لقاء مهم وعاجل جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، جرى خلاله التوافق «على ضرورة وقف إطلاق النار للبدء في تنفيذ القرار 1701، وبالتالي عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية «توافقي لا يشكّل تحدّيا لأحد»، كما طلب الرئيسان دعم الدول المانحة والصديقة للنازحين اللبنانيين.
كلام الرئيس ميقاتي جاء في أعقاب زيارته الرئيس بري في عين التينة، حيث جرى خلال اللقاء متابعة المستجدات السياسية والتطورات الميدانية وأوضاع النازحين ونتائج الاتصالات التي أجراها الرئيس ميقاتي في نيويورك، وقال ميقاتي بعد اللقاء: «عقدت اجتماعا مهما مع الرئيس نبيه بري، وقدمت له بداية تعازيّ الحارّة باستشهاد سماحة السيد حسن نصرلله وسائر الشهداء. كما وضعت دولته في أجواء الحركة الديبلوماسية التي قمت بها في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة والتأييد الذي حصل للبنان».
أضاف: «أكدنا في خلال هذا اللقاء موقفنا الذي أعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية وقطر وألمانيا وأوستراليا وكندا وإيطاليا. كل هذه الدول أصدرت بيانا ونحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس بري، نؤكد تعهدنا بتطبيق كل النقاط التي وردت في البيان ومنها وقف اطلاق النار فورا من أجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملا».
وتابع: «ونحن نرحّب بكل ما ورد في النداء ونتعهد بتطبيقه فورا. هذا هو الموقف اللبناني الرسمي الذي أكدته في بيان صدر فور صدور النداء، واليوم بعد اجتماعي مع الرئيس بري أؤكد مجددا موافقتنا على هذا النداء».
وقال: «هذا الأمر مهم جدا ونحن مستعدون لتطبيق القرار 1701، وفور وقف اطلاق النار نحن مستعدون لإرسال الجيش الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب».
أضاف: «كذلك بحثنا في المواضيع الداخلية وبخاصة موضوع النازحين الذي يهمّ الرئيس بري وهو كان حريصا على تأمين كل ما يلزم لهم، فشرحت له عن المعطيات الموجودة لدى الحكومة وبخاصة ما نقوم به مع وجود هذا العدد الكبير من النازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وبعلبك وكل المناطق. نحن نحاول قدر الامكان أن نسدّ هذه الثغرات، وكما قلت بالأمس انها ليست عملية سهلة، فهي تبدأ بإيجاد مراكز إيواء والمستلزمات الحياتية والغذائية وكل الأمور الصحية والسلامة داخل مباني الإيواء، وغدا صباحا سأعقد اجتماعا عند الساعة التاسعة صباحا مع الدول المانحة لطلب المساعدة للبنان».
وأعلن ميقاتي «نحن نقبل كل الهبات ونحن طلبناها وأكدنا خلال اجتماعنا اليوم، الرئيس بري وأنا ان كل هذه المساعدات ستأتي عبر الأمم المتحدة وهي ستقوم بتوزيعها بكل شفافية، لاننا نريد أن تصل هذه المساعدات الى اللبنانيين المحتاجين في هذا الظرف الصعب. الحكومة تقوم بدورها، وفي حال الحاجة لأي قرار أساسي فدولة الرئيس بري أعرب عن دعمه للحكومة لاتخاذ القرار المناسب لتجاوز كل العراقيل التي يمكن أن تطرأ».
وختم: «تحدثنا أيضا عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت. أكد لي دولة الرئيس بري خلال اللقاء انه فور حصول وقف اطلاق النار ستتم دعوة مجلس النواب الى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحدّ لأحد. وهذا الأمر هو من الإيجابيات التي يجب أن نستفيد منها في أسرع وقت من أجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة».
ولاحقا، أكد ميقاتي في تصريح صحافي «التزام لبنان بمسار وقف النار وإطلاق مفاوضات غير مباشرة تؤدي إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية الشرسة التي تخاض ضد لبنان واللبنانيين. وإن لبنان يتعهد بإرسال الجيش إلى الجنوب بعد حصول ذلك»، مشدّدا على أنه «لا بديل لدينا عن هذا النداء الذي أصدرته عشر دول وازنة في مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا».
واعتبر ميقاتي أن «الدور هو على المجتمع الدولي، وصدقية هذه الدول - خصوصا الولايات المتحدة - باتت على المحك، لأنها إذا لم تتمكن من وقف هذه الحرب الوحشية، فلا أرى من هو قادر على ذلك».
وأوضح ميقاتي «ان كلامه بعد لقائه بري، هو تعبير عن وحدة الموقف اللبناني» وان استعماله تعبير «تعهد، هو تأكيد على متانة هذا الموقف».
وشدّد رئيس الوزراء على «أن هذا المسار هو المسار الوحيد ولا بديل عنه إلّا استمرار الحرب التي لا يعرف أحد كيف ستنتهي».
اتصالان من برودو وعارف
وكان ميقاتي تلقّى اتصالا من رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الذي «عبّر عن تضامنه مع لبنان» مبدياً قلقه الشديد من المواجهات الدائرة والتي تستهدف المدنيين، مشدّدا على «ضرورة وقف التصعيد والعودة الى الحلول السلمية».
كما تلقّى رئيس الحكومة اتصالا من نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف الذي عبّر «عن إدانته للاعتداءات الإسرائيلية على المناطق السكنية في لبنان».