غيّب الموت مساء أمس الأول، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، عن عمر ناهز الـ 85 عاماً، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، حيث انتكست حالته الصحية وأقعده المرض في الفترة الماضية، ما استدعى دخوله مراراً إلى مستشفى الزهراء التي توفي فيها.
وقد تمَّ تنكيس العلم اللبناني المرفوع على صارية في القصر الجمهوري في بعبدا، حداداً على رحيل الإمام الفقيد، الذي نعاه لبنان الرسمي والشعبي بمسلميه ومسيحييه، لما كان يجمعه الراحل في شخصه من مزايا الحوار والانفتاح والوطنية، وعمله الدائم على حفظ وحدة المسلمين واللبنانيين، وقاد مسيرة المجلس الشيعي بحكمة كبيرة في أحلك الظروف وأصعبها.
{ وعلى الأثر، صدر عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بيان نعى فيه رئيسه الراحل بمزيد من الرضا والتسليم، إلى المسلمين والعرب واللبنانيين عموماً والمراجع الدينية وأهل العلم والفضل خصوصاً.
وأكد البيان أنّ «الإمام الشيخ قضى معظم عمره في نشر الدين الحنيف ونصرة الحق وخدمة المجتمع والوطن وتبليغ الأحكام الشرعية ودعم القضايا المحقة للشعوب المستضعفة في مسيرة جهادية حافلة بالعطاء على المستوى الوطني والعربي والإسلامي.. ليخسر لبنان برحيل الإمام قبلان رجلا من رجالاته الكبار العاملين لنهضة الوطن وحفظ شعبه وتحرير أرضه، فكان مع الإمام السيد موسى الصدر من مؤسسي المقاومة وحركة «أمل» التي ترأس هيئتها الشرعية ومن العاملين على بناء المجتمع المقاوم ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكان مثال العالم العامل لنصرة قضايا الوطن والأمة وشجونها وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي استوطنت وجدانه وقلبه».
عون
{ كما نعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الإمام الراحل «الذي ما عرفناه إلا داعية وئام وتضامن ووحدة، وهو الذي أمضى حياته مناديا ومناضلا في سبيل ارساء أسس عيش مشترك قائم على قيم الأصالة الوطنية والتسامح، فاكتسب عند اللبنانيين احتراما لشخصه وتأييدا لدوره، فما افتقدوه يوما الا وكان السباق في تأكيد وحدة الصف والترفع عن الصغائر وبناء جسور التلاقي».
بري
{ وكان أوّل المعزين رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قام بزيارة مستشفى الزهراء حيث قدّم التعازي، ثم صدر بيان عنه نعى فيه «قامة وطنية نذرت نفسها حتى الرمق الأخير دعوة دائمة للوحدة بالكلمة الطيبة والعمل الصادق، ننعيه الى الأمة منارة إيمانية عملت في سبيل الله ومن أجل رفعة الإنسان بالموعظة الحسنة والعمل الصادق، ننعيه للأمة ظلاً من ظلال سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقاً مخلصاً ووفياً لخطه ونهجه في الاعتدال والتعايش والمقاومة للحرمان والاحتلال، ننعيه للأمة صرخة مدوية لطالما ارتفعت في وجه سلطان جائر ولم تخف في الله لومة لائم».
الجميّل
{ وقال الرئيس أمين الجميّل في برقية: «شكل غياب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، رجل الوحدة والاعتدال والانفتاح كما عرفته منذ الثمانينات، سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان، خسارة للبنان وللعالم الإسلامي. برحيله، انطوت صفحة من الرجالات الوطنية التي تجسد المعاني الإنسانية والحضارية، وهذا ما خبرته عن كثب خلال مرحلة طويلة من التعاون البناء لصالح لبنان الدولة.
سليمان
{ واعتبر الرئيس العماد ميشال سليمان في بيان بإسمه وبإسم «لقاء الجمهورية» أنّ «رحيل الشيخ قبلان يشكِّل خسارة وطنية لرجل الاعتدال والحكمة في زمن باتت الحاجة ملحة لأمثاله، وهو الذي عايش الأزمات وأحسن التصرف في المحطات الوطنية الصعبة».
