بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الثاني 2024 12:00ص وعدنا …

حجم الخط

بكل ثقة الاحساس .. الموجوع

مشت متراجعة إلى داخل ..شجرة الياسمين العابقة في داخل قلبها

مرهقة هي متعبة ..

في ليلة

ليلة قالت للنوم ..

استرح انت في غير امان

قالت للمكان ابحث عن نقطة ايمان

تداخل صوت اخيها على الهاتف من سيدني

مع صوت انكسارها ..يلا تعي ..رفضت فهي تريد فاصل بين رعب وسكينة

فهي لم تعلن الحرب ..ومع هذا كانت فيها

وهي لم تنهي الحرب ولا فاوضت ..

هي وكثير من الشعب وجدوا في بقعة زمنية مكانية نادت رعبهم ..

ومل انتظارهم خاصة في النصف الساعة الاخيرة قبل الاعلان

وعدنا

والسؤال الاهم كيف والى اين ..

عدنا و..

البعض اعتبره انتصاراً وسيجوه بالرصاص المتفلت

البعض اعتبره عدواناً وعنفاً

البعض اعتبره خذلاناً لا حدا سندهم ولا تضامن معهم ..

وانا اعتبرته

عدم توازن رعب ..

فلتان حياة هاربة من شهادة

ابرياء تساقطوا بدون اسامي

أشلاء تناثرت وما حدا عرف أصحابها

ليالي بيضاء عبست بوجه السواد

ببساطة عمر سرق من الكل ..

بيوت هدمت حتى طوابق تحت الارض

ناس وجودهم نادى موت آخرين ..

عدو اعتبر البلد فريسة سهلة

ويلا نضرب فالبلد لا رقيب ولا حسيب

عدنا ..

ببساطة إلى أين

إلى بيوت مهدمة ودمار

إلى ارض تنادي الابرار

إلى وطن متعب حتى الارهاق

عدنا إلى الأخطر

عدنا من حرب اعتبرها البعض نزهة

وعاد منتصراً

اعتبرها البعض رحلة وعاد من السفر

لا شاف ولا دري

حرب اعتبرها البعض ببساطة

مرحلة وراحت

والحساب مدفوع

عدنا

والأخطر إلى أين ..

عدنا إلى حياتنا العادية

ومن رحل واستشهد الرحمة له

وبقي ارقام للكل

وأسم وعنوان لاهله

عدنا إلى استهتارنا وكأن شيء لم يكن

ويا ضيعان خوفنا بل رعبنا ..

فنحن شعب استوطن القهر والعذاب ..

في ليلة وليالي

ونهار ونهارات

تغير الحال ولم نتغير

مقابل إنذارات بالإخلاء والكل ينفذ

والرصاص يلعلع للإخلاء

عاد الرصاص للاستخدام والابتهاج ..

مقابل نزوح عودة

مقابل صمت كلام

مقابل جمود بقينا على حالنا وأحوالنا ..

ولم يتغير شيء

فالعدو في كل المراحل

وعلى كل الاصعدة

وناس ناطرة ناس

عدنا

انما الوطن لم يعد

وبقيت اجزاء محتلة

ولم تعد اماكن كما كانت

اصبحت خراباً

وكذب من يقول انه سينسى

ايام صعبة مؤلمة عنوانها رعب الضعف امام جبروت العدو

من سينسى انه عمره كان مرهوناً على مسيرة تلاحقه

او صاروخ يدمر وجوده

او عدم اطمئنانه

من سينسى

ان الكل في الداخل كان مبعثر القرار

ناطر ومنتظر

والقرار يحلق ويسقط

وتلقى يا شعب تلقى

كم مخيف

برودة العمر امام غليان الاحساس

كم مخيف فكرة فقط فكرة

ان ننسى

ان نعتبر ان ما مر حتمي ولا مفر منه

ان نعود إلى اسوأ ما كنا

وما نكون تعلمنا شي

مما جرى

ويا خوفي ان يتمادى من عليه ان ينسحب

وان تبقى الامور غير ممسوكة

والكل لا يدير وعليه ان يدير البلد

والبعض يدير وعليه ان يتراجع

عدنا

اجل عدنا وكأن شيئاً لم يكن

ذاكرة ممسوحة .. قصداً

والدمع شخصي ..

والاستشهاد اخد ناس وناس

وما حدا عارف ..

إلا شيئاً واحداً

اتفاق منح له

اعطاه فرصة الحياة

مسحت خيوط ذهبية نادت عينيها العسليتين

تغلغلت داخل رائحة الحبق والياسمين

لتنسى رائحة الدخان متى ستنسى

ربما لن تنسى

لن تنسى رعب الدمار والخراب

لن تنسى سرقة فرح الحياة

لن تنسى خذلان القرار

انما اكيد ستتذكر

انها مرحلة لئيمة مرت

مرحلة عرت المشاعر

أظهرت انانية البشر

أعطت فرصة للبعض فاختبأوا

واختاروا اماكن ذهبية

والبعض اختارهم الموت بحكم الجيرة ..

انها مرحلةهرهرت فيها المشاعر

اختلط فيها الحب بالواجب

الخوف بالذعر

الحرص بالعجز

وسقط القرار في فراغ ..نادى ظلم الحياة

هي فترة للاسف

اعتبرها البعض مرحلة

وهي في الواقع فجيعة سقوط وطن