بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الثاني 2021 12:00ص «مطمر الناعمة» قنبلة موقوتة والكارثة وشيكة

حجم الخط
هل نكون خلال أيام أمام تفجير جديد يستهدف هذه المرّة الأوتوستراد الساحلي جنوباً؟، أم نشهد على مسارعة لرفع أضرار الكارثة قبل أنْ تقع... وحدها الساعات المقبلة تكشف المستور، خصوصاً في ظل تضارب المعلومات والتأكيد والنفي حول الضرر الذي قبل يلحقه انفجار بركان «الناعمة» الخامد.

نعم.. إنّها قنبلة موقوتة تهدّد حياة السكان، تلك هي حال مطمر «الناعمة» للنفايات، ففيما تؤكد المعلومات أنّ القائمين على شركة «City Blue» أبلغوا موظّفيها والعاملين في المطمر بترك الموقع، بعدما كانت مهمّتهم تنفيسه وحرق الغازات المنبعثة منه، والتخلّص من عصارة النفايات والاهتمام بالعشب المزروع على مساحة المطمر، التي تُقدّر بـ291 ألف متر مربّع في حال نشوب حريق، ما يعني أنّ منطقة الناعمة أصبحت جاثمة على «فوهة بركان» قد يثور في أي لحظة، مع توقف تنفيس الغازات المنبعثة منه أو حرقها، لأنّ إمكان اشتعالها وحدوث انفجارات تلقائيّة يُمكن أنْ تُمحو المناطق السكنيّة القريبة منه، واد في أي لحظة، ناهيك عن الأخطار الناجمة عن تسرّب عصارة النفايات إلى جوف الأرض، مع ما تحمله من مواد سامة ومعادن ثقيلة، بعد أن تُرك المطمر الذي عمل لأكثر من 18 عاماً من دون حسيبٍ أو رقيب.

وبعد مرور 5 أيام على توقف العمل بالمطمر، أصبحت منطقة الناعمة في خطر حقيقي يهدّد السكان كما أن عصارة النفايات التي تتجمّع انسيابياً في «منطقة فايف» ستتسرّب إلى التربة والمياه، حيث تشير المعلومات إلى أنّ معدّل العصارة الذي يتجمّع في المستنقعات يومياً هو 340 طناً، ما دفع كثيرين من أهالي المنطقة المحيطة بالمطمر إلى رفع الصوت خشية وقوع انفجار يشبه انفجار مرفأ بيروت، ويعرّض حياتهم للخطر.

وفي هذا الإطار، أكّد خبير بيئي أنّ «الغازات لا تزال تنبعث بمعدلات مرتفعة من المطمر، ولو أنّها وصلت إلى ذروتها في المرحلة الماضية»، محذّراً من أنّ وجود الغازات في وسط هوائي في منطقة مقفلة ومضغوطة تحت الأرض ثم اختلاطها مع الهواء بمعدّل 5 إلى 15% يحوّلها إلى خليط قابل للاحتراق التلقائي وانفجارات موضعيّة تزداد مخاطرها مع كبر حجم المساحة المضغوطة».

وبعدما خرجت القضية إلى العلن، صدر عن المكتب الإعلامي لمجلس الإنماء والإعمار بيان، أشار فيه إلى أنّه «أعلن مرتين عن إجراء مناقصة لتلزيم صيانة وتشغيل وحراسة مطمر الناعمة الصحي وذلك خلال شهر أيار 2021 وخلال شهر أيلول 2021. إلا أن هذه المناقصة فشلت في المرتين نظرا لعدم تقدم أي شركة بعرض للتنفيذ. 

وحيث إن مجلس الانماء والاعمار كان قد تبلغ، موافقة استثنائية من قبل فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء على التفاوض مع من يراه مناسبا ومؤهلا من المتعهدين بهدف التعاقد معه لتنفيذ هذه المهام حتى نهاية العام 2021، تفاوض المجلس مع ثلاث شركات وكلف تلك التي قدمت أفضل عرض بتنفيذ هذه المهام حتى نهاية العام 2021، على أن يعاود المجلس إطلاق مناقصة لتلزيم هذه المهام».

وعلى الأثر، توجّه وزير البيئة ناصر ياسين عصر أمس إلى مطمر الناعمة لمعاينة الوضع، لينشر بعدها لقطة من المطمر أرفقها بتغريدة عبر حسابه الخاص على «تويتر»، جاء فيها: «من مطمر الناعمة لتحديد خطر عدم تنفيس آبار الغازات، حيث يجري الآن تنفيسها».

وأضاف: «إدارة مجلس الإنماء والإعمار التي تتولى ادارة المطمر ستعمل بسرعة لتأمين الصيانة الدورية، ويتم التواصل مع وزير الطاقة لإعادة تشغيل محطة الكهرباء الموجودة في المطمر التي تعمل بغاز الميثان لإنتاج 6 ميغاوات».