بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الثاني 2023 12:15ص بفارق 23 صوتاً فادي مصري نقيباً للمحامين في بيروت وسامي الحسن للشمال

بين «الكتائب» و«القوات» أحزاب السلطة تجرَّعت الأول و«الوطني الحر» الخاسر الأكبر

باحة الخطى الضائعة في قصر عدل بيروت غصت بالمحامين المقترعين باحة الخطى الضائعة في قصر عدل بيروت غصت بالمحامين المقترعين
حجم الخط
23 صوتاً كانت كافية لفوز المحامي فادي مصري بمركز نقيب للمحامين في بيروت ونال 1973 صوتا، فيما حصد منافسه المحامي عبدو لحود  1950 صوتا. 
مرشح حزب الكتائب استقطب أصوات محامي «الإشتراكي» و»الثنائي الشيعي» و»التيار الوطني الحر» اللذين كان عليهم المفاضلة بين المصري المدعوم كتائبياً أو لحود المدعوم من «القوات» و»المستقبل».
وقد فاز المحامون التالية أسماؤهم لعضوية مجلس نقابة المحامين في بيروت: لبيب حرفوش،  إيلي اقليموس، إسكندر الياس، وجيه مسعد، وحلّ المرشح المحامي إسكندر نجار عضوا رديفا.
وقال النقيب المنتخب:» لن يخيوفنا بأي شيء طالما لنا الإرادة والتصميم وسنكون متعاونين متضامين وعمل النقابة يعنينا كلنا ونحن سلسلة لا تنكسر بدأت مع اول نقيب وستستمر».
أضاف:»اتكل على كل محامٍ منكم وتضامنكم وغدا يوم آخر نبدأ به صفحة جديدة بالحياة النقابية وبتضامننا نستطيع فعل كل شيء ونحن فوق الاحزاب وفوق كل انتماء».
وتابع مصري:»لتكن لنا الارادة لنسيان أي اختلاف وتوحيد جهودنا لنصبح أقوى حزب في لبنان».
وكان يوم الإقتراع بدأ هادئاً حيث انعقدت الجمعية العمومية لنقابة المحامين في بيروت عند التاسعة من صباح أمس، لانتخاب نقيب وأعضاء لمجلس النقابة في قصر العدل في بيروت، وسط ضبابية لدى المحامين، فالمعركة وسط كثرة المرشحين والتحالفات لم تعط الأرجحية لأحد، وأتت النتيجة «عالمنخار» كما يقال.
فمن أصل 7800 محامياً ممن يحق لهم التصويت لتسديدهم الرسوم المتوجبة، اقترع 4780 أي ما نسبته حوالي الـ 61 % وهي تعد نسبة مرتفعة وهي سابقة في تاريخ نقابة المحامين، وفقًا لكلام نقيب المحامين السابق، ناضر كسبار، خصوصاً بعدما توقعت نقابة المحامين في الأيام الماضية، بأن عدد المقترعين لن يتجاوز 4200 محام يوم الإقتراع.
