بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 حزيران 2018 12:05ص «صندوق الدنيا» في بعقلين.. كان أشبه بـ «صندوق الفرجة»

أبرز مشاهده «ملحم زين».. «سلطان حمدان» و«بديع أبو شقرا»..

حجم الخط
كأنما إفتتحت البلدة التارخية العصرية بعقلين، موسم المهرجانات الصيفية في لبنان، من خلال مهرجان «صندوق الدنيا» الذي نظمته مؤسسة «إيناس أبو عياش» الخيرية، ورعاه النائب «تيمور جنبلاط»، بدءاً من الرابعة من بعد ظهر يوم السبت في 16 حزيران/يونيو الجاري، ثاني أيام عيد الفطر السعيد في مرج البلدة، وسط زحام من الحضور المتنوع من الجوار وعدد من المناطق اللبنانية مع تأمين نقل الإعلاميين المشاركين في التغطية من بيروت وإليها، وتخصيص قمرة خاصة تتسع لحوالى 50 شخصاً من الضيوف المدعوين، مشرفة على ساحة المهرجان وعلى مستوى خشبة المسرح الذي تناوبت عليه فرق راقصة (لونا شو، وريتا متري- زومبا، ودانيل) وحضور عناصر فريقي النجمة والصفاء لكرة القدم، ومع المقدّمين «ميشال قزي»، و»طوني بارود»، وإرتفعت حمّى الحضور المسرحي بدءاً من الثامنة مساء بعد سحب «تومبولا» على سيارة «كيا» 2019.
أول الغيث «كاس ومتراس» غناء الممثل «بديع أبو شقرا» مع فريقه من الموسيقيين المتحمسين بقدرة على الخشبة، وأكثر من ذلك أنه وبينما المعركة السياسية حامية بين تغريدة النائب السابق وليد جنبلاط، ونواب التيار الوطني الحر، غنى «بديع» : «عونك جايي من الله»، كما أن البرمجة التي واكبناها وكتبنا عنها في «مترو المدينة» لم تتعدل في بعقلين، وهذا أفق رحب في التعاطي المحلي مع حرية الإبداع والتعبير، لذا وفي ساحة المرج ببعقلين غنّى الجميع أناشيد القوات اللبنانية، وحزب الكتائب بدون أي ردة فعل سلبية من أحد وهو ما باركه «بديع» بالقول «هيك نحنا هون للكل ومع الكل، البلد واحد موحد، والقلم والريشة أهم من السلاح، وأهم أسلحتنا الآلات الموسيقية والحناجر اللي بتغني للحب».
نعم مثل هذا المناخ من الإنفتاح والتعاطي الخلاّق والمفاتحة ترك سحابة طمأنينة خيمت على آلاف الحضور الذين قالوا كلاماً أجمل حين شعرنا برذاذ خفيف وقصير الأمد تساقط علينا بما يشبه الملاطفة والتحبب والمباركة لهذه الأجواء المتدفقة بالود والتلاقي. وإنسحب كل هذا على المحطة الغنائية المنتظرة لـ «ريّس الأغنية اللبنانية» المطرب الرائع «ملحم زين»، الذي غنّى ما يزيد قليلاً على الساعة محرّكاً جميع الحضور في تفاعل مثالي، الكبار كما الشباب والصغار، الرجال كما النساء على السواء، صادحاً بتنويعة غنائية رائعة له، ولغيره من الفنانين المميزين، وبدت ثقته الكبيرة بطاقته وحضوره عندما إستدعى إلى الخشبة الموهبة الشابة للصوت الساحر والواعد «سلطان حمدان» الذي أدّى عدداً من الأغنيات (غيبي يا شمس غيبي) حظيت بكلام بالغ الإشادة من «ملحم» مع تصفيق وتصفير وعبارات إشادة من عموم الجمهور، وهو ما أوجد رابطاً إضافياً للتواصل مع الخشبة المفتوحة على خيارات بايعها الحضور وإنسجموا، وراح الـ «ريس» يتواصل ويجوّد.
(شو جابك ع حينا يا زغيري، نزلنا على البحر،  ضللي إضحكي، تعلا وتتعمر يا دار، قلبي ع زوقك مشّيه، علوّاه نرجع متل ما كنا، بدّك هنّيك بهيدا، عالعين موليتين، لا تبوح، بشكيك لـ الله، كل مرة بتحطّي الحق عليي، العدل يا حبيبي، يا حفار حفور قبري). هذا أبرز ما غنّاه «ملحم»، متعاوناً مع تخت شرقي من العازفين أشعل المكان بحركة واحدة ملتهبة تساوت فيها الخشبة مع الحضور، ليبدو صوت «ملحم» هو المايسترو ناظم الإيقاع بين الطرفين.
«صندوق الدنيا» كان بحق «صندوق الفرجة» هو نفسه الذي كان يُسعد الأولاد في ماضي الزمان وقبل إبتكار وسائل حديثة للترفيه في المناسبات، ونحن الكبار سعدنا وتمتعنا بالدورة الثانية من المهرجان.