رعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان حفل توقيع عقد بناء وتجديد مسجد ومدرسة أبي بكر الصديق في منطقة القنطاري في بيروت، بين جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت ممثلة برئيسها الدكتور فيصل سنو، ونبيه الصيداني وعائلته الذي تقدم بتبرع للبناء والتجديد على نفقته الخاصة صدقة جارية عن روح والديه باهرة نقاش ومحمود مصطفى الصيداني.
أُقيم الحفل في باحة مدرسة أبي بكر الصديق في محلة القنطاري، بحضور ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال جمال كريم، الرئيس الفخري لجمعية المقاصد الرئيس تمام سلام ووزراء ونواب ومفتون وممثل عن السفير السعودي، ومحافظ بيروت مروان عبود وشخصيات.
استهل الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم عرض فيديو عن المسجد والمدرسة. وألقى رئيس جمعية المقاصد كلمة قال فيها: «الوطن والطائفة بحاجة ماسة الى السيد نبيه صيداني وأمثاله لأن الوقوع في هكذا حفرة اقتصادية لا ينقذها إلا أبناء الوطن الذين يبذلون الغالي والنفيس للمحافظة عليه ودفعه إلى الأمام».
أضاف: «دولة لا تدفع عن طلابها غير الميسورين لمدة خمس سنوات وأكثر في المدارس شبه المجانية، وتصرف خمسة أضعاف الكلفة في المدارس الحكومية عن الطالب، هي ليست دولة. هذا ليس اقتصادا ولا عملا اجتماعيا. لقد اصبح معظم أهل السياسة يتبارون ويتباهون بأن هذا الوطن معد لتصدير الشباب للعمل في الخارج. هذا عمل غير إنساني وغير حضاري بتصدير البشر لنتمكن من العيش، ويقنعوننا بأن هذا الوطن الصغير لا يتحمل هذا الكم من السكان».
ثم قدّم سنو لصيداني درع المقاصد عربون محبة وشكر على الهبة.
من جهته، قال صيداني: «جمعية المقاصد هي شعلة العلم والمعرفة الحاضنة لجميع أبناء هذا الوطن الحبيب، وهي العقل والوسطية والاعتدال. فالشكر كل الشكرِ لها ولرئيسها ومجلس أمنائها والحضور الكريم».
وقال المفتي دريان في كلمته: «عندما نتكلم عن جمعية المقاصد نتكلم عن أم الجمعيات الخيرية الإسلامية التي نواكبها دائما في إنجازاتها وفي مبادراتها الإسلامية الخيرة، نحن مطمئنون جميعا رغم الظروف الصعبة، مطمئنون الى أن المقاصد في أيد أمينة، وأقول بأن الدكتور فيصل سنو يعمل جاهدا على استنهاضها وعلى الإنجازات الكبيرة من أجل إعزازها، إعزاز هذه المؤسسة التي نفتخر بها، ودار الفتوى وجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية اعتبرهما مؤسسة واحدة».
أضاف: «رغم الشكاوى بأن أوضاعنا ليست بخير لما نمر به من أزمات ونكبات في هذا الوطن الجريح، يبقى لدينا التفاؤل بوجود الأخيار في مجتمعنا، لأن العطاء ليس منة من أحد وإنما هو توفيق من الله عز وجل، وهذا الأمر يحتاج إلى شجاعة وإقبال، ولا يقبل على هذا العمل إلا رجل له صفات الرجال الرجال».