وتوزعت الأصوات في الدورة الأولى على الشكل التالي، ليفوز في مركز العضوية كل من المحامين: لبيب حرفوش (2264 صوتًا)، عبده لحود (2031 صوتًا)، فادي مصري (1929 صوتًا)، إيلي قليموس (1869 صوتًا)، اسكندر إلياس (1843 صوتًا)، وجيه مسعد (1531 صوتًا) ألكسندر نجار حلّ عضوًا رديفًا (1528 صوتًا).
في الدورة الاولى، تمسكت الأحزاب السياسية بمرشحيها ولم تدعم بعضها البعض، فيما ظهر واضحًا داخل قاعات قصرعدل بيروت بأن حزب الكتائب اللبنانية دعم بشكل مباشر المرشح فادي المصري، إذ جرى التداول بأن النائب نديم الجميل تمنّى على المحامين انتخاب المصري.
تبدّل المشهد في الدورة الثانية، وانقسمت الأحزاب السياسية بين المرشحين بشكل لافت. وتغيرت المعادلة بعد أسبوع كامل من توقع عدد كبير من المحامين بأن لحود هو المرشح الأوفر حظًا وسيحل نقيبًا للمحامين. المحامون المستقلون وجميع الداعمين لثورة 17 تشرين قرروا التصويت للمصري، التيار الوطني الحر فضّل الكتائب على القوات اللبنانية ونقل الأصوات لصالح المصري، وكذلك الحزب الاشتراكي جيّر الأصوات لصالح الكتائب، فيما كان لافتًا بأن الثنائي الشيعي فضّل الكتائب في الساعة الأخيرة على القوات. أما المرشح لحود فنال دعمًا من حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل. وبالرغم من ذلك أتى فارق الأصوات ضئيلاً بين المرشحين. 
وكانت الترجيحات منذ مدة من عدة مصادر داخل نقابة المحامين بأن المعركة ستكون محصورة بين مجموعة مرشحين وهم: عبده لحود (مرشح القوات)، ألكسندر نجار (مستقل ومقرب من حزب الكتائب)، فادي المصري (مدعوم من حزب الكتائب)، اسكندر إلياس (مستقل). فيما كان مفاجئًا تراجع عدد من المحامين عن التصويت لصالح نجار الذي حلّ عضوًا رديفًا فقط. ووفقًا للمعلومات التي جرى تداولها داخل قصر عدل بيروت، فإن عددًا لا يستهان به من المحامين «انقلبوا» على نجار في الساعات الأخيرة، ولم يحظ بالنسبة التي كان يتوقعها، على اعتبار أنه اقترح على نقابة المحامين التعديلات على آداب مهنة المحاماة ومناقبية المحامي، التي أثارت جدلًا واسعًا بين المحامين لناحية ضرورة حصولهم على إذنٍ مقابل الظهور الإعلامي، كما أنه كان وكيلًا قانونيًا لرجل الأعمال ميشال مكتف، الذي كان معروفًا بأنه كاتم أسرار المصارف.

