توجّه بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي برسالة الى اللبنانيّين قال فيها: «إثبتوا ولا تخافوا رغم قساوة الظروف وصعوبة الأيّام، ولبنان غالٍ على قلوبنا وعلينا أن نُحافظ عليه ونتشبّث بأرضنا وبيوتنا»، مجدّدا الدعوة إلى «جميع السياسيّين والمعنيّين والمسؤولين لضرورة انتظام عمل الهيئات الدستوريّة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية».
كلام يازجي جاء خلال زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، حيث التقاه في حضور كهنة الأبرشية.
واثر اللقاء الذي تبعه مأدبة غداء، قال البطريرك يوحنا العاشر: «أتوجه إلى إخوتنا وأحبّتنا اللبنانيين وأقول لهم اثبتوا ولا تخافوا رغم قساوة الظروف وصعوبة الأيام. الأيام صعبة وقاسية من نواحٍ كثيرة ولكن لبنان، لبناننا، لبنانكم غالٍ على قلوبنا، علينا أن نحافظ عليه، أن نتشبّث بأرضنا، بعائلاتنا، ببيوتنا، ونحافظ على هذا اللبنان الغالي، لبنان الرسالة».
أضاف: «هنا لا ننسى أوجاعنا بدءاً من الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت وكل الكوارث التي نجمت عنه والأضرار، وصولاً إلى أوضاعنا وظروف شعبنا في قضية الأموال المودعة في المصارف، وهي جنى عمر كل شخص وللأسف بطريقة من الطرق خسر كل شخص كل شيء وفقد جنى عمره وكأن هذه الأموال نُهبت من أيادي شعبنا ومن تعبه. لذلك، كما نقول دوماً، نكرر وبصوتٍ عالٍ الدعوة إلى جميع السياسيين، الإداريين، المعنيين، المسؤولين في هذا البلد ضرورة انتظام عمل الهيئات الدستورية والمجالس الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية».
ودعا «لأن يتعالى الجميع على المصالح والأمور الشخصية وأن نوجّه قوانا جميعاً يداً واحدة إلى قضية لبنان وما يهمّ اللبنانيين ومصلحتهم والتي ترتكز أولاً على انتخاب رئيس للجمهورية لأن كل عملية إنقاذ لبنان والإصلاح تبتدئ من هذا الأمر. فمن الضروري جداً أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية، لأن هذا الفراغ ليس من مصلحة أحد. بالطبع لا ننسى ما يحصل في الجوار، في المنطقة، وأذكر بشكل خاص ما يجري في غزة، في فلسطين، وانعكاسات ذلك علينا أيضاً، على أهالينا في الجنوب».
وقال: «صلاتنا وكل دعائنا ألا تتوسّع دائرة الحرب وتمتد إلى مناطق أخرى. دعاؤنا أن يعود السلام وأن تتوقف الحروب في غزة وبشكل عام في أنحاء العالم أجمع، ولا ننسى أحداً. نحن كما نؤكد دوماً، بعد جولة طويلة من الأحاديث وإعادة النظر مع صاحب السيادة سيدنا الياس، دوماً نؤكد في كنيستنا الإنطاكية أننا أبناء السلام ونريد السلام ونريد إيجاد حلول سلمية لكل قضايانا بدءاً من لبنان ووصولاً إلى كل قضايانا في هذه المنطقة، في الشرق الأوسط، وقضايانا في البلاد العربية».