بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيار 2018 12:03ص مصر تكرِّم سيّد خشبتها وشاشتيها «عزت العلايلي»

«المسرح رفعني إلى السماوات ففرحت وحزنت في آن»

حجم الخط
إسم عريق، وهامة فنية عرف صاحبها كيف يحفظها من شوائب المهنة على مدى تجاوز الـ 60 عاماً، لذا يعتبر أن ما يقال له هذه الأيام مرتبط بسلوكه الإيجابي المتزن على الدوام، رغم كل المغريات المعروفة أمام وبعيداً عن الكاميرا، إستناداً إلى تاريخ عريق من العطاءات النوعية والمتعاقبة على منابر التواصل الفني المعروفة: المسرح، السينما والتلفزيون.
«عزت العلايلي»
أتعبته التكريمات المتعاقبة من مهرجان «شرم الشيخ»، إلى ما أُنجز له من تكريم في الجزائر وهو الذي صور بإدارة مخرجها «أحمد راشدي» شريط «الطاحونة»، بعدما كان مهرجان دبي السينمائي كرمه في إطار إنجازات الحياة، وصولاً إلى التكريم النموذجي الذي حظي به على خشبة المسرح القومي يوم الجمعة الماضية عندما منحته وزيرة الثقافة «إيناس عبد الدايم»درع الرواد» وشهادة تقدير عن مجمل أعماله وتاريخه الفني، في إحتفال حاشد إحتضنه المسرح القومي، وشاركت فيه فاعليات كثيرة من الوسطين الفني والعام، وهو خاطب الحضور بالقول:
«كان لي الشرف أن أقف إلى جوار عمالقة الزمان على هذه الخشبة العظيمة، خشبة المسرح القومي، كم رفعتني إلى السماوات وكم أسالت دموعي حزناً وفرحاً. كم تزاملنا هنا وكم حققنا من آمال وكم قوبلنا بكل الترحاب من جمهورنا، ولا تزال هذه الأصوات ترن في أذني إلى الآن». 
هذه المفاتحة حظيت بعاصفة من التصفيق الحاد، وهو قابلها بالشكر والعرفان، مشيراً إلى أن الثقة المتبادلة مع الوسط الفني والناس هي الرأسمال الذي يتعزز ويتضاعف ولا ينقص، في وقت له أن يكون مع النوستالجيا الخاصة به إزاء خشبة لعب فوقها أهم وأروع الأدوار التي عمّقت حضوره الفني وطوّبته فناناً راقياً محترماً وقادراً على تنويع شخصياته مثلما إعتاد تبديل ملابسه، فلا هو ولا نحن ننسى ما قدّمه (بيغماليون، شيء في صدري، كفاح شعب، أهلاً يا بكوات، الإنسان الطيب، أغنية على الممر، العمر لحظة، ثم تشرق الشمس، خيال الظل، و تمر حنة- التي مثّلها مع المطربة وردة) وإذا كان من محطة لافتة في السياق فهي تلك التي ناضل فيها «العلايلي» من أجل مواجهة إسرائيل، عندما أطلق برنامجاً على شكل حملة وطنية بعنوان «إعرف عدوك» التي شكلت عامل إستنهاض للأمة كلها كي تقف في وجه الغطرسة الإسرائيلية، من خلال المعرفة الكافية في شؤون وشجون هذا العدو كي يسهل الإنتصار عليه أو على الأقل منعه من تحقيق أهدافه.
وعندما نتحدث عن المسرح فلأن الخشبة القومية هي التي كرمته بينما كان له شأن سينمائي، جيد وحظيت بيروت منه بشريط للراحل « مارون بغدادي» شكّل علامة الإنذار الحقيقي الأول بأن أمراً جللاً على وشك الحصول في لبنان، فكانت الحرب الأشرس على لبنان عام 1975 والتداعيات المستمرة حتى الآن وإن بصور مختلفة. الفيلم حمل عنوان «بيروت يا بيروت». ولم يتردد «عزت» في التوجه إلى العراق مع المخرج الكبير الراحل صلاح أبوسيف حيث صوّرا فيلم «القادسية» فكان عملاً ضخماً يحسب مع الأفلام الكبيرة على الخريطة العربية، وكانت له لقاءات عديدة مع «أبو سيف» خصوصاً في «السقا مات» ، و «المواطن مصري» الذي تقاسم بطولته مع النجم العالمي «عمر الشريف» وأدّى أمامه شخصية مدهشة في تركيبتها والمونولوغ الذي يصاحبها في الحوار، وأداها بأسلوب فاق ما أبدعه في «الأرض» (لـ يوسف شاهين)، وله أيضاً مع «شاهين» الشريط الأشهر «إسكندرية ليه»، بينما قدّم دوراً رائعاً مع «شريهان» في «الطوق والإسورة» للمخرج «خيري بشارة».