الجميل يغرد

هنّأ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل المحامي فادي مصري بفوزه بمركز نقيب المحامين.
وكتب عبر منصة «اكس»: فادي مصري نقيباً للمحامين في بيروت.. مبروك للمحامين فعل الديمقراطية وللنقيب الجديد كل التوفيق.معك لتحقيق برنامجك في خدمة النقابة والزملاء.»

معركة الشمال

والى الشمال، حيث فاز المحامي سامي الحسن بمنصب نقيب المحامين في طرابلس والشمال وذلك بعد انسحاب منافسه صفوان المصطفى قبيل انطلاق الدورة الثانية  وكان الحسن قد حصل في الدورة الأولى على 618 صوتاً وفاز المحامي إبراهيم حرفوش بعضوية مجلس النقابة بـ466 صوتاً. يذكر أن الحسن وحرفوش مدعومان من تحالف «المردة» و»المستقبل».
وعقب فوزه وهو يتوسط جموع المحامين، قال النقيب الحسن:»أهدي فوزي للشيخ سعد الحريري ولتيار المستقبل الذي حشد لي الأصوات، لكن هذا الاستحقاق نقابي بامتياز، وفوزي نتيجة لبرنامج متقدم وضعته ويعول عليه مئات المحامون»، ويعتبر بأن أصوات المستقلين قلبت الكفة لصالحه.  
وأكد الحسن بأن «التأمين الصحي» هو الأولوية بالتوازي مع الأمان المهني، وأن برنامجه يضع الأولوية لخريطة طريق وخطة من أجل ضمان التوازن بين إيرادات النقابة ونفقاتها، ولتحسين جودة التأمين الصحي الذي يعد هاجس المحامين.  
شمالًا انحصرت المعركة النقابية بين المرشحين: الحسن المدعوم من تحالف تياري المستقبل والمردة وحزب القوات والجماعة الإسلامية، إضافة إلى دعم عدد من النقباء السابقين والمستقلين. مقابل المرشح صفوان مصطفى الذي يحظى بدعم النائبين فيصل كرامي وأشرف ريفي والتيار الوطني الحر.  
وجاءت نتيجة الدورة الأولى متقاربة بين المرشحين الحسن ومصطفى، حيث نال الأول 618 صوتًا والثاني 525 صوتًا، ما استدعى الدخول في دورة ثانية حصرت المعركة بينهما بعد كان بين ستة مرشحين لمنصب نقيب. لكن المفاجئ، كان بإعلان مصطفى الانسحاب من المعركة، علمًا أن عددًا كبيرًا من تقديرات المحامين كانت ترجح أن تحمل الدورة مفاجأة ما، نظرًا لاحتمال تبعثر الأصوات المتبقية بين المرشحين المتنافسين.  
وكانت صناديق الاقتراع أقفلت عند الساعة الثانية بعد الظهر، وبعد تطابق الاصوات يدويًا والكترونيًا، وأعلنت النقيبة السابقة ماري تراز القوال نتائج الدورة الأولى للانتخابات، وفاز أيضًا ابراهيم حرفوش كعضو مسيحي لمجلس النقابة بنيله 466 صوتًا.  

«المستقبل» يهنىء

أعلن «تيار المستقبل» أنه حقق « انتصاراً في نقابة المحامين في طرابلس والشمال، تجسد بفوز مرشحه المحامي سامي الحسن بمنصب نقيب المحامين في طرابلس والشمال، وبفوز المرشح المدعوم من قبله إبراهيم حرفوش بموقع عضوية مجلس النقابة.
وهنأ في بيان «باسم رئيسه وقيادته وأعضائه وجمهوره، النقيب الحسن على هذا الفوز المبارك الذي يطوي بنتيجته صفحة الانتخابات، ويفتح صفحة جديدة عنوانها مد اليد للجميع من أجل تطوير نقابة المحامين في طرابلس والشمال وتعزيز دورها وتحقيق مصالح أبنائها من المحامين، وينوه بما أدلى به، قبل الفوز وبعده، من مواقف نقابية مسؤولة تؤكد المؤكد بأنه خير خلف لخير سلف، النقيبة العزيزة ماري تيريز القوال، التي أشرفت على تنظيم هذا الاستحقاق النقابي، وكانت طوال السنتين الماضيتين عنواناً للمناقبية وتحمل المسؤولية الكبيرة في النقابة.
وإذ يشكر، جزيل الشكر، كل الحلفاء الأوفياء والنقباء السابقين والمحامين الأصدقاء الذين وقفوا معه في هذه المعركة النقابية، يوجه التحية للنقيب سامي الحسن على اعتزازه بانتمائه لـ»تيار المستقبل» ووفائه الكبير لنهجه وإعلانه عن إهداء الانتصار للرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري واللواء الشهيد وسام الحسن.
كما يتوجه بتحية خاصة إلى أعضاء فرع المحامين في قطاع المهن الحرة في طرابلس والقلمون والميناء وعكار والمنية والضنية والكورة وزغرتا والبترون وكل الشمال، الذين كانوا يداً واحدة في بذل كل الجهود وتسخير كل الإمكانيات لدعم الحسن وتحقيق الفوز، أولاً في بعده السياسي كانتصار لنهج «الحريرية الوطنية» في طرابلس والشمال في وجه كل الواهمين والحاقدين، وثانياً في بعده النقابي كانتصار متجدد لخط «تيار المستقبل» في النقابات، وتحديداً في نقابة المحامين في طرابلس والشمال التي تشهد على بصمات بيضاء في التطوير والانجاز للنقباء السابقين المنتمين لـ»تيار المستقبل».