالسيارات لجموع الممثلين من دون تفرقة.
منذ العام 1944 وهذا الصرح يستقطب تصوير أضخم الإنتاجات للشاشتين وما تزال فيه المعدات القديمة وعدد كبير من الأكسسوارات التي ما تزال صالحة للإستعمال، وبالتالي فهو بالبلدي: إبن بلد، ويجب المحافظة عليه كإرث غالي الثمن وذو قيمة معنوية رفيعة.