بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الأول 2022 12:15ص البنك الدولي وفضائح الكهرباء!

حجم الخط
لم يكن مفاجئاً كلام نائب رئيس البنك الدولي فريد بلحاج عن عدم قيام هذه المؤسسة الدولية بتمويل شراء الغاز من مصر وإستجرار الكهرباء من الأردن، «لأن الإصلاحات المطلوبة لقطاع الكهرباء ما زالت بعيدة».
بلحاج أمضى في لبنان فترة ليست قصيرة ممثلاً البنك الدولي، وعاش تفاصيل الحياة السياسية، بإنقساماتها وتشرذمها، وبفسادها وعجز السلطة شبه الدائم عن إصلاح ذات البيْن، بسبب تورط معظم الأطراف في الحكم بلعبة الفساد ونهب المال العام.
وهذا المسؤول الدولي، التونسي الأصل، سبق له وحذر مراراً المسؤولين اللبنانيين من مغبة التأخر بالإصلاحات الموعودة منذ مؤتمر سيدر ٢٠٠٢، لأن من شأن ذلك أن يفوت على بلد الأرز فرصة الإستفادة من حماس الدول المانحة لتقديم المساعدات والقروض الميسرة، لتمويل مشاريع البنية التحتية التي بلدكم بحاجة إليها، وخاصة مشاريع المعامل الجديدة المنتجة للكهرباء.
غادر بلحاج لبنان إلى الإدارة المركزية في البنك الدولي، والتيار الكهربائي متوافر نصف ساعات الليل والنهار على الأقل، وعاد اليوم في زيارة رسمية، إلى البلد الذي أحب، والعتمة المظلمة تُسوّد مختلف المناطق اللبنانية .
أولى الإصلاحات المطلوبة في قطاع الكهرباء، ومنذ سنوات طويلة، يقضي بإنشاء الهيئة الناظمة للكهرباء، والتي من المفترض أن تدير هذا القطاع الحيوي، وتشرف على كل كبيرة وصغيرة فيه، من التنقيب والإنتاج، إلى التسويق وضبط الواردات المالية. بعيداً عن سلوكيات المنظومة الحاكمة الفاسدة.
ولكن رئيس التيار العوني الذي عارض إنشاء الهيئة الناظمة يوم كان وزيراً للطاقة قبل حوالى عشر سنوات، وبقي يقف «سنكي طق» ضد هذه الخطوة الإصلاحية الأساسية، لإعادة تنظيم وهيكلة هذا القطاع الذي يشكل عصب الحياة الإقتصادية والصناعية والإنمائية، بحجة أن هذه الهيئة تُقيد صلاحيات الوزير، وتُنقص من قيمة دوره.
فكان أن امتنع عن إطلاق الهيئة الناظمة للقطاع، ووضع الخطط الوهمية لإنشاء معامل جديدة وتأهيل المعامل القديمة، ضمن برنامج مزعوم بلغت كلفته مليار ومائتي ألف دولار أميركي في حكومة الرئيس ميقاتي الثانية، وسرعان ما إستبدلت المعامل الجديدة بالسفن التركية لإنتاج ٤ ساعات كهرباء فقط في اليوم، وبكلفة مليارية هدرت على العمولات والسمسرات، وإنطوت على فضائح تم لفلفتها في التحقيقات الإدارية والقضائية.
فريد بلحاج كشف فصلاً من فضائح الكهرباء. أما الفصول الأخرى ستبقى وصمة عار على صفحات «العهد القوي»، الذي أسقط البلد إلى درك الدول الفاشلة!