11 كانون الثاني 2024 12:02ص هوكشتاين في بيروت: خطوة على طريق الإستقرار وربط نزاع حول المزارع

باسيل لن يكون بعلاقة تبعية مع حزب الله ويرحب برؤية بن سلمان.. والثنائي متمسك بفرنجية

منزل الشهيد القادري الذي دمَّره الطيران الاسرائيلي فجراً منزل الشهيد القادري الذي دمَّره الطيران الاسرائيلي فجراً
حجم الخط
يصل اليوم الى بيروت الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، في ظروف عسكرية وحزبية وسياسية ودبلوماسية صعبة التشابك، وفي محاولة لفك الارتباط بين تسوية الوضع في لبنان بصرف النظر عن مسار: اليوم التالي بعد توقف الحرب على غزة الذي لم يكن من مناص امامه سوى اعلان ان الحرب يجب ان تستمر، لأن وقفها الآن يعني انتصاراً لحماس.
وبمعزل عن الاشتراطات التي سبقت وصوله الى بيروت، لجهة طبيعة الحل الذي يحمله او يسعى اليه، فإن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنقاط البرية الـ13 العالقة عند الحدود الجنوبية، يتعين ان تكون في صلب مهمة هوكشتاين، إن لم يكن على مستوى العمل، فأقله على مستوى النظر.
وحسب مصادر واسعة المتابعة في «الثنائي الشيعي» فإن البحث في اية صيغ لمعالجة الوضع الحدودي، غير قابلة للترجمة، خارج ما يمكن وصفه تلمُّس خارطة طريق اميركية لإنهاء الحرب في غزة.
وفهم ان هوكشتاين يحاول استطلاع المدى الذي يسعى لمعرفته، الامر الذي حوّل زيارته الى «زيارة استطلاع» ومعرفة الموقف من النقاط التي وصلت الى لبنان عبر شخصيات قريبة من اطراف السلطة.
وزار نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب عين التينة، ووضع الرئيس نبيه بري في اجواء محادثاته مع هوكشتاين في روما، معرباً عن اعتقاده ان تساهم الزيارة اليوم «بخطوة لتحقيق الاستقرار».
ولفتت أوساط مراقبة لـ«اللواء» إلى أن اجتماعات الموفد الأميركي تخرق رتابة المشهد المحلي نظرا لما يمكن أن تحمله معها على صعيد ملف جبهة الجنوب في الوقت الذي لا يعول عليها البعض ما لم تأت زيارته بمسعى يتصل بكيفية إرساء الاستقرار، وأشارت إلى أن النقاط التي يتطرق إليها آموس هوكشتين تتركز على موضوع الاشتباكات في الجنوب والقرار ١٧٠١ وكيفية العمل على حل من أجل وقف الحرب على الحدود،  مؤكدة أن ما قد يسمعه الموفد الأميركي هو التشديد الرسمي على أهمية وقف إسرائيل اعتداءاتها واحترام لبنان القرارات الدولية.
وقالت لـ«اللواء» ان تكون زيارته خطوة في سياق زيارات متتالية له بعد أن يسمع من المعنيين طروحاتهم، أما إذا كان مصرا على الأسراع في العمل على حل،  فإنه يدرك أن هناك اتصالات تتم مع حزب الله.
إلى ذلك، توقعت هذه الأوساط أن تشهد العاصمة بيروت زيارات لعدد من المسؤولين الأجانب في سياق العمل على الحؤول دون توسع رقعة الحرب، في حين أن الجانب الانبىكي سيظل يلعب دور الوساطة إلا إذا قرر سحب يده وهذا ليس متطقيا وفق هذه الأوساط.
‎ووصفت مصادر سياسية بدقة الزيارة التي تقوم بها وزيرة خارجية المانيا إلى لبنان، وما إذا كانت تحمل مبادرة ما، او افكار محددة بخصوص الاوضاع الملتهبة على الحدود الجنوبية اللبنانية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار ان المانيا على صلة جيدة بالاسرائيليين، ولطالما توسطت بالسابق لايجاد حلول لمشاكل بينهم وبين خصومهم. 
‎وبالرغم من التكتم الحكومي على فحوى اللقائين اللذين جمعها مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وما اعلن بعدهما من معلومات ومواقف عامة، تترقب المصادر ما إذا كانت وزيرة الخارجية الألمانية ستلتقي احد من حزب الله، وعندها لا بد من تقصي مضمون هذا اللقاء ومفاعيله على الأوضاع الجنوبية المتردية، في حين ترددت معلومات مفادها ان الوزيرة الألمانية تسعى لتسويق مبادرة المانية اعدت بروية، وقد طرحت النقاط الاساسية فيها خلال زيارتها إلى إسرائيل، وهي تحاول البحث فيها مع حزب الله في الوقت الحاضر، لتذليل اي عقبات يمكن ان تعترض التنفيذ، في حين ان هذه المبادرة لاتتعارض مع فحوى التحرك ألذي يقوم به المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان اليوم، لتبريد الجبهة الساخنة جنوبا أولا، ومن ثم الانتقال إلى البحث الجدي لايجاد حل دائم على الحدود اللبنانية الجنوبية، ضمن مبادرة ما، اومسودة افكار تنتهي إلى ترسيم الحدود الجنوبية اللبنانية. 
وفي الاطار الدبلوماسي، قدَّم لبنان شكوى لمجلس الامن الدولي رداً على الاعتداءات الاسرائيلية وخرق القرار 1701 مراراً وتكراراً.
وامس، استقبل الرئيس نجيب ميقاتي وزيرة خارجية المانيا أنالينا بيربون، قبل ظهر امس في السراي الكبير، بمشاركة الوزير عبد الله بو حبيب، التي شددت على اهمية «تطبيق القرار الدولي الرقم 1701»، بدوره شدد ميقاتي على ان «لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم جنوب لبنان».
الثنائي متمسك بفرنجية
وحول الرئاسة الاولى اكدت اوساط قيادية في الثنائي الشيعي ان هذا الفريق يريد «رئيساً مطمئناً للمقاومة، ولا يطعنها في الظهر، ولا يتآمر عليها، مضيفة: سبق ان قلنا بأن الوزير سليمان فرنجية يحمل هذه المواصفات، وما زال وسيبقى خيارنا الرئاسي الوحيد، ونحن مصرون عليه ومتمسكون به».

