أقام صندوق الزكاة في لبنان التابع لدار الفتوى حفل إفطار برعاية وحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والنائب محمد خواجة ممثلا رئيس مجلس النواب ووزير الداخلية العميد احمد حجار ممثلا رئيس الحكومة وممثلين عن رؤساء الحكومة السابقين ونواب وسفراء والعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والنقابية والعسكرية والإعلامية ورؤساء الجمعيات الإسلامية.
وجرى خلال الحفل تكريم رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت الذي تسلم من المفتي دريان ورئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة القنصل محمد الجوزو درع الصندوق عربون محبة وتقدير على جهوده في الخدمة العامة.
وتخلل الحفل عرض فيديو عن برامج ومشاريع صندوق الزكاة، ثم القى رئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة القنصل محمد الجوزو كلمة عدد فيها نشاطات وأعمال الصندوق وقال: إنَّ فريضةَ الزَّكاةِ ليسَتْ مُجرَّدَ عِبَادَةٍ مَالِيَّةٍ فَحَسْب، بل هي مسؤوليةٌ اجتماعيةٌ، تُسْهِمُ في دَعمِ المُحتاجين، وتَعزِيزِ التَّكَافُلِ بَينَ أَبنَاءِ المُجتمع، والتَّخفِيفِ مِن وَطأَةِ الأَزَمَاتِ الاقتصادِيَّةِ على الفِئَاتِ الأَكثَرِ ضَعفًا.
أضاف: نَحنُ في صُندُوقِ الزَّكَاةِ نَعمَلُ تَحتَ مِظَلَّةِ دَارِ الفتوى، هذِه الدَّارُ التي حَرِصتْ منذُ البدايةِ على أن تبقى صَرحاً وطنياً جامعاً، وعلى الاضطلاعِ بدورِ طليعي في تَرسِيخِ الوَحدَةِ الوطَنِيَّة، وَتعزِيزِ التماسكِ بينَ اللبنانِيِّين، ومَنَارَةَ اعْتِدَالٍ وَتَسَامُح، وَعُنوانًا لِلوَحدَةِ الوَطَنِيَّةِ التي يَحتَاجُ إليها لبنانُ في هذِه المرحلةِ الدَّقِيقَة، وستبقى - بإذنِ الله - ضَمَانةً لاستِقرارِ الوَطَن، ونُقطَةَ التِقَاءٍ لِجَميعِ أَبنَائه، بعيدًا عَن أَيِّ تَفرِقَةٍ أَو تَميِيز.
ثم تحدث المفتي دريان فقال: الزكاة فريضة وهي قرينة الصلاة والحج والصيام، الزكاة فيها بذل وعطاء إحياء للأنفس المحرومة، وإحياء للمجتمع حتى يبقى مجتمعا متكاتفا متعاونا من أجل كرامة الإنسان.
تكريم محمد الحوت هو تكريم لنا جميعا، هو تكريم للبنان، لأن محمد الحوت بادارته لمطار بيروت الدولي خلال فترة العدوان الصهيوني على بيروت وعلى لبنان ظل قائما وظل مجاهدا على أن يبقى مطار رفيق الحريري الدولي مستمرا في رحلاته إلى جميع بقاع الأرض بهمة عالية.
وتابع: باسم اللبنانيين أقول شكرا محمد الحوت على كل ما قمت به. وتحية سريعة إلى رئيس وأعضاء مجلس أمناء صندوق الزكاة على إنجازاتهم المتعاقبة والمتتالية من أجل الإسهام في إحياء فريضة الزكاة لتكون هذه الفريضة عامل وفاق وتعاون ومساعدة للمجتمع الذي نطمح إليه أن يكون مجتمعا تكافليا.
وشكر الحوت سماحته وصندوق الزكاة على هذه اللفتة وقال:
ما قامت به شركة طيران الشرق الأوسط منذ استلامي لها مرورا بالاعتداء الإسرائيلي على بيروت وعلى لبنان وعلى الضاحية والبقاع وعلى كل مكان في لبنان، بالحقيقة هذا كان أكيد بفضل تطمينات استمرينا بالعمل، بفضل الجهود التي قام بها الرئيس نجيب ميقاتي بفضل التشجيعات والاتصالات التي وردتني من الرئيس نبيه برّي، ومن سماحتكم عدة مرات شجعتني، ولكن الاتكال على الله هو كان الأساس.
وفي السياق نظّم صندوق الزكاة في بعلبك مأدبة إفطارٍ رمضاني في قاعة الحاج بهاء الدين الحريري، برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، ممثَّلًا بمفتي محافظة بعلبك-الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، وممثل الرئيس سعد الحريري المحامي ميادة الرفاعي .
وأكد المفتي الرفاعي خلال الإفطار أنه «لا فرق بين طبقة وأخرى، فالأصالة الله تعالى باعتماد الخط الذي رسمه، وروعة هذا الدين تكمن في أنه فتح الباب أمام الجميع دون استثناء». مشيرًا إلى أن «الأمة اليوم أمام أزمة مالية حادة، وأن صندوق الزكاة دائمًا يشكل حافزًا في مثل هذه الظروف».
ودعا إلى أن «نبدأ بإحياء فريضة الزكاة، التي تسعى لتحقيق التساوي بين الناس، بين الغني والفقير. فمن خلال الزكاة، نمسح دمعة يتيم، ونُجبر خواطر بعضنا البعض، فـجبر الخواطر عبادة، ولنسعى لتكريس التعاون على البر والتقوى، وترسيخ الوسطية والاعتدال، ونبذ العصبيات على أنواعها، وهذا ما أمرنا به ديننا الحنيف، وحثنا عليه سيدنا النبي الأكرم».
كذلك رعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بمفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا افطار صندوق الزكاة في عكار، حضره ممثل الرئيس نجيب ميقاتي منسق تيار العزم في عكار هيثم عز الدين، ممثل الرئيس سعد الحريري منسق عكار في «تيار المستقبل» عبدالإله زكريا، النواب: وليد البعريني، محمد سليمان، محمد يحيى ،اسعد درغام ،جيمي جبور، احمد رستم، سجيع عطية .
والقى المفتي زكريا كلمة أكد فيها على «أهمية دور رجال الخير في سد الفراغ الذي تركته الدولة في رعاية الفقراء والمحتاجين». وقال: «حين تخلّت الدولة عن القيام بواجبها تجاه الفقراء كان لرجال الخير الدور الأبرز في سد هذه الثغرات فوقفوا إلى جانب المرضى وساهموا في تعليم الناس ومدّ يد العون لمن يحتاج. تقديم الخير هو الاستثمار الحقيقي الذي ينفع الإنسان في آخرته ويجب مواصلة دعم أعمال البر والإحسان، ونؤكد الدور الفاعل لصندوق الزكاة في تخفيف معاناة الناس في عكار».