10 تشرين الأول 2024 12:30ص هل تلجم واشنطن مغامرات نتنياهو ؟

حجم الخط
لم يكن ينقص نتنياهو غير الضربات الأولى في حربه ضد لبنان، حتى يستعيد غروره وصلفه اللذين فقدهما في حربه الفاشلة على غزة، والتي أدت إلى إنخفاض  شعبيته إلى الحد الأدنى، وزعزعة تحالفه الحكومي، وإتساع مساحة المعارضة ضده في الشارع الإسرائيلي. 
رئيس حكومة العدو المتطرفة يتصرف هذه الأيام وكأنه المنتصر في حرب لبنان، بعدما إستطاع تحالف الإستخبارات الغربية ــ الإسرائيلية الوصول إلى السيد حسن نصرالله، والقضاء على قادة النخبة في قوة الرضوان، وتفجير أجهزة البيجر واللاسلكي، وإعتماد هذا النهج التدميري المتعمّد للضاحية الجنوبية، وعشرات القرى الآمنة في الجنوب والبقاع، وتهجير أكثر من مليون لبناني من مناطقهم ومنازلهم. 
ولكن يوميات المعارك البرية الضارية في الجنوب يجب أن تذكّر نتنياهو وجماعته أن ما يرتكبونه من جرائم ضد الإنسانية في غزة ولبنان، هي أشبه بجولة واحدة، من أصل جولات متعددة ستشهدها هذه الحرب الأطول في تاريخ الكيان الصهيوني، وأكثرها إنهاكاً للجيش والجبهة الداخلية على السواء.  
لقد وصل الغرور والتنمّر في تصرقات نتنياهو حد منع وزير الدفاع في حكومته يواف غالانت من التوجه إلى واشنطن للبحث مع نظيره الأميركي في الخطط المطروحة للضربة الإسرائيلية ضد إيران، معتبراً أن التشاور حول الرد على الهجوم الإيراني الأخير يجب أن يتم معه شخصياً، ومن خلال إتصال من الرئيس الأميركي بايدن، الذي دفعه تصلب نتنياهو إلى الإمتناع عن محادثته هاتفياً منذ آب الماضي. 
مازالت هواجس إندلاع الحرب الشاملة في المنطقة، بسبب قرارات نتنياهو الرعناء، ومغامراته العسكرية المبالغ فيها، تثير قلقاً واسعاً في واشنطن، التي تعارض بشدة محاولات حليفها الإسرائيلي تفجير حرباً إقليمية، قد تضطر القوات الأميركية في المنطقة إلى التدخل للدفاع عن الدولة العبرية التي لن تستطيع بمفردها أن تحمي نفسها من وابل الصواريخ والمسيّرات الذي سينقضّ على مدنها ومنشآتها الحيوية، كما أثبت الهجومان الإيرانيان في نيسان وأيلول الماضيين. 
أصبح من الواضح لدوائر القرار في البيت الأبيض والبنتاغون، أن نتنياهو يستغل فرصة الانتخابات الرئاسية الاميركية، وما تنص عليه معاهدات الدفاع المشترك بينهما، للذهاب بعيداً في مغامراته العسكرية، مستنداً على القوة الدفاعية الأميركية، والأطلسية أيضاً، الجاهزة دائماً للتدخل عندما يتعرض الكيان الصهيوني لخطر داهم.
فهل لجم الإتصال الهاتفي بين بايدن ونتنياهو إندفاعة الأخير في مغامراته العسكرية ضد لبنان وإيران؟ 
هذا ما ستبينه الأيام القليلة المقبلة!