اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان نويل بارو الذي يقوم بزيارة رسمية إلى بيروت، أن «ثمة حلول دبلوماسية» في لبنان، على الرغم من الضربات الإسرائيلية المكثفة التي تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وعدّد وزير الخارجية في مؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر، بعد جولة قام بها على الرؤساء والقيادات اللبنانية، الحلول من بينها «وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي والإنساني وتنفيذ القرار 1701»، مشدّدا على ان فرنسا لا تزال الى جانب لبنان.
وقال: ندعم الجيش اللبناني للحفاظ على الوحدة الوطنية، ونتواصل يوميا مع إسرائيل وندعوها للامتناع عن الاجتياح البري.
وحمّل بارو «حزب لله» المسؤوليّة في الوضع الحالي نظراً إلى قراره في جرّ لبنان إلى الحرب ووقف إطلاق النار من مصلحته.
وختم «قلت للرئيسين، برّي وميقاتي، إنّه من غير الممكن أن يبقى البلد بلا رئيس يعمل على وحدته، خصوصاً إذا فشلت المفاوضات».
بكركي
استهل بارو والوفد المرافق الجولة من بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، والوفد المرافق في حضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو في لقاء استمر قرابة الـ ٤٥ دقيقة وكانت مناسبة لعرض التطورات. وقد غادر بارو من دون أي تصريح.
وأشار مسؤول الإعلام في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض إلى ان بارو ركّز في حديثه على «أهمية انتخاب رئيس للجمهورية كأساس وأولوية مع تأكيد أهمية وقف الحرب»، وان «زيارة الوزير الفرنسي هي زيارة للتضامن والاستطلاع والدفع بملفات اساسية إلى الأمام».
السراي
بعدها استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بارو في السرايا، في حضور السفير ماغرو والمستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر.
وخلال الاجتماع جدّد رئيس الحكومة التأكيد «أن مدخل الحل هو في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والعودة الى النداء الذي اطلقته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية لوقف اطلاق النار».
ورأى «ان الأولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701».
بدوره شدّد وزير خارجية فرنسا على «أولوية انتخاب رئيس الجمهورية والعمل على وقف المواجهات المسلحة».
وأكد ان «فرنسا تدعم لبنان وشعبه على الصعد كافة، وهي مهتمة جدا بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة».
عين التينة
وانتقل بارو الى عين التينة، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور الوفد المرافق وماغرو، والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان.
وشكر الرئيس بري لفرنسا والرئيس ماكرون «حرصهما ودعمهما للبنان لا سيما في هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ بها جراء العدوان المتواصل والحصار الذي تفرضه إسرائيل على لبنان مانعة إيصال المساعدات لإغاثة النازحين».
وأكد رئيس المجلس «موقف لبنان الإيجابي الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمة الرئاسية الفرنسية - الأميركية والذي يحظى بدعم دولي واسع».
ولفت بري الى «أن إسرائيل هي المسؤولة عن الإطاحة بكل الجهود الرامية لوقف العدوان»، مؤكدا «أن كرة النار الإسرائيلية تطال لبنان كل لبنان»، مشيدا «بتماسك اللبنانيين ووحدتهم وتضامنهم ضد العدوان الإسرائيلي».
بدوره، الوزير الفرنسي وافق الرئيس بري على عرضه، مؤكدا «أن الحل الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701».
اليرزة
واختتم الوزير الفرنسي لقاءاته، من اليرزة، حيث قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان.
وقد نوّه بارو بأداء الجيش مؤكداً «استمرار دعم بلاده للمؤسسة العسكرية».
بيان السفارة عن الخارجية الفرنسية
وفي وقت لاحق، وزعت السفارة الفرنسية بيانا صادرا عن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت خلاله ان بارو سلّم وزير الصحة اللبناني 12 طنا من الأدوية والمعدات الطبية، نقلتها بالطائرة وزارة القوات المسلحة الفرنسية، للاستجابة لحالات الطوارئ واحتياجات الطب العام، وخاصة طب الأطفال، وتقديم مركزين صحيين متنقلين لتقديم الرعاية لـ 1000 شخص مصابين بجروح خطيرة في المستشفيات اللبنانية، بالإضافة إلى ذلك، فإن 18 صندوق دواء قدمتها جمعية توليب ستمكن المنظمات غير الحكومية من إعادة تزويد خدمات الطوارئ وطب الأطفال والطب العام بالأدوية الأساسية.
وشكرت فرنسا الشركاء في هذه العملية المنفذة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
كما أعلن بارو إطلاق مساعدات إنسانية طارئة بقيمة 10 ملايين يورو لدعم عمل المنظمات الإنسانية على الأرض، وعلى رأسها الصليب الأحمر اللبناني. وختم البيان: «في مواجهة تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب لله، تقف فرنسا إلى جانب لبنان وتظل ملتزمة بحماية المدنيين وأمن مواطنيها».