بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 كانون الثاني 2024 12:15ص سفراء الخماسية في خيمة بخاري: طائف رئاسي لإنهاء الشغور في بعبدا

إقرار الموازنة اليوم بعد «مداخلات تسجيل حضور».. وتهديدات إسرائيلية بابعاد مقاتلي الحزب

السفير بخاري (في الوسط) في اجتماع سفراء اللجنة الخماسية، وبدا من اليمين السفراء: جونسون، ماغرو، بن فيصل آل ثاني، وموسى السفير بخاري (في الوسط) في اجتماع سفراء اللجنة الخماسية، وبدا من اليمين السفراء: جونسون، ماغرو، بن فيصل آل ثاني، وموسى
حجم الخط
بين مشهد الجبهة في الجنوب، الموزع على هجمات حزب الله بمسيَّراته الانقضاضية وصواريخه على منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلي ومنصات القبة الحديدية قرب مستوطنة كفربلوم، وغارات الاحتلال ومدفعيته التي لم توفر القرى والمدن الجنوبية من البازورية الى بركة جبوري في جزين ومشهد «الرمي الكلامي» على الموازنة، من قبل النواب، قبل الانصياع  لواجب اقرار الموازنة للعام 2024، على حسناتها (صفر عجز) وعلاقتها لجهة التهرب الضريبي وسوء الجباية وتعطل انتاجية الادارة العامة، بدا الجو السياسي موضع اسئلة، ورهانات، سواء على مآل التصعيد الجنوبي او الانكشاف السياسي، وجهود الخماسية تكوين تقاطعات مشتركة، تساهم في الذهاب الى انهاء الشغور الرئاسي، واعادة الانتظام للوضع العام في البلاد، سواء من الناحية السياسية والدستورية والمالية او على صعيد الاستقرار الجنوبي الذي بات جزءاً من الاستقرار العام في المنطقة، بعد كبح العدوانية الاسرائيلية المستعرة في غزة.