باسيل: لا للتبعية

في تطور سياسي لافت، حاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل العودة الى «بيت الطاعة» في ما خص دعم المقاومة في العمليات الجارية في الجنوب، معتبراً ان المقاومة عندما تحدثت عن فرصة لتحرير ارضنا، فهذا ثمن دماء الشهداء، وليس حسابات في الداخل، تتعلق بالرئاسة او غيرها..
وأكد اننا لا نكون بحالة عداء مع حزب الله مهما كلف الامر، ولكن لسنا بحالة تبعية، مشيراً الى تطوير تفاهم مار مخايل، لانه غير قادر على بناء دولة، موضحاً اننا كنا نرغب برؤية الدور الاصلاحي للمقاومة، ولكننا فشلنا، مؤكداً ان العمل مع حزب الله سيكون على القطعة.
وقال ان بعض اللبنانيين يمكن ان يعترضوا على الاستشهاد على طريق القدس، لكن شهداء حزب الله سقطوا للدفاع عن حقوق لبنان.
وحول العلاقة مع الرئيس نبيه بري، قال: ان بحبه بالشخصي للرئيس بري، داعياً الى الذهاب الى دولة مدنية كاملة.
وكرر الدعوة الى قيام البلد على الدستور والميثاق وكشف انه جرى التقاطع على انتخاب رئيس، وصوتنا الى جانب الوزير السابق جهاد ازعور، رافضاً ان يكون له اية شراكة في امر لا يقبل به.
وحول الرئاسة، قال تنازلنا عن شرط التمثيل، لكننا لن نقبل برئيس خارج ارادة المسيحيين.
وأكد باسيل المضي في الطعن ضد التمديد لقائد الجيش، محدداً 10 نقاط دستورية تسمح بقبوله الا اذا مورست اساليب معروفة، معتبراً ان التعزية لقائد الجيش جاءت كواجب اجتماعي.
واعتبر ان الاسماء المرشحة لا فرصة لها للوصول الى الرئاسة الاولى.. مكرراً الدعوة الى انتخاب «رئيس توافقي» واذا حصل اجماع على رئيس من الاسماء المرشحة، فلا بد من صلاحيات استثنائية بعدها على عدم توافر شروط اخرى.
ودعا الى الاسراع بانتخاب الرئيس وتوفير الدعم المطلوب له.
ورحب باسيل برؤية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، معتبراً ان للبنان مصلحة في هذه الرؤية الازدهارية، بدل الحروب وسواها، و«نحن معنيون بها ولدينا موقف ايجابي منها».
حياتياً، ظهر تململ لدى الموظفين والمتقاعدين من استبعاد زيادة الرواتب، كما كان متوقعاً، عن جدول اعمال مجلس الوزراء الذي سينعقد قبل ظهر غد، فضلاً عن التعيينات في المجلس العسكري، اما حياتياً، فأعادت مؤسسة كهرباء لبنان «رفع التغذية تدريجياً، كاشفة عن اجراءات احترازية ضرورية تحوطاً في المحظور اواسط شهر شباط المقبل».

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدف قصف الجيش الإسرائيلي فجر أمس منزلاً في كفرشوبا-حاصبيا، وانتشل عناصر من الدفاع المدني بين الساعة ٣:٣٠ والساعة ٦:٠٠ من تاريخ أمس جثة شهيد، زفه حزب الله لاحقاً المقاوم نابغ أحمد القادري «أبو علي»، من بلدة كفرشوبا في جنوب لبنان.
وعمل الدفاع المدني على اخماد الحريق الذي شب على اثر الاستهداف.
كما تمكنت عناصر من الصليب الاحمر بمؤازرة من «اليونيفيل» والجيش من سحب جثة تعود الى ع.ب مواليد العام 2006 - صيدا، في محيط الحمامص قبالة مستعمرة المطلة، وهو مبتور القدم اليمنى.وتم نقل الجثة الى مستشفى مرجعيون الحكومي.
والى ذلك، قتل مواطن مدني يدعى حسن علي طويل في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف بلدة  كفركلا الجنوبية بعد ظهر امس.
واستهدف حزب الله موقع المرج ظهر امس بالاسلحة المناسبة.
واحبط الجيش اللبناني خطة اسرائيلية لحرق الاراضي اللبنانية في عيتا الشعب واللبونة، عبر مد خراطيم لضخ مواد حارقة.
ويتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند الساعة الثانية من بعد الظهر الاحد المقبل في مناسبة اسبوع الشهيد وسام الطويل.