صباح وطن مبلل بزخات المطر....
في الصباح الباكر اقتحم صفحتي يلومني....
انه مهندس بيروتي يهندس الأبنية والكلمات
اقتحم صفحتي طالباً مني العودة ولو قليلاً الى كلمات المحبة والنثر والشعر
والكلمات الرقيقة
خجلت ان ارد عليه..
خجلت ان اعلن تمردي على التراجع في زمن القليل افضل من لا شيء والنثر هباء منثور في زمن الفقر والشح....
ماذا اقول له
أأقول له انني استحي ان اركض فرحة لالتقط زخات المطر... والماء مقطوعة عن احياء.. احياء
ام اخجل ان اظهر ضحكتي وانا اشتم رائحة اللافندر في يدي العاجزة عن المصافحة... لأبحث عن ذاتي الهاربة من زمن النكران... وأنا أرنو الى وردة برية رافضة الانكسار...
ام أقول له ان زمن وجود الذات والتمسك بلحظات حب وحنية ولىّ ربما في بلد ادمن التدخل بكل وقاحة في حياة العباد...ولا تحب نحن نكره عنك... !!!
ماذا اتكلم والأنا لم يعد لها وجود
وترف الكلمات الحنونة والشعر المنثور هباء مسحوق... في زمن يرعبك طريق الوطن المتفرد الوحيد باختلاق الازمات...
ماذا اتكلم وأنا كل يوم اعربش داخل ذاتي... صامتة... باحثة عن نقطة فرح لأكمل بها يومي... اعتذر بها من يومي...لأركض واضعة.... نقاط قوتي واحاسيسي حاجزاً يحميني في زمن استفقاد الامان.... وما ادراك ان يكون الوطن كورقة تلوح في مهب الريح... هذا اذا بقي وطن..
ماذا اقول وانا التي كغيري
رافضات ان نصبح ارقاماً...هاربات من بيئة حاضنة... متلونة... وللسخرية كل منطقة لها بيئتها والوطن مسرع الخطوات نحو الانهيار.. لذا لا اطلب مني كلمات نثر او حب او حتى حنية...
قال لي كلماتك شعاع ضوء في ظلمة النهار
قرأت تعليق وراء تعليق على صفحتي
تمسكت بأحرف غاضبة هاربة
اي كلمات تطالبني بها وزماني واقف على مهاترات
زماني عاجز عن الدوران
زماني فاقد الامان
امسكت بذاتها متلبسة ردت عليه دون كلمات
بعثرت احرفها طالبة السكوت
أي نثر... اي شعر
أي احساس
لأول مرة تشعر انها امرأة مجبولة بريح العصف
والحيرة
انها خارج الزمان
طالبة اللجوء
ليس السياسي انما اللجوء الى عالم
راقي وحضاري
لا يوجد فيه خبث ولا بهتان
خجلت ان تقول له ان لها دواماً
تصغي فيه الى اغاني تأخد بيدها الى اللامكان
ان لها كلمات خاصة بها ترافقها بكل آن واوان
ان لها وطناً ظالماً
وطناً يسرق الزمان
انه زمن استفقاد الذات
استفقاد الاحساس
استفقاد الروح البشرية
ماذا تقول له
اتقول له انه زمن العبودية وانعدام الوجود
والشعب منقسم قسمين
شعب فلح وتعب
وشعب حصد وسرق...
مهما دارت ومهما كتبت سيبقى البلد هو العنوان
بلد فاجأ الكل ما عدا ناس وناس
تمسك يدها الممدودة لتلتقط المطر
مطر تخجل ان تفرح به... تخجل ان توشوشه
ان الفرح ترف
والمشاعر وصمة
وان التفكير نقمة
وان كل شيء عبثي
والكلمات
تخلت ودارت
الى من يطالبني ان اكتب كما زمان
سيدي قول للزمان ارجع
كما كان... وخذ مني ما يدهش الكلمات
فنحن في بلد اسمه لبنان
الفرح فيه يختبىء خوفاً من
المفاجآت
والضحكة جناية
والقلب رواية...