بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الثاني 2023 12:11ص الراعي لـ«المعطّلين»: لا يحق لكم التلاعب بإستقرار المؤسسات وعلى رأسها الجيش

البطريرك الراعي خلال القداس في بكركي البطريرك الراعي خلال القداس في بكركي
حجم الخط
رأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس «اليوم العالمي السابع للفقراء» في بكركي، والقى عظة قال فيها: «بالأمس جاءنا وفد من بلدات الشريط الحدودي عين إبل، دبل، القوزح، رميش، علما الشعب، القليعة. وشرحوا لنا معاناتهم: 70% نزحوا إلى بيروت والمتن وكسروان وجبيل، وأُقفلت المدارس والقسط الأوّل لم يؤمّن، واستحقاقات المعلّمين والموظّفين موجبة عدالة وإنسانيّة. جاء الوفد يطلب مساعدات مدرسيّة واستشفائيّة وغذائيّة. وفوق ذلك يطالب بأمن المنطقة وتجنّب التوترات والمناوشات، وتأمين تحرّك السكان إلى عملهم. فالأمر يقتضي الكثير من ضبط النفس والحكمة، وتجنّب الحرب وويلاتها على الجميع».
وقال: «في هذا الجوّ ومن أجل الإحتفال باليوم العالميّ السابع للفقراء، قرّر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان (المنعقد ما بين 6 و9 تشرين الثاني الجاري)، أن تتبرّع البطريركيّات والأبرشيّات والرهبانيّات، بمبالغ ماليّة، فضلاً عمّا تقدّم عاديًّا من المساعدات الماليّة والماديّة؛ وقرّر المجلس أن تخصّص صواني هذا الأحد وتُضمّ حصيلتها إلى المبالغ الـمُقدّمة من البطريركيّات والمطرانيّات والرهبانيّات لمساعدة أهالي الجنوب المنكوبين ولمساعدة الفقراء».
ولفت: انه رد على منتقديه الى «أنّ جمع الصواني في الكنائس الرعائيّة هو من صميم أفعال التقوى والعبادة لله الذي أعطانا كلّ شيء»، وقال: «كانت العادة أنّ يضع المؤمنون مساعداتهم في صندوق التبرعات على مدخل الهيكل عند دخولهم. فجلس يسوع ذات مرّة تجاه الصندوق ينظر كيف يلقي الجميع فيه نقودًا من نحاس. فألقى كثير من الأغنياء شيئًا كثيرًا. وجاءت أرملة فقيرة فألقت فلسًا. فقال يسوع لتلاميذه: هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع، لأنّها ألقت كلّ ما تملك، كلّ رزقها».
أضاف إنّ «نهر الفقراء الذي يجتاز مدننا ويكبر أكثر فأكثر حتى يفيض، وقد استهلّ به البابا فرنسيس نداءه لهذا اليوم (أمس)، إنّما ينطبق على حالة شعبنا في لبنان، بسبب سوء الممارسة السياسيّة ولا سيما في المؤسّسات الدستوريّة وعلى الأخصّ في المجلس النيابي الذي لا يقوم عمدًا بواجبه الأوّل والأساس وهو انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويغيّب السلطة العليا في البلاد منذ سنة. فيتعثّر هذا المجلس ويفقد مسؤوليّته في التشريع والمحاسبة والمساءلة. كذلك في حكومة تصريف الأعمال المنقسمة على ذاتها بسبب المقاطعين الدائمين، وبالتالي تتعثّر في موضوع صلاحيّاتها. والشعب يزداد فقرًا بسبب هذه الممارسات».
وفي كلام حاسم ختم الراعي: «نقول معكم: لا يحقّ لكم، أيّها المعطّلون الإستمرار في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة. لا يحقّ لكم أن تخلقوا أزمات وعقدًا جانبيّة بدلًا من المباشرة الفوريّة بانتخاب الرئيس فتحلّ عقدكم، وتكفّوا، إذا سلمت نياتكم عن سياسة المتاجرة الرخيصة. لا يحقّ لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسّسات وعلى رأسها مؤسّسة الجيش، وبروح الكيديّة والحقد والإنتقام. إذهبوا إلى المجلس النيابي وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وأوقفوا المقامرة بالدولة واستقرارها وشعبها وكرامته. وهكذا تنحلّ جميع عقدكم المقصودة لغايات رخيصة».
وأكد «على نداء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان: في هذا الظرف الأمني الدقيق، والحرب دائرة على حدودنا الجنوبيّة، من الواجب عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة. ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسّسات أخرى تجّنبًا للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة إلى حماية شعبنا، وإلى حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانيّة والحدود، ولا سيما في الجنوب، بموجب قرار مجلس الأمن 1701، فأي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسّسة الجيش يحتاج إلى الحكمة والتروّي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسيّة شخصيّة. فلنصلِّ إلى الله سيّد التاريخ كي تتجلّى رحمته، فينعم على الأراضي المقدّسة بالسلام وإيقاف الحرب، كي تتسّع محبّة القلوب وتنفتح أيادي السخاء لإخوتنا الفقراء. له المجد والشكر الآن وإلى الأبد. آمين».