لقاء الخماسية

على الخط هذا، يمكن متابعة تحركات اللجنة الخماسية، فبعد سلسلة من التحركات المتصلة، من زيارة الرئيس بري في عين التينة، وقبل ذلك «لقاء الخماسية» في اليرزة مع السفير الايراني مجتبى اماني، ولقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس نجيب ميقاتي، جمع امس سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري، سفراء اللجنة العربية - الدولية الخماسية في دارته في اليرزة، وهم: الاميركية ليزا جونسون، والفرنسي هنرفي ماغو، والقطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والمصري علاء موسى.
ووصفت مصادر ديبلوماسية اجتماع سفراء دول اللقاءالخماسي بأنه محاولة جادة لوضع خارطة طريق، لتنفيذ التزامات اللجنة بمساعدة لبنان للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، بالرغم من التطورات المستجدة في المنطقة بعد السابع من شهر تشرين الاول الماضي والحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وانشغال دول اللجنة بتداعيات هذه الحرب وتاثيرها على المنطقة العربية والعالم.
وقالت المصادر ان هناك تفاهما بين دول اللجنةالخماسية على ضرورة اخراج عملية انتخاب الرئيس من خضم الحرب على غزة، وازالة كل محاولات الربط بينهما،لابقاء لبنان يتخبط في ازماته المتعددة، واشارت إلى من أولويات التحرك التي تم الاتفاق عليها، تكثيف الاتصالات مع جميع الاطراف السياسيين والنواب،ووضعهم في اجواء الاجتماع،وابلاغهم برغبة دول اللجنة الخماسية، لمساعدتهم على تجاوز خلافاتهم، وتقريب وجهات النظر فيما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية، يحظى بالتوافق المطلوب،ولا يشكل استفزازا لاي طرف،باقرب وقت ممكن،من دون الخوض في الاسماء المرشحة او من خارجها ، باعتبار ان مهمة انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتق اللبنانيين انفسهم،ومهمة اللجنة الخماسية المساعدة وتذليل العقبات.
وربطت المصادر سرعة تحرك سفراء دول اللجنةالخماسية، في هذا الظرف بالذات، تداركا لمخاطر قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد حزب الله،لتغيير الواقع العسكري والامني جنوبا، بعد سلسلة من التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضد لبنان ،وترددت معلومات بأن احد سفراء اللجنة العرب ،تولى نقل تهديد من الجانب الاسرائيلي لكبار المسؤولين اللبنانيين مؤخرا، مفاده بضرورة وقف الاشتباكات الدائرة على الحدود الجنوبية اللبنانية من قبل حزب الله،قبل نهاية الشهر الجاري،والا ستنفذ إسرائيل تهديداتها، بشن عملية عسكرية واسعة النطاق،لاعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل السابع من شهر تشرين الاول الماضي. 
وحسب المعلومات، فإن التوجه لدى اللجنة الخماسية يتعلق بتوحيد الموقف الداعم، لا السعي لان تكون بديلا للموقف اللبناني، الذي يتعين ان يتوحد او يتلاقى مع الفرصة المتاحة في الخارج لتسهيل مهمة المجلس في انتخاب رئيس في وقت لا يتأخر، من اجل ملاقاة ما يجري من مفاوضات لم تنضج بعد في المنطقة، بعد توقف صلب غزة.
وسيرفع سفراء اللجنة الخماسية تقريراً عن تصورها للحل، الى الاجتماع المرجح عقده اواسط شباط في الرياض لممثلي الدول الخمس في اللجنة، قبل عودة الوسيط الفرنسي جان- إيف لودريان الي بيروت، لاعلان التوجه في مؤتمر صحافي، واضعاً الاجراءات العملية في ملعب رئاسة مجلس النواب.
وقال دبلوماسي مطلع ان ما يجري هو اشبه «بطائف خماسي» لانهاء الشغور في قصر بعبدا، ووضع لبنان على سكة الاستقرار الدائمة، والعودة الى الانتظام الطبيعي.
وحسب المعلومات، فإن اصرار اللجنة الخماسية على احداث خرق في الجمود الرئاسي، يأتي على خلفية التفاهم مع الرئيس بري، للعمل رئاسياً بصرف النظر عما يجري على جبهتي غزة والجنوب.
وحسب السفير موسى، فالهدف من الاجتماع استمرار التشاور ووحدة الموقف داخل اللجنة الخماسية والنظر في تقييم ما حصل، والخطوات المستقبلية للتعامل مع الملف الرئاسي في لبنان.
يشار الى ان المعاون السياسي للرئيس بري اعلن عن الاستعداد: «للحديث عن تفاهم شامل لتسهيل عملية الانتخابات».
و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الترقب سيد الموقف للخطوة التي تلي اجتماع سفراء اللجنة الخماسية والظروف  المتاحة للتحرك،  وأشارت إلى ان الحركة الجديدة متواصلة لكن الوقائع تشير إلى هناك انتظارا بجلاء مشهد غزة وإمكانية قيام هدنة تستتبعها تهدئة في الجنوب،  ما يسمح بالغوص بالملف اللبناني.  
وأفادت المصادر أن لا شيء محسوما في التحرك الجديد وانما الرغبة  في الداخل قائمة في انجاز هذه الانتخابات، والإشكالية تكمن في الآلية التي يصار إلى الاتفاق عليها لاسيما أن موضوع تبديل قناعات القوى بشأن مرشحيهم  لم ينضج بعد.