دياب
{ وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في بيان له: »خسر لبنان أحد أبرز رموز الحوار والاعتدال والتعايش والوحدة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان. إننا ننعى إلى اللبنانيين وإلى العالم الإسلامي الراحل الكبير الذي نذر حياته لخدمة القيم الوطنية والإسلامية السمحة».
الحريري
{ بدوره، قدّم الرئيس سعد الحريري التعازي برحيل الشيخ قبلان، قائلاً: «تنطوي برحيل العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان صفحة من صفحات القيادات الروحية الوطنية التي تميزت بالطيبة والصراحة ونذرت حياتها لخدمة لبنان ووحدة أبنائه، أتقدم بأحر التعازي من الرئيس نبيه بري والإخوة في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومن ابنه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان وعموم أهل الفقيد ومحبيه ورفاق دربه».
سلام
{ كما نعى الرئيس تمام سلام في بيان، الشيخ قبلان فقال: «خسر اللبنانيون رمزا من رموز التعايش الإسلامي - الإسلامي والإسلامي - المسيحي».
جنبلاط
{ وتقدم رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالتعازي من اللبنانيين عموماً، ومن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على وجه الخصوص، برحيل رئيسه «الذي يفتقده لبنان رفيقا في المسار الوطني العربي لرجالات كبار من الإمام المغيب موسى الصدر إلى الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين، وقد تميزت مسيرته بالمواقف الحكيمة وبالاعتدال والانفتاح على الحوار، وبإصراره على تمتين الوحدة الوطنية والعيش المشترك في أصعب الظروف».
دريان
{ ونعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الفقيد، قائلاً: «برحيله فقدنا عالما جليلا ومرجعية روحية دينية كبرى، وبوفاته، خسرت الساحة اللبنانية والعربية رجل المواقف والشخصية الفذة ورمزا من رموز الوحدة الإسلامية في لبنان. تميزت حياته بالتسامح والمحبة والانفتاح بالكلمة الساطعة ومكارم الأخلاق والحكمة والاعتدال وسعة الصدر والشجاعة والجرأة لقول الحق».
الراعي
{ وقدّم البطريرك الماروني الكردينال بشارة بطرس الراعي بإسمه وبإسم الكنيسة المارونية «التعازي القلبية» للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بوفاة رئيسه، قائلاً: «إذ نشارككم الصلاة لراحة نفسه، فإنّا نذكر طيب علاقته ومودته تجاه الكرسي البطريركي وشخص البطريرك، ونؤكدّ انه كان قيمة مضافة روحية ووطنية. عوّضنا الله بأمثاله لخير لبنان وحماية أصالة العيش المشترك، مصدر وحدته ورسالته وطيب عيشه بروح الأخوة الإنسانية».
حسن
{ ونعى شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن إلى اللبنانيين، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي، قائلاً: «عرفناه خصوصاً صاحب القلب الكبير من القيادات الروحية في لبنان بمواقفها الوطنية الثابتة عبر سنوات الحرب وما بعد اتفاق الطائف، وأخا فاضلا متعاطفا يحتوي بقلبه الخفاق بفهم الآخر، وبكلمته الطيبة المؤثرة، اللحظات الصعبة في الأزمات والأوقات الضاغطة. نرى أنفسنا بجانب إخواننا، ننعى إلى اللبنانيين العلامة الشيخ قبلان، قامة كبيرة لطالما جسدت عبر عقود، إيمانها بلبنان الواحد بكل فئاته الاجتماعية، وبنسيجه الوطني الضامن لقوته وصموده في وجه كل الأعداء».
العبسي
{ وتقدّم بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي من اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصاً بأحر التعازي، واصفاً الراحل بـ»قامة وطنية نذرت نفسها للعمل على تثبيت الوحدة الوطنية والدعوة للتمسك بها يشكل خسارة للبنان لاسيما في هذا الظرف العصيب».
