بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آذار 2023 04:57م حزب الله جاهز للاستثمار في الاتفاق السعودي الايراني والسياديين امام تحدي المتغيرات الجديدة

حجم الخط

 زياد علوش

في الوقت الذي يذهب فيه البعض للقول ان الاعلان عن اتفاق سعودي ايراني برعاية صينية بشكل مفاجئ اخذ حلفاء المملكة على حين غرة خاصة الصقور منهم ووضعهم في حالة ارباك وانكشاف تكاد تصل حد التساؤل عن جدوى استمرارهم فيما يصفونه بمحاربة طواحين الهواء تحت مسمى مقاومة النفوذ الايراني في لبنان

 الا ان مصدر كبير في محور السياديين "صقور 14 آذار" يؤكد عكس ذلك بقوله ان مجابهة الهيمنة الايرانية فضلا عن كونها سياسية هي ايضا قانونية وان المعركة في الاساس وطنية بإمتياز  خصوصا مع تسارع السقوط الحر للواقع اللبناني في ظل تلك الهيمنة باتجاه الارتطام بسقف لا قعر له 
وان بناء الثقة بالدور الايراني الجديد دونه صعوبات وتحديات كبيرة فسياسة طهران شديدة التركيب في بعدها العربي بحيث يمكن القول ان امين عام حزب الله كان على علم مسبق بالاتفاق الايراني السعودي بما يمكنه من الاستثمار الداخلي بدليل تسمية المرشح الرئاسي سليمان فرنجية قبل اربعة ايام من الاعلان وهذا دلالة واضحة على سلوكيات طهران المستقبلية وفي المقابل فإن حلفاء المملكة كانوا فقط على علم بما يعلمه الجميع بمفاوضات ثنائية بين الرياض وطهران في مسقط وبغداد 
وبرأي المصدر انه عكس ما يشاع فإن لقاء سيدة الجبل الذي انعقد مؤخرا توسعت مروحته كما ونوعا بما يؤشر الى اهمية استرداد روحية 14 آذر 
المصدر اياه يعترف انه لا قيامة لجبهة سيادية دون السنة اصحاب مشروع الدولة الدائم وبرأيه ان غياب الرئيس سعد الحريري ترك فراغا لم يسده احد حتى الان وعن عودة الرئيس الحريري يؤكد ان ليس لديه معلومات لكنها تتطلب الاجابة عن اي دور بمعنى اي مشروع سيقوم به حيث لا يمكن ذلك دون دعم سعودي واضح

ويضيف المصدر سواء كان الاتفاق الايراني السعودي مصالحة ثنائية ام اتفاق يغير المنطقة بأكملها فإن مدة الشهرين القادمين هي امتحان للبنانيين لا سيما التغييرين على مدى قدرتهم في التكيف مع الواقع الجديد في المنطقة والتقاط الفرص الانقاذية البديلة الممكنة لانه قد لا يكون لبنان اولوية في المرحلة الاولى من رسم الاتفاق لكن من الطبيعي ان يتأثر من خلال خلق مناخات مساعدة له لا سيما في انتخاب رئيس للجمهورية بحيث يكون للاتفاق السعودي الايراني وقعه وحضوره في اجتماع باريس حيث التأكيد على لسان الرياض وطهران ان التوافق اللبناني الداخلي هو المهم وعلينا التنبه الى ان هذا التوافق الداخلي هو المحرك والدافع باتجاه انتخاب رئيس وان تجدد التحرك الفرنسي لن يخرج عن المناخ الجديد الذي تركه الاتفاق السعودي الايراني
ويعترف المصدر بجهوزية "حزب الله" حيث يصف الحالة الشيعية في لبنان بالآحادية تحت مسمى الثنائية الشيعية "امل وحزب الله" دون غيره من القوى اللبنانية القادر على الاستثمار في اي اتفاق او مناخات اقليمية او دولية كما حدث في ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة فهو حزب يملك استراتيجيا وادوات واضحة للاستيلاء على البلد لصالح ايران
وان القوى السيادية خلال الشهرين المقبلين هي امام تحدي صياغة مشروعها الوطني على ضؤ المتغيرات الاقليمية والدولية المتسارعة
وحسب المصدر إياه ان المنطقة والعالم امام سياسة خارجية جديدة للمملكة العربية السعودية تعتمد الواقعية والمصالح المشتركة اكثر منها على العاطفة والتغيير الجاري في المملكة والذي يعبر عنه ولي العهد الامير محمد بن سلمان ضمن رؤية "2030" جاء استجابة كضرورة حتمية بعد الربيع العربي للتراكمات الداخلية في المملكة لا سيما على صعيد الطاقات الشبابية وعلى هذا الاساس يجب ان يتكيف المشروع السيادي اللبناني في علاقاته الداخلية والخارجية بما يحفظ ويؤثر  بشكل عملي في العلاقات المشتركة من خلال التمسك في الثوابت واتباع وسائل اكثر فاعلية وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات

كاتب صحفي