الجلسة الى ما بعد ظهر اليوم

على صعيد مناقشة مواد الموازنة، لم تنتهِ المناقشات خلال اليومين الماضيين فقرر الرئيس بري رفع الجلسة المسائية الى جلسة جديدة تعقد عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم.
وحسب وزير العمل مصطفى بيرم فإن التصويت على الموازنة سيتم اليوم، بعد كلمة يرد فيها الرئيس ميقاتي على مداخلات النواب، وانتقاداتهم.
وفي اليوم الثاني من مناقشة مشروع الموازنة العامة، ضمنها للجولة الاولي، والتي اتسمت بالصخب السياسي وعرض العضلات وتبادل الكلام الناري، بقيت المناقشات أمس تحت سقف التهدئة، لا بل ان الرتابة طبعت الاجواء تحت قبة البرلمان، حتى أن بعض المفردات قد تكررت في العديد من المداخلات النيابية، خصوصا لجهة التصويب على الموازنة على اعتبار انها لا تلبي حاجات اللبنانيين، وتفتقد الى الرؤيا الاقتصادية والمالية، والبرنامج الاصلاحي ، حتى ان المعارضين في الأساس لمناقشة الموازنة قبل انتخاب الرئيس، رأوا أن ما كتب قد كتب ، وان معارضتهم لن تخرج عن اطار التسجيل بالمحضر وهي لن تقدم أو تؤخر. كما ان الوضع في غزة والتهديدات الاسرائيلية للبنان وما يجري من اعتداءات يومية على الجنوب ، لم تغب عن بعض المداخلات النيابية، والتي اظهرت فروقات واضحة في المقاربة ، بين هذا الفريق السياسي أو ذاك. 
وقد لوحظ ان حزب الكتائب الذي قاطع الجلسة في يومها الاول تمثل امس بالنائب سليم الصايغ الذي القى مداخلة ، فيما غابت غالبية الذين حضروا أمس الاول من كتلتي «لبنان القوي» و«الجمهورية القوية»، وقد تحدث في الجولة الصباحية 14 نائبا، وفي المسائية تحدث 10 نواب، واتسمت الكلمات بنوع من التسجيل الحضوري وليس إلا، وفقا لمصادر نيابية.
ومن المقرر ان تبدأ مناقشة بنود مشروع الموازنة عند الثالثة من بعد ظهر اليوم بنداً بنداً ومن ثم يتم التصويت عليها، بعد ان يكون رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قد القى كلمة الحكومة ردا على مداخلات النواب حيث بلغ عدد التكلمين 41 نائبا غي غضون 14 ساعة في غضون 4 جولات على مدى يومين.

بو حبيب: لبنان ليس بوارد التصعيد

دبلوماسياً، اكد وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب للامين العام للامم المتحدة انطونيو غريتش ان لبنان متمسك بتطبيق القرار 1701، شاكراً له موقفه في مجلس الامن حول الوضع في الشرق الاوسط.
واجتمع بوحبيب مع وكيل الامين العام لعمليات السلام، والذي زار بيروت مؤخراً، بيير لاكروا والذي شارك في الاجتماع مع غوتريش، كما ابلغ وزير الخارجية وكيل الامين العام للشؤون السياسية روز ماري دي كارلو، وابلغها ان لبنان ليس بوارد التصعيد في الجنوب.

جعجع يهاجم حزب الله

سياسياً، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان ما يقوم به «حزب الله» في الجنوب لا يخدم قطاع غزة بشيء، ويشكل خطرا كبيرا على لبنان، ووصف الحزب بأنه اكبر مشكلة يواجهها لبنان في المرحلة الحالية، والحزب انخرط بالحرب، لكنه لم يذهب بعيدا لان ميزان القوى ليس لصالحه، مشيرا الى اننا «لا نتمنى ان تندلع الحرب لأي اعتبار».

الوضع الميداني
توسع الاستهدافات المعادية

ميدانياً، لا تزال مدفعية العدو، وطائراته، تستهدف المشيعين في القرى الجنوبية، فقد جري استهداف منزل مواطن لدى تشييع والدة احد الشهداء، وكذلك اطلاق صواريخ من مسيرة معادية..
كما اغار الطيران المعادي على منطقة الظهور في كفركلا، واستهدف سنتراً تجارياً، مما ادى الى تدمير عدد من محلاته ومنشآته التجارية.
وردت المقاومة، باستهداف القبة الحديدية قرب مستوطنة كفربلوم ومنصات الدفاع الجوي بمسيرتين انقضاضيتين..