أعرب الأمين العام لـ«حزب لله» الشيخ نعيم قاسم، في إطلالته الأولى منذ الإعلان عن إنتخابه أمينا عاما للحزب، يوم أمس الأول، عن شكره «لثقة قيادة «حزب لله» و«الشورى الموقّرة» المؤتمنة من المجاهدين والناس على هذه المسيرة أنهم اختاروني لهذا الحمل الثقيل ولكن هذا دليل ثقة». وقال: «هذه الأمانة هي أمانة السيد عباس الموسوي الذي قال لنا إن الوصية الأساس حفظ المقاومة».
وشدّد قاسم على أن مساندة غزة كانت واجبة لمواجهة خطر إسرائيل على المنطقة بأسرها من بوابة غزة، ولحق أهل غزة على الجميع أن ينصرونهم، معتبراً أن السؤال لا يجب أن يوجه إلى الحزب عن أسباب مساندته غزة بل إلى الآخرين عن أسباب عدم مساندتهم لأهل غزة.
ورأى أنه بعد عدوان تموز 2006 كان القرار 1701 وانتهى العدوان بناء للطلب الإسرائيلي وقناعة «حزب لله» أن هذا العدوان يجب أن يكون له حد، لافتاً إلى أنه من 2006 حتى تشرين الأول 2023 تعتدي إسرائيل على لبنان يومياً، داعياً إلى سؤال الجيش والأمم المتحدة وقوات الطوارئ الدولية عن الموضوع، مشيراً إلى أنهم كانوا يصورون ويرصدون تحركات الحزب ويجمعون داتا للمعلومات حتى حصل ما حصل اليوم.
ولفت إلى أنه عندما بدأت الحرب قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن من أجل الشرق الأوسط الجديد، بينما أحد أعضاء حكومته تحدث عن إنشاء مستوطنات في لبنان، ووزير الدفاع يوآف غالانت اعتبر أن وجه الشرق الأوسط سيتغيّر من لبنان، معتبراً أن كل هذه المعطيات تبيّن النوايا العدوانية الإسرائيلية، سائلاً: «هل ننتظر أن يقوموا بمشروعهم في التوقيت الذي يريدونه؟»، قائلاً: «الحمد للّه الذي ألهمنا الدخول في حرب مساندة، ونحن كسرنا مجموعة من الأفكار التي كان من الممكن أن تحصل في وقت معين».
وقال: «أننا اليوم في مرحلة الحرب على لبنان التي بدأت في 17 أيلول، ونحن قلنا مراراً أننا لا نريد حرباً، ولكن نحن جاهزون فيما لو فرضت علينا وسنواجه بكل قوة وعزيمة وثبات وننتصر»، لافتاً إلى أن المقاومة تواجه إسرائيل بقرارها وإرادتها لحماية أرضها، ولا أحد يقاتل نيابة عنها، قائلاً: «لا نقاتل نيابة عن أحد ولا نيابة عن مشروع أحد، بل مشروعنا هو حماية لبنان وتحرير الأرض ومؤازرة أخواننا في فلسطين، وأن يكون بلدنا مستقل، وأن نمنع أميركا وإسرائيل من التحكّم بنا».
وأكد أمين عام «حزب لله» أن الميدان هو الأساس، مشيراً إلى أن ما حصل في تفجيرات البيجر واللاسلكي مع جيش لكان قد هزم أو مع دولة لتفككت، لافتاً إلى أن الموضوع كان مؤلماً جداً، وبعد ذلك جاء اغتيال القادة، ومن الطبيعي أن هذا المستوى من الاستهداف أن يؤدي إلى نوع من الاهتزاز، قائلاً: «نحن توجعنا وكانت ضربة كبيرة، لكن في 8 تشرين الأول بدأ الحزب يستعيد وضعه في ملء الفراغات ووضع قيادات بديلة والعمل من أجل أن ينتظم كل شيء»، مشيراً إلى أن الميدان يثبت ذلك.
وشدّد على أن الإمكانات متوفرة وموضوعة مع ما يتلاءم مع ميدان الحرب الطويلة، لافتاً إلى أن كل الإستعدادات على أساس أن الحرب من الممكن أن تكون طويلة، مؤكداً أن شباب المقاومة في الخطوط الأمامية لديهم قدرات عظيمة، لأن لديهم الإيمان والإتكال على لله، مشيراً إلى أن المتواجدين على الخطوط الأمامية تشبّعوا من روح الإمام الحسين والسيد نصرلله.
ورأى أن الإسرائيلي خائف ومرعوب ولا يريد أن يتقدم وقيادته تقول أنها أنجزت أهدافها، مشدّداً على أن «لدى المجاهدين كل الإمكانات المطلوب والعزيمة موجودة لديهم، وصابرين وصامدين والأمر سينتهي بالنصر الأكيد».
وشدّد على أن الحزب يوجع أيضاً إسرائيل، لافتاً إلى المقاومة نجحت في إرسال مسيّرة إلى غرفة نوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو مرعوب، مشيراً إلى أنه «زمط» لكن من الممكن أن يُقتل على يد أحد الإسرائيليين، كما ضربت المقاومة قاعدة بنيامينا، وفي بعض الأحيان تصل الطائرة المسيّرة أو الصاروخ إلى تل أبيب ما يجبر مليوني و3 ملايين على النزول إلى الملاجئ.
وشدّد على أنه إذا كان نتنياهو يتحدث عن نصر مطلق، فإنه لن يكون هناك نصر مطلق بل هزيمة مطلقة، ولن يعود سكان الشمال في هذه الحرب بل سيهجر المزيد ومئات الآلاف، مؤكداً أنه «كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع نمو تصاعدي لقوتنا».
وردّاً على السفيرة الأميركية في لبنان التي تجول على بعض القوى السياسية المعارضة لـ«حزب لله»، مؤكداً أنها لن ترى لا هي ولا من معها هزيمة في المقاومة بل سترى هزيمة إسرائيل، مشيراً إلى أن «المقاومة حمت اللبنانيين من الإستسلام والذل والإنكسار، لكنها لا تمنع التضحيات، والمقاومة جعلتنا نأخذ خياراتنا بكل فخر، وهذا له ثمن مؤلم»، قائلاً: «الحزب سيخرج من هذه المواجهة أقوى ومنصور».
وأشار إلى أن الانتخابات الأميركية مفصّل، لكنه لفت إلى أن من عوامل التأثير على مدة الحرب أيضاً خسائر الجيش الإسرائيلي في الميدان، بالإضافة إلى أنه لم يعد لديه القدرة على تحقيق أي هدف، لأن الحزب مستمر في تعطيل أهدافه، مؤكداً أن الحزب مستعد لفترة طويلة مع الصبر، ولذلك الإسرائيلي لا يستطيع أن يراهن على الوقت أو الفصل بين الحزب والناس أو على ضعف قدراته أو على ضعفه وتماسكه، وبالتالي سيتوقف، لكن لا نعرف متى تفعل هذه العوامل فعلها.
وفي حين أشار إلى أننا «متضامنون مع حركة أمل في مواجهة العدوان، ومع بري الذي هو محور التفاوض لإيقاف العدوان»، وقال: «حزب لله والحكومة وبري لهم طرقهم بالتفاهم على الحلول الأفضل»، ورأى أن كل الحراك السياسي الحالي «طحن في كركعة»، أي لا نتيجة، لأنه لم يطرح حتى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويكون قابلاً للنقاش من جهة الحزب.