نصرالله
{ وقال الأمين العام لـ»حزب الله»ا لسيد حسن نصرالله في نعيه للشيخ قبلان: «غادرنا إلى مقره الأبدي رئيس الشيخ قبلان رضوان الله عليه بعد عمر مبارك أفناه في الدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله عز وجل وخدمة الفقراء والمستضعفين وفي العمل للوحدة والتماسك والتعاون في الدائرة الشيعية والإسلامية والوطنية وكان مُدافعاً قوياً عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ومقاومته الباسلة، كما كان سماحته سنداً قوياً للمقاومة في لبنان حتى النفس الأخير، داعياً وداعماً ومُؤيداً ومُدافعاً».
بيانات
{ كما صدرت بيانات نعي ومواقف مستذكرة فضائل الراحل عن كل من النوّاب: رولا الطبش، فيصل كرامي، قاسم هاشم، إبراهيم الموسوي، مصطفى حسين، نزيه نجم، علي عسيران، أنور الخليل، فادي علامة، فريد هيكل الخازن، علي بزي، الدكتور علي درويش، جميل السيد، ميشال موسى، آغوب بقرادونيان، النائب المستقيل ميشال معوض، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر، النائب السابق فارس سعيد، الوزير السابق ناظم الخوري، نقيب محرّري الصحافة جوزف القصيفي، رئيس غرفة التجارة والزراعة والصناعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، نقيب مستخدمي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حسن حوماني، المفتي الشيخ عباس زغيب، رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع أحمد المير، رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين، «تجمّع العشائر العربية في لبنان»، حركة الأرز الوطني، رابطة مخاتير البقاع الشمالي، اتحاد جبل عامل، الاتحاد العمالي العام، ومجلس علماء فلسطين.
مجلس فاتحة
وأقام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عصر أمس، مجلس فاتحة وتقبّل عزاء للشيخ قبلان، في مقر قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس، وتقبل رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان ممثلا الرئيس نبيه بري ونائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وأعضاء الهيئة الشرعية والتنفيذية في المجلس، وأسرة الفقيد التعازي بالراحل الكبير.
ومن أبرز المعزّين: الرئيس دياب، رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، المفتي دريان على رأس وفد مدراء المؤسسات التابعة لدار الفتوى، الوزراء: العميد محمد فهمي، د. طارق المجذوب، د. حمد حسن، النوّاب: علي حسن خليل، علي عمار، فؤاد مخزومي، أمين شري، آلان عون، ياسين جابر، د. عناية عز الدين، د. حسن فضل الله، هاني قبيسي، علي فياض، إبراهيم الموسوي، محمد خواجة، محمد نصر الله، علي بزي، السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ممثل السيد علي السيستاني حامد الخفاف، نائب امين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، رئيس المحاكم الجعفرية الشيخ محمد كنعان، وحشد من الشخصيات.
التشييع غداً
هذا، ويُشيّع الشيخ قبلان، عند الساعة الثانية من بعد ظهر غدٍ الثلاثاء في 7 أيلول 2021، حيث يُصلّى على جثمانه من مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى - طريق المطار القديم، ثم ينقل في موكب يشيَّع مهيب الى مثواه الأخير في روضة الشهيدين في منطقة الغبيري.
وتقبل التعازي بالراحل الكبير قبل الدفن في مقر المجلس اليوم الإثنين في 6 أيلول 2021 من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، ومن الثالثة الى السادسة عصرا، ويومي الأربعاء والخميس 8 و9 أيلول، من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا ومن الثالثة الى السادسة عصرا.
رئيس تحرير جريدة اللواء الأستاذ صلاح سلام وأسرة التحرير يتقدّمون من المفتي الشيخ أحمد قبلان ومن عائلة قبلان ومن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بأصدق التعازي برحيل العلامة الشيخ قبلان سائلين الله تعالى له «الرحمة والغفران للفقيد الجليل وان يلهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان، زإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون».