بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تشرين الثاني 2023 12:10ص ميقاتي لقمّة الرياض: ملتزمون 1701 ونريد العرب حضناً وحصناً

«حزب الله» يتصرّف بوطنية عالية ومطمئن على عقلانيته

الرئيس ميقاتي يلقي كلمة لبنان في قمة الرياض الرئيس ميقاتي يلقي كلمة لبنان في قمة الرياض
حجم الخط
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ان «اللبنانيين يأملون أن يكون لهم العرب حضناً وحصناً لدرء الانهيار»، مشيرا في حديث متلفز الى ان «حزب الله يتصرف بوطنية».
ألقى رئيس الحكومة كلمة في «القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية» في الرياض بالمملكة العربية السعودية جاء فيها:
«على وقع الدم العربي المتدفِّقِ في فلسطين ولبنان من دون رادع، وبكاءِ الأطفالِ والنساءِ الثكالى فوقَ أشلاءِ الذين استُشهدوا من أهلِنا، نجتمع اليوم لنؤكّد لأنفسنا أولاً ولكل العالم تاليًا، محورية قضية فلسطين أرضاً وشعباً، وما تختزنه من قيم نؤمن بها جميعاً. فأمام صورة المشهد الدامي في قطاع غزة، وأمام مشهد الطفولة التي تُنْحَرُ هناك مع سبق الإصرار والترصد،
وأمام مشهد الاعتداء الاسرائيلي القاتل على الصحافيين والفتيات الثلاث اللاتي استشهدن مع جدتهن بالغدر الإسرائيلي في جنوب لبنان، 
وأمام مشهد التدمير الممنهج... تسقط ُكلُّ مفردات الإدانة التي أثبتت الأيام أن إسرائيل لا تقيم لها وزناً، ولا يردعها قانون دولي ولا ضمير إنساني.
لذلك، في هذه اللحظة التي تجمعُنا في بلاد الحرمين الشريفين، نحن مدعوون إلى التضامن والعمل المشترك من أجل إنقاذ فلسطين وغزة. كلنا استعرضنا الوضع الكارثي، ولكن علينا أن ننتقل الى مربع القرار. فغزة تستغيثكم فلا تردوها خائبة».
أضاف: «فلسطين قضية عربية أولًا وأخيرًا، ونكبتُها نزلَت بعالمنا العربي ومزَّقَت شرقَه عن غربِه، ومشروعُ التوسّعِ والتهجير ما زال أساس السياسة الإسرائيلية. لذلك، نحن مدعوون لأن نُطلق صرخة انسانية واحدة، بأن وجعَ فلسطين هو وجعُنا، ودمَها دمُنا، ومصيرَها مصيرنا، فهي مهد السيد  المسيح ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام. فعلينا العملُ معاً لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، وفتح المعابر وإدخال المساعدات لإخواننا في غزة، واطلاق مسار سياسي جدّي وفعّال يدفع باتجاه حل عادل وشامل ودائم لقضيتنا المحورية».
وتابع: «ومن أجل التوصُّل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي، يبقى «حل الدولتيْن» بمثابة أفضل المسارات للمضي قُدُماً والسعي إلى بناء مستقبلٍ أفضل لنا جميعاً على أساس «مبادرة السلام العربية» التي اطلقت في قمة بيروت عام 2002».
وقال ميقاتي: «إن ما يشهده جنوب لبنان حاليًّا من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701. ولقد بادرت شخصيًّا منذ اندلاع أحداث غزة إلى إطلاق النداءات العلنية للحفاظ على الهدوء ولضبط النفس على الحدود الجنوبية، ووجَّهْتُ التحذيراتِ، من تمدد الحرب التدميرية في غزة إلى جنوب لبنان، ومنه إلى المنطقة».
اضاف: «إن خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالاعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء.
وبالرغم من كل هذا وذاك، نُجدّد اليوم أمامكم التزام لبنان الشرعية الدولية - لا سيما القرار 1701 - ونُشدّد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ كافة مندرجاته وإلزامها بوقف استفزازاتها وعدوانها على وطننا».
وختم ميقاتي: «كنا في لبنان ولا نزال مع فلسطين، ودفعنا - وما زِلْنا - ثمنَ العدوان الإسرائيلي. وما الوهنُ البادي على بنية دولتنا إلا بسبب وقوعِها على هذا الفالق الزلزالي الذي أدّى بها إلى الإيغالِ في الفراغ والتفريغ. لكننا تعوَّدْنا منكُم النجدة وأنتم أهلها، ولست بحاجة إلى التأكيد على أن جميع اللبنانيين من دون استثناء يقفون إلى جانب غزة وفلسطين، وهم يأملون أن يكون لهم جميع العرب حضنًا وحصنا لدرء الانهيار».

اللقاء مع الرئيس الإيراني

وعلى هامش القمة، التقى الرئيس ميقاتي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي أكد أنَّ «فصائل المقاومة في لبنان وغزة لا تخضع لإيران ولا تتلقى الأوامر منها»، مشيراً إلى أن تلك الفصائل مستقلة في قرارها وعملها.
وقال إن «أساس المقاومة هو الردع ومنع الإعتداءات الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن «إجراءات حزب الله في جنوب لبنان مبنية على الحكمة والعقلانية»، وأضاف: «مع ذلك، يجب التأكيد على أن الكيان الإسرائيلي لا يفهم سوى بلغة القوّة».

لسنا هواة حرب

وفي حديث لقناة «الجزيرة» في الرياض أكد ميقاتي ان «حزب الله يتصرف بوطنية عالية وأنا مطمئن على عقلانيته»، لافتا الى اننا «وضعنا خطة طوارئ لثلاثة أشهر قادمة إذا حصلت أي حرب في لبنان».
وأشار الى اننا «لسنا هواة حرب ولن نقوم بأي خطوة لإشعال مزيد من الحروب في المنطقة»، موضحا ان «لبنان يتمسك بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ويؤكد عليها». ولفت الى ان «الحذر موجود ونأمل أن تؤدي الاتصالات إلى وقف إسرائيل إطلاق النار في جنوب لبنان».
وشدّد على ان «ما يهمّني أن يبقى لبنان بعيدا عن الحرب ونتطلع دائما إلى الاستقرار»، مطالبا بـ«وقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن».
وذكر اننا «نحافظ على ضبط النفس وعلى إسرائيل وقف استفزازاتها المستمرة في جنوب لبنان»، معتبرا انه «لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يستمر نزف الدماء في غزة بسبب الوحشية والمجازر».
وأوضح ان «نتائج القمة العربية الإسلامية أفضل بكثير مما كنت أتوقع وأرجو ألا تبقى قراراتها حبرا على ورق»، ورأى ان «لا أحد يستطيع أن يتحمل المجازر التي تحدث في غزة».
وطلب «من الدول العربية خصوصا التي لديها علاقات مع إسرائيل الضغط لوقف الاستفزازات بجنوب لبنان»

وصوله الى المملكة

وكان رئيس الحكومة وصل  الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في اعمال «القمة العربية الاسلامية المشتركة غير العادية»، وكان في إستقباله في مطار  الملك خالد الدولي نائب امير منطقة الرياض الامير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة.
وضمّ  الوفد اللبناني الى القمة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وزير الزراعة عباس الحاج حسن، سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة، وسفير لبنان لدى  مصر وجامعة الدول العربية علي الحلبي.